تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جلأ]:

صفحة 129 - الجزء 1

  زَبَدَها الذي عليها⁣(⁣١)، فإِذا أَمرْت قلت اجْفَأْها، وجَفَأ الوَادِيَ: مَسَحَ غُثَاءَهُ وعِبارة العُباب: وجَفَأْتُ الغُثاءَ عن الوادي، أَي كَشَفْتُه وجَفأَ البَابَ جَفْأً: أَغْلَقَهُ، كأَجْفَأَهُ لغة عن الزّجّاج وقال الحِرْمازِي: جَفَأَ البابَ إِذا فَتَحَه، فهو ضِدُّ.

  وجفأَ البَقْلَ والشجَرَ يَجفَؤُهُ جَفْأً: قَلَعَهُ مِنْ أَصْلِه ورمَى به كاجْتَفَأَهُ وفي النهاية في الحديث: «مَا لَمْ تَجْتَفِئُوا بَقْلاً» قيل: جَفَأَ النَّبْتَ واجْتَفَأَه: جَزَّهُ عن ابن الأَعرابيّ.

  والجُفَاءُ كَغُرَابٍ: ما نَفَاه الوادي إِذا رمى به، قاله ابنُ السِّكيت. وذَهب الزَّبَدُ جُفاءً أَي مَدفوعاً عن مائِهِ، وفي التنزيل العزيز: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً}⁣(⁣٢) قال الفرّاءُ: أَصله الهمز، وهو الباطِلُ تشبيهاً له بزَبدِ القِدْر الذي لا يُنتَفَعُ به، وبه فسَّر ابنُ الأَثيرِ الحديثَ: «انْطَلَق جُفَاءٌ مِنَ النَّاسِ» أَراد سَرَعَانَهم، قال: وهكذا جاءَ في كتاب الهَرَوِيّ، قال: والذي قَرأْناه في البُخارِي ومُسلم «انطلق أَخفَّاءُ مِنَ النَّاسِ» جمع خَفيفٍ، وفي كتاب الترمذي «سَرَعانُ النَّاس» والجُفَاءُ: السَّفِينَةُ الخَالِيةُ، وبه صَدَّر في العَباب وأَجْفَأَ الرجلُ مَاشِيَتَهُ: أَتْعَبَها بِالسَّيْر ولم يَعْلِفْهَا فَهُزِلَتْ لذلك وأَجْفَأَ بِه: طَرَحَهُ رَمَاه على الأَرضِ وأَجْفَأَت البِلَادُ إِذا ذَهَبَ خَيْرُها، كَتَجَفَّأَتْ قال:

  ولَمَّا رَأَتْ أَنَّ البِلَادَ تَجَفَّأَتْ ... تَشَكَّتْ إِلَيْنَا عَيْشَها أُمُّ حَنْبَلِ

  والعَامَ بالنصب على الظرفية أَي في هذا العام جُفْأَةُ إِبلنا بالضم وفي بعض النسخ بالفتح ضبطاً وهُوَ أَن يُنْتَجَ أَكْثَرُها⁣(⁣٣).

  [جلأ]: جَلأَ الرجُلَ ( *) كَمَنَعَ جَلْأً بفتح فسكون كذا في المحكم جَلَاءً كسَلامٍ، وضبطه بعضهم بالتحريك وجَلَاءَةَ ككَرامة، وضبطه بعضٌ بالتحريك أَيضاً: صَرَعَه وضرب به الأَرض كحلأ بالحاءِ عن أَبي زيد وجَلأ بثَوْبِهِ: رَمَاهُ⁣(⁣٤).

  * ومما يستدرك عليه:

  [جلظأ]، في التهذيب في الرباعي، وفي حديث لُقمان بن عاد: إذا اضجعْتُ فلا أَجْلَنْظِي: قال أَبو عبيد: ومنهم من يهمز فيقول اجْلَنْظَأْتُ⁣(⁣٥).

