تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أرم]:

صفحة 14 - الجزء 16

  ويقالُ: الْأُدْمَةُ في الإِبِلِ: البَياضُ الشَّدِيدُ، قالَ الأخْطلُ في كعْبِ بنِ جُعَيْل:

  فإنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ باذِلٌ ... من الأَدْمِ دَيْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ⁣(⁣١)

  كما في الصِّحاحِ.

  وأُدْماءُ، بالضمِ والمدِّ: مَوْضِعٌ بينَ خَيْبَرَ ودِيارِ طيِّءٍ وثم غدير مطرق، قالَهُ ياقوتُ.

  واسْتَأْدَمَهُ: طَلَبَ منه الإِدَامَ فَأَدمَهُ.

  وطَعامٌ أَدِيمٌ مَأْدُومٌ.

  وأُدْمان كعُثْمان شعْبةٌ تدفع عن يمين بَدْرٍ بينهما ثلاثَةُ أَمْيالٍ، قالَهُ يَعْقوب، وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:

  لمن الديارُ بأبرق الحنّان ... فالبُرْق فالهضبان من أدمان⁣(⁣٢)

  وأَدَمٌ، محرَّكةً أَوَّل مَنْزلٍ من وَاسط للحجَّاجِ القاصِدِيْن مكَّة.

  وأُدُمٌ بضمَّتَيْن: قَرْيةٌ بالطائِفِ.

  ومِن الكِنايَةِ: ليسَ بينَ الدَّرَاهم والَأدَمِ مثلُه، أَي بينَ العِراقِ واليَمَنِ لأنَّ تَبايُعَ أَهْلهما بالدَّرَاهم والجُلُودِ⁣(⁣٣)، كذا في الأساسِ.

  والأدَميُّ، محرَّكةً: مَنْ يَبيعُ الجُلُودَ وإليه نُسِبَ إبْراهيمُ بنُ رَاشِدٍ، ودَاود بنُ مُهْران، وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ الفَضْل، وأَبو قتيبةَ مُسْلم بنُ الفَضْل وغيرُهم⁣(⁣٤).

  [أرم]: أَرَمَ ما على المائدةِ يَأْرِمُهُ: أَكَلَهُ، عن ثَعْلَب، زادَ غيرُه: فَلَمْ يَدَعْ شَيئاً.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: أَرَمَتِ السَّاعةُ المَرْعَى تَأْرِمُه: أَتَتْ عليه حتى لم تدَعْ منه شَيئاً وهو مِن حَدِّ ضَرَبَ، ومُقْتَضَى اصْطِلاح المصنِّفِ أَنَّه مِن حَدِّ نَصَرَ، وليسَ كذلِكَ.

  وأَرَمَ فلاناً يَأْرِمُه أَرْماً: لَيَّنَهُ، عن كراعٍ.

  وأَرَمَتِ السَّنَةُ القَوْمَ تَأْرِمُهم أَرْماً: قَطَعَتْهُم.

  ويقالُ: أَرَمَت السَّنَةُ بأَمْوالِنا أَي أَكَلَتْ كلَّ شيءٍ، فهي أَرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلَةٌ.

  وأَرم الشَّيءَ يَأْرِمُه أَرْماً: شَدَّه، قالَ رُؤْبَة:

  يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ⁣(⁣٥)

  ويُرْوَى بالزَّاي.

  وأَرَمَ عليه يَأْرِم: عَضَّ عليه.

  وأَرَمَ الحَبْلَ يَأْرِمُه أَرْماً: إذا فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً.

  والأُرَّمُ، كرُكَّعٍ: الأَضْرَاسُ، كأَنَّه جَمْعُ آرِمٍ، قالَهُ الجوْهَرِيُّ.

  ويقالُ: فلانٌ يَحْرُقُ عليك الأرَّم إذا تغَيَّظ فَحكَّ أَضْرَاسَه بعضها ببعضٍ.

  وفي المُحْكَمِ: قالوا وهو يَعْلُك عليه الأَرَّم أَي يَصْرِف بأَنْيابِه عليه حَنَقاً، قالَ:

  أَضْحَوا غِضاباً يَحْرُقُونَ الأُرَّما⁣(⁣٦)

  وقالَ أَبو رِياشٍ: الأُرَّمُ الأَنْيابُ.

  وقيلَ: الأَرَّمُ أَطْرافُ الأَصابعِ، عن ابنِ سِيْدَه.

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: ويقالُ: الأُرَّمُ الحِجارَةُ.

  وقالَ النَّصْر بنُ شُمَيْل: سَأَلْت نوحَ بن جَريرِ بنِ الخَطَفَى عن قَوْلِ الشاعِرِ:

  يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الُأرَّمَاء⁣(⁣٧)


(١) اللسان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ضجر ودبرت، يقرآن باسكان الضاد والباء».

(٢) معجم البلدان.

(٣) في الأساس: والأدم.

(٤) قبل مادة أرم، هنا يوجد سقط في نسخة الشارح وهي مادة نصها في القاموس: أَذْيَمُ الثَّعْلَبِيُّ، كزُبَيْرٍ: صحابيُّ

(٥) اللسان «أرم» وقبله فيه في مادة أجم:

تطبخه ضروعه وتأدمه

(٦) اللسان وقبله:

أنبئت أحماء سليمى إنما

وبعده:

ان قلت: أسقى الحرتين الديّما

وانظر الصحاح والتهذيب والمقاييس ١/ ٨٦.

(٧) اللسان والتهذيب والمقاييس ١/ ٨٥ وفيها: الأرمّا.