تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أصو]:

صفحة 161 - الجزء 19

  في كلِّ يَوْمٍ هِيَ لي مُناصِيَه ... تُسامِرُ اللَّيلَ وتُضْحي شاصِيَه

  مثل الهَجِينِ الأَحْمرِ الجُراصِيَه ... والإِثْر والصَّرْب معاً كالآصِيَه⁣(⁣١)

  عاصِيَةُ: اسمُ امْرَأَتِهِ، ومُناصِيَة: تَجُرُّنا ناصِيَتي عنْدَ القِتالِ، والشاصِيَةُ: التي تَرْفَعُ رِجلَيْها، والجُراصِيَة: العَظيمُ مِن الرِّجالِ، شَبَّهها به لعِظَم خَلْقها، والإِثْرُ: خُلاصَةُ السَّمْن، والصَّرْب: اللَّبَنُ الحامِضُ، يُريدُ أنَّهما مَوْجُودَانِ عنْدَها كالآصِيَةِ التي لا تَخْلو منهما، وأَرادَ أنَّها مُنَعَّمَة.

  والآصِيَةُ: الدَّاهِيَةُ اللَّازِمَةُ.

  وأَيضاً: الآصِرةُ.

  وأَصَّى تَأْصِيَةً: تَعَسَّرَ.

  والأَياصِي: الأَياصِرُ.

  وأَصِيَ السَّنامُ، كرَضِيَ: تَظاهَرَ شَحْمُه وركبَ بعضُه بعضاً.

  وابنُ آصِي: طائِرٌ شِبْه البَاشَق إلَّا أنَّه أَطْول جناحاً وهو الحِدَأُة يُسَمّيه أَهْلُ العِراقِ ابن آصَى، كما في التَّهذِيبِ.

  وقَضَى ابنُ سِيدَه لهذه التَّرجَمةِ أنَّها مُعْتل الياءِ لأنَّ اللامَ ياءٌ أكْثرُ منها واواً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأَصاةُ: الرَّزانَةُ كالحَصاةِ.

  وقالوا: ما لَهُ أَصاةٌ أَي رأْيٌ يرجعُ إليه.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيّ: أَصى الرَّجُلُ إذا عَقَلَ بَعْد رُعُونةٍ؛ وقالَ طرفَةُ:

  وإِنَّ لِسانَ المَرْءِ ما لم تَكُنْ له ... أَصاةٌ على عوراتِهِ لَدَلِيلُ⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: حَصاةٌ، وسَيَأْتي.

  [أصو]: وأَصا النَّبْتُ يَأْصُو أَصواً: اتَّصَلَ بعضُه ببَعضٍ وكَثُرَ؛ نَقَلَه الصَّاغانيُّ في التكْمِلَةِ.

  [أضي]: ي الأَضاةُ، كحَصاةٍ: الغَديرُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَم: الماءُ المُسْتَنْقِعُ مِن سَيْلٍ وغيرِهِ.

  وفي التهْذِيبِ: الأضاةُ: غَديرٌ صَغيرٌ، وهو مَسِيلُ الماءِ إلى الغَديرِ المُتَّصلُ بالغَديرِ.

  وحَكَى ابنُ جنِّي في ج أضَوات بالتَّحْرِيكِ، ويقالُ: أَضَياتٌ، كحَصَياتٍ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: لامُ أَضاةٍ واوٌ.

  وقالَ أَبو الحَسَنِ: هذا الذي حَكَيْته مِن حَمْل أضاة على الواوِ بدَلِيلِ أَضَوات حكايَةُ جَمِيعِ أَهْلِ اللّغةِ، وقد حَمَلَه سِيْبَوَيْه على الياءِ، قالَ: فلا وَجْه له عنْدِي البَتَّة لقَوْلِهم أَضَوات، وعَدَم ما يُسْتَدلُّ به على أنَّه من الياءِ، قالَ: والذي أُوَجِّه كَلامَه عليه أنْ تكونَ أضَاة من قوْلِهم: آضَ يَئِيضُ، على القَلْبِ، لأنَّ بعضَ الغَديرِ يَرْجِعُ إلى بعضٍ ولا سيَّما إذا صَفَقَتْه الرِّيحُ، وهذا كما سُمِّيَ رَجْعاً لتَراجُعِه عنْد اصْطِفاقِ الرِّياح.

  وأَضًا، مَقْصُور مثْلُ قَناةٍ وقَناً، وإِضاءٌ، بالكسْرِ والمدِّ، وقيلَ: هو جَمْعُ أَضَاةٍ محرّكةً: كرَحَبَةٍ ورِحابٍ ورَقَبَةٍ ورِقابٍ.

  وقالَ الجَوْهرِيّ: كما قالوا: أَكَمَة وأَكَم وإِكَام.

  وزَعَمَ أَبو عبيدٍ أَنَّ أَضًا جَمْع أَضاةٍ، وإِضاءً جَمْع أَضًا.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وهذا غَيْرُ قوِيِّ لأنَّه إِنَّما يُقضي على الشَّيءِ أَنَّه جَمْعُ الجَمْعِ إذا لم يوجد مِن ذلِكَ بُدٌّ، فأَمَّا إذا وَجَدْنا منه بُدّاً فلا، ونحنُ نجدُ الآنَ مَندوحةً مِن جَمْع الجَمْع، فإِنَّ نَظِيرَ أَضاةٍ وإِضاهٍ ما قَدَّمْناه مِن رَقَبَةٍ ورِقابٍ ورَحَبَةٍ ورِحابٍ فلا ضَرُورَةٍ بنا إلى جَمْع الجَمْع، وهذا غَيْر مسوغ فيه لأَبي عبيدٍ، إنّما ذلِكَ لسِيْبَوَيْه والأخْفَش؛


(١) اللسان، والشطر الأخير في الصحاح والتهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٨١ برواية: «حصاة» بدل «أصاة» والمثبت كرواية اللسان.