  والمُجْلنظِي: المُسبَطِرُّ في اضطجاعه. وسيأْتي في المعتل.

  [جمأ]: جَمِئَ عَليه كَفَرِح: غَضِبَ كذا في المحكم وتَجَمَّأَ فلانٌ في ثيابِه: تَجَمَّعَ الهمزة لغة في العين وتجمَّأَ عَلَيْه: أَخَذَه فَوَارَاهُ عن أَبي عمرو: التَّجَمُّؤُ: أَن يَنحَنِيَ على الشيء تحت ثَوْبه، والظَّلِيم يَتَجمَّأُ على بَيْضه وتَجمَّأَ القَوْمُ: تَجَمَّعوا كذا في العُباب⁣(⁣٦) والجَمَأُ والجَمَاءُ: الشَّخْصُ يُمَدُّ ويُقصر⁣(⁣٧)، وهمزة الممدودِ غير مُنْقَلِبَة وفَرَسٌ أَجْمَأُ ومُجْمَأُ: أَسِيلَةُ الغُرَّةِ، داخِلَتُها والاسم الإِجْمَاءُ قال:

  إِلَى مُجْمَآتِ الهامِ صُعْرٍ خُدُودُها ... مُعَرَّفَةِ الإِلْحَى سِبَاطِ المَشَافِرِ

  [جنأ]: جَنأَ الرجلُ عليه كجَعَلَ وفَرِحَ جُنُوءًا وجَنَأً كقُعود وجَبَلِ، وفيه لفٌّ ونشْرٌ مُرتَّب: أَكَبَّ، كَأَجْنَأَ قال كُثَيّر:

  أَغاضِرَ لَوْ شَهِدْتِ غَدَاةَ بِنْتُمْ ... جُنُوءَ العَائِدَاتِ عَلَى وِسَادِي

  أَوَيْتِ لِعَاشِقٍ لَمْ تَشْكَمِيهِ ... نَوَافِدُهُ تَلَذَّعُ الزِّنَادِ

  وفي اللسان يقال: أَرَادُوا ضَربهُ فَجَنَأْتُ عليه أَقِيه بنفسي⁣(⁣٨) وإِذا أَكبَّ على الرجُلِ يَقيه شَيئاً قيل: أَجْنَأَ. وفي التهذيب: جَنَأَ في عَدْوِهِ إذا أَلَحَّ وأَكَبَّ وأَنشد:

  وَكَأَنَّه فَوْت الحَوَالِبِ جَانِئاً ... رِيمٌ تُضَايِقُهُ كِلَابٌ أَخْضَعُ

  وفي الحديث أَن يَهودِيًّا زَنَى بامرأَةٍ فَأَمَر بِرَجْمِها⁣(⁣٩)، فجعَل


(١) اللسان: وجفأتُ القدر أي مسحت زبدها الذي فوقها من غليها.

(٢) سورة الرعد الآية ١٧.

(٣) في العين: وجفأت الرجلَ أي احتملتُه وضربتُ به الأرض.

وفي الأساس: ومر جُفاء من العسكر إلى البيات: أي جماعة معتزلة عن معظمه.

(*) بالقاموس: بالرجل.

(٤) اللسان: جلا بالرجل يجلأ به جَلْأَ وجلاءةً: صرعه. وجلأ بثوبه جلاءً: رمى به.

(٥) زيد في اللسان: ومنهم من يقول: اجْلَنْظَيْتُ.

وقد ورد كله بالأصل بالطاء المهملة وصححناه عن اللسان.

(٦) ابن السكيت: تجمّى القومُ إذا اجتمع بعضهم إلى بعض، وقد تَجَمَّوا عليه.

(٧) اللسان: وجَماء الشيء وجُماؤه: شخصه وحجمه.

(٨) لم نجده في اللسان. وفي الأساس: وأرادوا أن يضربوه فتجانأت عليه أقيه بنفسي.

(٩) اللسان: برجمهما.