تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شعب]:

صفحة 113 - الجزء 2

  وقال امرؤُ القَيْس.

  عَفَا شَطِبٌ مِنْ أَهْلِهِ فَغُرُورُ ... فَمَوْبُولَةٌ إِن الديارَ تَدُورُ

  والشَّطِيبِيَّةُ: مَاءٌ بأَجَإِ لِبَنِي طَيِّئ⁣(⁣١).

  ومن المَجَازِ: أَرضٌ مُشَطَّبَةٌ كمُعَظَّمَةٍ: خَطَّ فِيهَا السَّيْلُ قَلِيلاً لَيْسَ بالكَثِيرِ.

  والشَّطِيبِيَّةُ من البَرَاذِع: المُضَرَّبَة وشِطَابُها بالكَسْرِ: ما تُضَرَّبُ بِهِ.

  وعن أَبي الفَرَجِ: الشَّطَائِبُ: الشَّدَائِدُ كالشَّصَائِبِ سواء.

  وشُطَابٌ كغُرَابٍ: نَخلٌ لِبَنِي يَشْكُرَ بالْيَمَامَة.

  والشَّطْبَتَان: من أَوْدِيَةِ الْيَمَامَة.

  وفَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْنِ والكَفَلِ: انْتَبَر أَي انْتَفَخَ مَتْنَاهُ سِمَناً وتَبَايَنَت غُرُورُه⁣(⁣٢). وقال الجَعْدِيُّ:

  مِثْلُ هِمْيَانِ العَذَارَى بَطْنُه ... أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوب الكَفَلْ

  وانْشَطَبَ المَاءُ وغَيْرُه: سَالَ. والانْشِطَابُ: السَّيَلَانُ.

  والمُنْشَطِبُ: السَّائِلُ من المَالِ وغَيْرِه.

  وَرَجُلٌ شَاطِبُ المَحَلِّ مثل شَاطِن. والمُنْشَطِبُ⁣(⁣٣): السَّائِلُ.

  والشَّوَاطِبُ من النساء: اللَّاتِي يَقْدُدْن الأَدِيمَ بَعْدَ مَا يَحْلِقْنَه⁣(⁣٤) وفي نسخة يَخْلُقْنَه، والَّلائِي يَشْقُقْنَ الخُوصَ⁣(⁣٥) ويَقْشِرْنَ العَسِيب⁣(⁣٦) ليَتَّخِذْنَ منْه الحُصْرَ ثم يُلْقِينَها إِلى المُنَقِّيَاتِ قال قَيْسُ بن الخطيم:

  تَرَى قِصَدَ المُرَّان تُلْقَى كأَنَّها ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَيْدِي الشَّوَاطِبِ

  تقول مِنْه: شَطَبَتِ المرأَةُ الجَرِيدَة⁣(⁣٧) شَطْباً: شقَّتْه فهي شَاطِبة لتَعْمَل منه الحَصِيرَ. وعن الأَصمعي: الشَّاطِبَةُ: التي تَقْشُر⁣(⁣٨) العَسِيبَ، ثم تُلْقِيه إِلى المُنَقِّيَةِ فتأْخُذُ كُلِّ شَيءٍ عَلَيْهِ بِسِكِّينَها حتى تتركه رَقِيقاً، ثم تُلقِيه المُنَقِّيَةُ إِلى الشَّاطِبَة ثَانِية. وعن ابن السِّكّيت: الشَّاطِبَةُ: التي تَعْمَلُ الحَصِيرَ من الشَّطْبِ. والشُّطُوب: أَن يُؤْخَذَ قِشْرُه الأَعْلَى، قال: وتَشْطُب وتِلْحَى وَاحِدٌ، وسيأْتي ذلك في خرص وفي ذرع إِن شَاءَ اللهُ تَعَالى.

  والشُّطْب بالضم: قَرْيَةٌ بالصَّعِيدِ الأَدْنَى.

  * ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه: شَطَبٌ: موضِعٌ باليَمَن بالقُرْب من صَنْعاء، وتُضَاف إِلَيْه سَوْدَة، وهي قَرْيَةٌ عَامِرَة، وقد نُسِب إِلَيْهَا جَمَاعَة من العلمَاء والمُحَدِّثِين والصُّوفِيَّة.

  [شعب]: الشَّعْبُ كالمَنْع: الجَمْعُ. والتَّفْرِيقُ.

  والإِصْلَاحُ. والإِفْسَادُ، ضِدُّ. صَرَّح به أَبُو عُبَيْد وأَبُو زِيَادٍ.

  وقال ابْنُ دُرَيْد: هذَا لَيْسَ من الأَضْدَادِ بَلْ كُلُّ من المَعْنَييْنِ لُغَةٌ لِقَوْم دُونَ قَوْمٍ. وفي حَدِيثِ ابن عُمَر⁣(⁣٩): «شَعْبٌ صَغِير من شَعْبٍ كَبِيرٍ» أَي صَلاحٌ قَلِيلٌ مِن فَسَادٍ كَبِيرٍ⁣(⁣١٠). شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب. وشَعَّبَه فَتَشَعَّبَ. وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْد لِعَلِيّ ابن الغَدِيرِ⁣(⁣١١) الغَنَوِيِّ في الشَّعْبِ بمعنى التَّفْرِيقِ:

  وإِذَا رَأَيْتَ المرءَ يَشْعَبُ أَمْرَه ... شَعْبَ العَصَا ويَلِجُّ في العِصْيَان⁣(⁣١٢)

  قال: مُرَادُه يُفرِّق أَمْرَهُ.

  قال الأَصْمَعِيُّ: شَعَبَ الرجلُ أَمْرَه إِذَا شَتَّتَه وفَرَّقَه. وقَال


(١) في معجم البلدان: «لبني سنبس» وهم - سنبس بن معاوية بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ عن جمهرة ابن حزم.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «غروزه» والغرور جمع غر بالفتح وهو الكسر في الجلد من السمن.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «والمشطب».

(٤) في القاموس: «يَخْلُقْنَه». وفي المجمل: «يُقَدِّرْنَه».

(٥) في المجمل والمقاييس: يشققن السعف للحصر.

(٦) في اللسان: العُسُب.

(٧) اللسان: الجريد.

(٨) عن اللسان، وضبط الكويتية: تَقْشِرُ.

(٩) عن النهاية، وبالأصل «وفي حديث عمر».

(١٠) في النهاية: كثير.

(١١) عن غريب الهروي، وبالأصل «العذير».

(١٢) بعده في غريب الهروي:

فاعمد لما تعلو فما لك بالذي ... لا تستطيع من الأمور يدان