تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لجب]:

صفحة 399 - الجزء 2

  وبَنُو لُتْب، بالضَّمِّ: حَيٌّ من الأَزْدِ، منهم: عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيَّةِ الصَّحابيُّ، وهي أُمُّهُ، ومنهم من يفتح اللَّامَ والمُثَنَّاة، وفي بعضِ الرِواياتِ: الأَلْتَبِيّة، بالهمزة، وفي بعضٍ بضَمٍّ ففَتْحٍ، كَهُمَزِيَّةٍ، له ذِكْر في رُسُلِه، ، قال شيخُنَا.

  قلتُ: وقرأْتُ في مُعْجَمِ الحافظِ تقيّ الدِّينِ، ما نَصُّهُ، عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيْةِ الأَزديُّ الّذِي استعملهُ النَّبِيُّ ، على الصَّدَقَة.

  [لجب]: اللَّجَبُ، مُحَرَّكَةً: الغَلَبَةُ مع اختِلاط، وكأَنّه مقلُوبُ الجَلَبَةِ، والصِّيَاح: الصَّوْت، واضْطِرَابُ مَوْجِ البَحْرِ. والفِعْلُ منه: لَجِبَ، بالكَسْر، كَفَرِحَ. واللّجَبُ ارتفاعُ الأصواتِ واختِلاطُهَا؛ قال زُهَيْرٌ:

  عَزِيزٌ إِذا حلَّ الحَليفَانِ حَوْلَهُ ... بِذِي لَجَب لَجّاتُه وصَوَاهِلُهْ⁣(⁣١)

  وهذه المادّةُ، كَيْفَمَا كانت حُرُوفُهَا، لَهَا دِلَالةٌ على الصِّيَاح والاضطِرَابِ، وهو مختارُ ابْنِ جِنِّي وشَيْخِهِ أَبي عليٍّ، ووافقهما الزَّمَخْشَرِيُّ في أَمثاله. كذا قاله أَهلُ الاشتقاق.

  واللَّجَبُ: صَوْتُ العَسْكَرِ، وصَهِيلُ الخَيْلِ.

  وجَيْشٌ لَجِبٌ: عَرَمْرَمٌ، وذُو لَجَبٍ وكَثْرَةٍ. وكذا رَعْدٌ لَجِبٌ، وسَحَابٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ، وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ، وكلُّه على النَّسَبِ، وبَحْرُ ذُو لَجَب: إِذا سُمِعَ اضطرابُ أَمْوَاجِهِ.

  ولَجَبُ الأَمْوَاجِ كَذلِك.

  واللّجْبَة، مُثَلَّثَةَ الأَولِ، واللَّجَبَةُ مُحَرّكَةً، واللَّجَبَة.

  بكسر الجيم، واللِّجَبَةُ كعِنَبَة، الأخيرتانِ عن ثعلب: الشّاةُ قَلَّ لَبَنُها، وهي مُوَلِّيةُ اللَّبنِ. وعن ابْنِ السِّكِّيت: اللَّجَبَةُ: النَّعْجَةُ الّتي قَلّ لَبَنُهَا. قال: ولا يقَالُ للعَنْزِ لَجْبَةٌ. وفي حديث الزَّكَاةِ «فقُلْتُ: فَفِيمَ حَقُّكَ؟ قال: في الثَّنِيَّةِ والجَذَعَةِ اللَّجْبَة» [اللَّجْبَةُ]:⁣(⁣٢) بفتح اللّام وسُكون الجيم: الّتي أَتى عليها من الغَنَم بَعْدَ نِتاجِها أَربعةُ أَشْهُرٍ، فجَفَّ⁣(⁣٣) لَبَنُهَا. وقيل: هي من العَنْزِ⁣(⁣٤) خاصَّةً، وقيلَ في الضَّأْنِ خاصّةً. وقولُ عَمْرٍو ذِي الكَلْب:

  فاجْتَالَ مِنها لَجْبَةً ذاتَ هَزَمْ ... حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهَاءَ الرَّخَمْ⁣(⁣٥)

  يَجُوزُ أَن تكونَ هذه الشّاةُ لَجْبَةً في وقتٍ، ثمّ تكون حاشِكَةَ الدِّرَّةِ في وقتٍ آخَرَ. أَو الغَزِيرَةُ، فهو ضِدّ، أَو خاصٌّ بالمِعْزَى، كما يدُلُّ له قولُ مُهلْهِل الآتي ذِكْرُه ج: لِجابٌ بالكسر في التَّكسير. قال مُهَلْهِلُ بْنُ رَبِيعَةَ:

  عَجِبَتْ أَبناؤُنَا مِنْ فِعْلِنا ... إِذْ نَبِيعُ الخَيْلَ بالمِعْزى اللِّجابْ

  وجَمعُ لَجْبَة، لَجْبَاتٌ، بالسُّكُون فيهما على القِياس.

  وجمعُ لَجَبَة لَجَبَات بالتَّحريك فيهما [على القياس. وجمع لَجْبَةٍ لَجَبَاتٌ بالتحريك]⁣(⁣٦) وهو شاذّ، لأَنّ حقَّه التّسكينُ، إِلّا أَنه كان الأَصل عندَهم أَنّه اسمٌ وُصِفَ به، كما قالوا: امرأَةٌ كَلْبَةٌ، فجُمِعَ على الأَصل. وقال بعضُهم: لَجْبَةٌ، بالسُّكون؛ ولَجَبات، بالتّحريك [نادِرٌ]⁣(⁣٧) لِأَنّ القياسَ المُطَّرِد في جمع فَعْلَة إِذا كانت صِفَةً، تسكينُ العينِ. قال سِيبَوَيْهِ: وقالُوا شِياهٌ لَجَبَاتٌ، فحرَّكُوا الأَوْسَطَ، لِأَنَّ من العرب من يقولُ: شاةٌ لَجَبَةٌ، فإِنّمَا جاؤُوا بالجمع على هذا. ومثله قال ابْنُ مالِكٍ في شرح التَّسهيل: وأَجاز المُبَرِّدُ سُكون الجيم في لَجَبَات.

  وعن الأَصمَعِيّ: إِذا أَتَى على الشّاة بعد نتاجها أربعةُ أَشهرٍ، فجَفّ⁣(⁣٨) لَبَنُهَا وقَلَّ، فهي لِجَابٌ وقد لَجُبَتُّ كَكَرُمَ لُجُوبَةً، ويجوز لَجَّبَت تَلْجيباً. وفي حديثِ شُرَيْحٍ: «أَنَّ رَجُلاً قال له: ابْتَعْتُ من هذا شاةً، فلم أَجِدْ لها لَبَناً، فقال له شُرَيْحٌ: لَعَلَّها لَجَّبَتْ» أَي: صارت لَجْبَةً.


(١) «لجاته» عن اللسان، وبالأصل «لجباته».

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

(٣) في النهاية والصحاح واللسان «فخفّ».

(٤) في النهاية: «المعز».

(٥) بالأصل «جاشكة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله جاشكة وقوله الآتي ثم تكون جاشكة هكذا بخطه في الموضعين بالجيم، والصواب حاشكة بالحاء المهملة فقد أورد صاحب اللسان هذا البيت في حشك وقال: الحشك تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها اه».

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) زيادة عن اللسان.

(٨) كذا بالأصل واللسان، وفي الصحاح: فخفّ. وأوردها صاحب اللسان في حديث الزكاة - تقدم أثناء المادة - فخفّ.