تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قنح]:

صفحة 178 - الجزء 4

  ومن الأَساس في المجاز: قولهم: وما أَصابَت الإِبلُ إِلّا قَمِيحَةً من كلإٍ: شيْئاً من اليابِس⁣(⁣١) تَسْتَفُّه.

  والقَمْحَة نَهْرٌ أَوّلَ هَجَرَ. والقَمْحَة: قَرْيَة بالصَّعِيد.

  [قنح]: قَنَحَه، أَي العُودَ والغُصنَ كمنَعَه يَقْنَحُ قَنْحاً، إِذا عَطَفَه حتّى يصيرَ كالمِحْجَن⁣(⁣٢) أَي الصَّولَجان. وهو القُنَّاح والقُنَّاحة.

  وقَنَحَ الشّارِبُ يَقْنَح قَنْحاً رَوِيَ فَرَفَعَ رأْسَهُ رِيًّا وتَكَارَهَ عَلَى الشُّرْب، كَتَقَنَّحَ، والأَخيرة أَعلى. وقال أَبو حَنِيفَة: قَنَح من الشّرَاب يَقْنَحُ قَنْحاً: تَمَزَّزَهُ. وقال الأزهريّ: تَقنَّحْت من الشراب تقنحاً قال: وهو الغالب على كلامهم.

  وقال أبو الصَّقر: قَنَحْت أَقنَح قَنْحاً. وفي حديث أُمِّ زرْع: «وأَشْرَبُ فأَتَقنَّح» أَي أَقطَع الشُّربَ وأَتمهَّلُ فيه. وقيل: هو الشُّرْب: بعد الرِّيّ. قال شَمِرٌ: سمعت أَبا عُبيد يسأَل أَبا عبدِ الله الطُّوَالَ النّحويّ عن معنى قولها «فأتقَنّح» فقال أَبو عبد الله: أَظنّها تُريد أَشرَبُ قليلاً قليلاً. قال شَمِرٌ: فقلْت: ليس التفسير هكذا، ولكنّ الَّتقنُّح أَن تَشرَب فوق الرِّيّ، وهو حرفٌ رُويَ عن أَبي زيد. قال الأَزهريّ: وهو كما قال شَمِرٌ وهو التَّقنُّح والتَّرَنُّح، سمعْتُ ذلك من أَعراب بني أَسَد. وفي بعض النّسخ «كقَنَّحَ»، والأُولَى أَعلَى.

  وفي التهذيب: قَنَح البَابَ فهو مَقْنُوح نحتَ خشَبَة ورفَعَه بها. تقول للنَّجّار: اقنَحْ⁣(⁣٣) بَابَ دارِنَا، فيَصنَع ذلك.

  كأَقْنَحَه. وتِلك الخشبَةُ هي القُنُّاحة، كالرُّمّانة، وعن ابن الأَعرابيّ يقال لِدَرَوَنْدِ البابِ النِّجَاف والنَّجْرانُ، ولِمَتْرَسِه القُنّاحُ. ولِعَتبَتهِ النَّهْضَةُ. وفي كتاب العين: القِنْح: اتِّخاذُك قُنّاحَةً تَشُدّ بها عِضَادَةَ بابِك ونحْوَهَا، ويُسمِّيها الفُرْسُ قانه.

  قال ابن سيده: ولا أَدرِي كيف ذلك، لأَنّ تعبيرَه عنه ليس بحَسنٍ. قال: وعندي أَن القِنْح هنا لغة في القُنَّاح. وفي الصحاح: القُنّاحَة بالضمّ مُشدّدة: مِفْتاحٌ مُعْوَجٌّ طوِيلٌ، وقَنَّحتُ البابَ تَقْنِيحاً إِذا أَصْلحْتَ ذلك عليه.

  [قوح]: قاحَ الجُرْحُ يَقُوحُ: انْتَبَرَ، وصَارَت فيه المِدَّةُ، وسيُذكَر في الياءِ، كتقَوّحَ.

  وقاحَ البَيْتَ قَوْحاً: كَنَسَه، لغة في حَاقَه، عن كُرَاع، كقَوّحَه.

  وعن ابن الأَعرابيّ: أَقَاحَ الرَّجُلُ، إِذا صَمَّم على المنعْ بعد السُّؤال، ولكنّه ذَكَرَه في الياءِ.

  ورُوي عن عُمرَ أَنه قال: «مَنْ مَلأَ عَيْنَيْهِ مِن قاحَةِ بَيْتٍ قبل أَنْ يُؤذَنَ له فَقدْ فَجَرَ»، القَاحَة: السَّاحَة، قال ابنُ الفرج: سمِعْت أَبا المِقْدَام السُّلَميّ يقول: هذا⁣(⁣٤) باحَةُ الدَّارِ وَقَاحَتها. ومثلُه طِينٌ لازبٌ ولازِق، ونَبِيثة البِئرِ ونَقِيثتها، عاقَبَت القافُ الباءَ. وقال ابنُ زِياد: مرَرْتُ على دَوْقَرَةٍ فرأَيْت في قَاحَتها دَعْلَجاً شَظِيظاً. قال: قَاحَةُ الدّارِ: وَسَطُهَا. والدَّعْلَج: الجُوَالِق. والدَّوقَرَة: أَرضٌ نَقِيَّة بين جِبَالٍ أَحاطَتْ بها. ج قُوحٌ، مثل سَاحَةٍ وسُوحٍ، ولابَةٍ ولُوب، وقارةٍ وقُورٍ. عن ابن الأَعرابيّ: القُوح: الأَرَضُون التي لا تُنبِت شيئاً.

  وفي النهاية، في الحديث «أَنّ رسول الله ÷ احْتَجَمَ بالقَاحَةِ وهو صائم»، هو اسمُ ع بقُرْبِ المدينةِ على ثلاثِ مَراحلَ مِنها. وفي التوشيح: على مِيلٍ من السُّقْيَا⁣(⁣٥).

  [قيح]: القَيْح: المِدّة الخَالِصة لا يُخَالطُها دَمٌ، وقيل: هو الصَّديد الّذي كأَنّه الماءُ وفيه شُكْلَةُ دَم. قَاحَ الجُرْحُ يَقِيحُ قَيْحاً كقاحَ يَقوح، وقَيَّحَ الجُرْحُ وتَقَيَّحَ وتَقَوّحَ وأَقَاحَ.

  قال ابن سيدَه: الكلمة واويّة ويائيّة.

فصل الكافِ مع الحاءِ المهملة

  [كبح]: كَبَحَ الدّابة: جَذَبَ لِجَامَهَا، وضَرَب فاهَا بِه لِتَقِفَ ولا تَجْرِيَ، يَكبَحُها كَبْحاً. ويقال: ليس كَبْحُ الصَّعْبِ الشَّرِس إِلّا باللِّجَام الشَّكِسِ.

  وفي حديث الإِفاضَة من عرفات: «وهو يَكْبَحُ راحِلتَه»، هو مِن ذلك. كَبَحْتُ الدَّابَّةَ، إِذا


(١) في الأساس: اليبس.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كالمحجن، هكذا في نسخ الشارح المرافقة كما في اللسان، ووقع في المتن المطبوع بالمحجن وهو تحريف» قلت: «وفي القاموس: كالمحجن.

(٣) في الأساس: قنِّح.

(٤) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: وهذه.

(٥) في معجم البلدان: وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم، ذكره في حديث الهجرة القاحة والفاجة. يريد به القاحة الدوار الذي في جبل ثافل.