تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دشم]:

صفحة 241 - الجزء 16

  لا هُمَّ إنَّ عامِرَ بن جَهْمِ ... أَوْ ذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ⁣(⁣١)

  أَي حَجَّ وهو مُتَدَنِّسٌ بالذّنوبِ.

  ويقالُ: فلانٌ أَدْسَم الثوبِ ودَسِمُ الثوبِ إذا لم يكنْ زَاكِياً، وقوْلُ رُؤْبَة يَصِفُ سَيْحَ ماءٍ:

  مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما ... فَخِمْنَ إذ هَمَّ بأَنْ يَخِيما⁣(⁣٢)

  المَدْسُومُ: المَسْدُودُ والدَّسْمُ حَشْوُ الجَوْفِ.

  وتَدَسَّمُوا: أَكَلُوا الدّسْمَ.

  ومَرَقَةٌ دَسِمَةٌ.

  وعمامَةٌ دَسِمَةٌ ودَسْماءُ: سَوْدَاء.

  ويقالُ للمُسْتحاضَةِ: ادْسِمِي وصَلِّي.

  والدَّسِمُ: الْأَحْمَسُ⁣(⁣٣) الأسْوَدُ الدّنِيءُ مِن الرِّجالِ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حدِيْثِ الفتْحِ. قلْتُ: ومنه أُخِذَ الدُّحْمُسانُ.

  ويقالُ: ما فيه دَيْسم دَسَم: لِمَنْ لا فائِدَةَ فيه.

  وما أَنْتَ إلَّا دُسْمَه: أَي لا خَيْر فيكَ وهو مجازٌ.

  ودَيْسم الدوسيّ: تابِعِيُّ ثِقَةٌ.

  [دشم]: الدُّشْمَةُ، بالضمِّ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي المُحْكَمِ: هو الذي لا خَيْرَ فيه.

  وضَبَطَه الزَّمْخَشَرِيُّ بالسِّيْن المهْمَلَةِ: يقالُ: ما أَنْتَ إلَّا دُسْمة، وقد تقدَّمَ قَرِيباً.

  ولعلَّ منه أُخِذَ الدُّشْمان للعَدُوِّ بالفارِسِيّة.

  [دعم]: دَعَمَهُ، كمَنَعَهُ، يَدْعَمُه دَعْماً: مالَ فأَقَامَهُ، كما تدْعَمُ عُرُوش الكَرْمِ ونحْوِهِ، قالَهُ اللَّيْثُ؛ ومنه حَدِيْث أَبي قَتادَةَ: «فمالَ حتى كادَ يَنْجَفِلَ فَدَعَمْتُهُ»؛ أَي أَسْنَدْتُه. ودَعَمَ المرْأَةَ دَعْماً: جَامَعَها؛ أَو دَعَمَها بأَيْرِه: طَعَنَ فيها بإزْعاجٍ، أَو أَوْلَجَهُ أجْمَعَ، وكَذلِكَ دَحَمَها، عن ابنِ شُمَيْلٍ، وهو مجازٌ.

  والدِّعْمَةُ والدِّعامَةُ والدِّعامُ، بكسْرِهنَّ: عِمادُ البَيْتِ، وهي الخَشَبَةُ التي يُدْعَمُ بها أَي يُسْنَدُ.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: هي الخُشُبُ المَنْصوبُ للتَّعْرِيشِ؛ ج دِعَمٌ، بكسْرٍ ففتحٍ، ودَعائِمُ، وفي لفٌّ ونشْرٌ مرتَّبٌ.

  ومِن المجازِ: الدِّعامَةُ، ككِتابَةٍ: السَّيِّدُ. يقالُ: هو دِعامَةُ القَوْمِ، أَي سَيِّدُهُم وسَنَدُهم؛ وهُم دَعائِمُ قوْمِهم.

  وفي قوْلِ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ يَصِفُ عُمَرَ بن الخَطَّابِ فقالَ: «دعامَةُ الضَّعيفِ». والدِّعْمَتانِ والدِّعَامَتانِ: خَشَبَتا البَكْرَةِ، فإنْ كانتا مِن طينٍ فهما زُرْنُوقانِ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ:

  لمَّا رأَيْتُ أَنَّهُ لا قامَهْ ... وأَنَّني ساقٍ على السَّآمَهْ

  نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ⁣(⁣٤)

  وقالَ أَبو زيْدٍ: إذا كانتْ زَرانِيقُ البئْرِ مِن خَشَبٍ فهو دِعَمٌ.

  وادَّعَمَ على العَصا، كافْتَعَل: اتَّكَأَ عليها أَصْلُه اتْدَعَمَ أُدْغِمَتِ التاءُ في الدالِ؛ ومنه حدِيْث عَنْبَسَةَ: «يَدَّعِمُ على عَصاً له».

  والدُّعمِيُّ، بالضمِّ: النَّجَّارُ.

  والدُّعمِيُّ من الطَّريقِ: مُعْظَمُهُ أَو وَسَطُه، قال الرَّاجزُ يَصِفُ إِبلاً:

  وصَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِييَّا ... تَرْكَبُ من دُعْمِيِّها دُعْمِيَّا⁣(⁣٥)

  دُعْمِيّها: وَسَطُها؛ دُعْمِيًّا: أَي طَرِيقاً مَوْطُوءاً.

  والدُّعْمِيُّ: الشَّيءُ الشَّديدُ. يقالَ للشيءِ الشَّديدِ الدِّعامِ: إِنَّه لَدُعْمِيٌّ، قالَ:


(١) اللسان والأساس والثاني في الصحاح، والرجز في المقاييس ٢/ ٢٧٦. والأول برواية:

يا ربّ إن الحارث بن الجهم

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والدسم الأحمس، هكذا في النسخ بالسين، وعليه قوله: ومنه أخذ الدحمسان ولكن الذي في الحديث بالشين كما في اللسان والنهاية.

(٤) اللسان وفيه: «وأنني موف» بدل «وأنني ساق» والأخير في الصحاح.

(٥) اللسان والتكملة بدون نسبة.