تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أخد]:

صفحة 331 - الجزء 4

  الحلق قد يُقَام بعْضُهما مُقَامَ بعضٍ.

  وأُحُدٌ، بضمَّتين، وقال الزُمخشريّ: رأَيْت بخطّ المبرّد: أُحْدٌ، بسكون الحاءِ منوّن جَبَلٌ بالمَدِينة، على ساكِنَها أَفضلُ الصّلاة والسّلام، وفيه وَرَدَ «أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا ونُحِبُّه» قال شيخنا: وأَنكرَه جَماعَةٌ وقالوا: إِنّه لا يُسكَّن إِلّا في الضّرورة، ولعلّ الذي رآه كذلك.

  وأَحَد، محرَّكَةً: ع نَجْديٌّ، أَو هو كزُفَر، كما ضبطَه البَكريّ.

  وسُوقُ الأَحَدِ: مَوضعٌ، منه أَبو الحُسَيْن أَحمَدُ بن الحُسين الطَّرَسُوسيّ، روَى عَنْه ابنُ الأَكفانيّ، توفي سنة ٤٦١ أَو هو مُشدَّد الدّالِ جَبَلٌ، فيذكر في ح د د إِن شَاءَ الله تعالى.

  واسْتَأْحَدَ الرَّجلُ واتَّحَدَ: انفَرَدَ.

  وقَول النّحويّين جاءُوا أُحَادَ أُحَادَ، ممنوعَين للعَدْل في اللّفظ والمعنَى جميعاً، أَي واحِداً واحِداً.

  ويقال: ما اسْتَأْحَدَ بِه، أَي بهذا الأَمرِ: لم يَشْعُرْ به، يَمانيَة.

  وأَحَّدَ العَشَرَةَ تأْحيداً، أَي صَيَّرَهَا أَحَدَ عَشَرَ، حكَى الفرّاءُ عن بعض العرب: معي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهُنَّ، أَي صيِّرهنَّ أَحَدَ عَشَرَ وأَحَّدَ الاثنين، أَي صيَّرَهما واحدةً، وفي الحديث «أَنّه قال لرَجل أَشارَ بسَبَّابتَيه في التَّشهُّد: أَحِّدْ أَحِّد»، أَي أَشِرْ بإِصْبع واحدة.

  ويقال: ليس للواحد تَثنيةٌ ولا للاثنين واحدٌ من لفْظه وجِنسِه، كما أَنَّه ليس للأَحد جمْعٌ. هو من بقيّة قَول أَبي العبّاس أَحمد بن يَحي ثعلب، وقد نقلَه الشِّهاب في شرْح الشِّفاءِ⁣(⁣١). قال شيخنا: وهو قد يخالِف قَولَ المصنّف فيما يأْتي، أَو الواحد قد يُثنّى، كما سيأْتي.

  * ومما يستدرك عليه:

  أَحَدٌ النَّكرة، فإِنّه لم يَتعرّض لها، قال الجوهريّ: وأَمّا قَولهم: ما بالدّار أَحدٌ، فهو اسمٌ لمَن يَصلح أَن يُخَاطَب، يَستوِي فيه الواحدُ والجمْع والمؤنَّث. وقال تعالَى {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ}⁣(⁣٢). وقال {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ}⁣(⁣٣). وفي حواشِي السَّعْدِ علَى الكشّاف أَنه لا يقع في الإِثبات إِلّا بلفظ كلّ. وقال أَبو زيد: يقال: لا يَقوم لهذا الأَمرِ إِلّا ابنُ إِحداهَا، أَي الكريمُ من الرّجال.

  [أخد]: المُسْتَأْخِدُ، بالدال المهملة، مِن أَخد، أَهملَه الجوهريّ ونقلَه الأَزهريّ عن الّليث، قال: هو المُسْتَكينُ.

  وقال: مَريضٌ مَستأْخدٌ: مُستَكين لمَرضِهِ، أَو الصَّوَابُ⁣(⁣٤) أَنّه بالذال المعجمة، والدّال تَصيحف، قاله أَبو منصور، وهو الذّي يَسيل الدَّمُ من أَنْفه، والمُطَأْطِئُ رأْسَه من رَمَدٍ أَو وَجَعٍ، قال: وهذا كلّه بالذال المعجمة، ومَوضعها باب الخاءِ والذال.

  [أدد]: الإِدُّ والإِدَّةُ بكسرهما: العَجَبُ والأَمرُ الفظيعُ العظيم والدَّاهِيَة. والأَمْرُ المُنْكَر، كالأَدّ، بالفتح هكذا في سائر النُّسخ، والّذي في اللِّسان: وكذلك الآدُّ، مثل فاعل فلينظَر. ج أَي جمْع إِدٍّ إِدَادٌ، بالكسر، وجمْع إِدَّةٍ إِدَدٌ، بكسْر ففتْح.

  والأَدُّ، بالفتح، والإِدُّ، بالكسر، والآدُّ، مثْل فاعِل: الغَلَبَة والقَهْر والقُوَّةُ، قال:

  نَضَوْنَ عَنّي شِدّةً وإِدَّا

  منْ بَعْد ما كُنْت صُمُلًّا نَهْدَا

  وأَمرٌ إِدٌّ. وُصِفَ به، كذا عن الِّلحيانيّ. وفي التنزيل {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا}⁣(⁣٥) قِراءَة القرّاءِ إِدًّا، بكسر الأَلف، إِلّا ما رُوِيَ عن أَبي عَمْرٍو⁣(⁣٦) أَنّه قرأَ أَدًّا، قال: ومن العرب مَن يَقول: لقد جِئْت بشيْءِ آدٍّ، مثْل مادٍّ، قال: وهو في الوُجوه كلِّهَا بشيْءٍ: عظيمٍ.

  وأَدَّ البَعِيرُ يَؤُدُّ أَدًّا، إِذا هَدَرَ. وَأَدَّت النّاقَةُ والإِبلُ تَؤدّ أَدًّا، إِذا رَجَّعَت الحَنينَ في أَجْوافهَا، وعن كُراع: أَدَّت النّاقَةُ: حَنَّتْ ومَدَّتْ لصَوتها.


(١) ونقله أَيضاً في التهذيب والتكملة واللسان.

(٢) سورة الأحزاب الآية ٣٣.

(٣) سورة الحاقة الآية ٤٧ جعل أحد في موضع الجمع؛ قال الفراء: أحد يكون للجميع وللواحد في النفي.

(٤) اللسان: والصواب.

(٥) سورة مريم الآية ٨٩.

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب: أبي عبد الرحمن.