تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سوك]:

صفحة 589 - الجزء 13

  وبَوارِحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ ... هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي⁣(⁣١)

  والجَمْعُ السَّوَاهِكُ، وقَدْ مَرَّ شاهِدُه مِنْ قَوْلِ الكُمَيْتِ.

  والمَسْهَكَةُ والمَسْهَكُ مَمَرُّها قالَ أبو كَبِيْرٍ الهُذَلِيّ:

  ومَعابِلاً صُلْعَ الظُّباتِ كأَنَّها ... جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلِي⁣(⁣٢)

  وبعَيْنِه ساهِكٌ كصاحِبٍ وهو الرَّمَدُ مِثْلُ العائِرِ وهو حِكَّةُ العَينِ ولا فِعْل له إنَّما هو من بابِ الكَاهِلِ والغَارِبِ.

  والسَّهَّاكُ والمِسْهَكُ: كشَدَّادٍ ومِنْبَرٍ: البَليغُ يَمُرُّ في الكَلامِ مَرَّ الريحِ الأُوْلَى عن كراعِ. والسَّهْوَكُ: كصَبور العُقابُ وقالَ ابنُ عَبَّادٍ تَسَهْوَكَ في مِشْيَتِهِ مَشَى رُوَيْداً قالَ: وهي مِشْيَةٌ قَبِيْحَة، قالَ: والسَّهِيْكَةُ: كسفينةٍ⁣(⁣٣) طعامٌ والمِسْهَكُ كمِنْبَرٍ الفَرَسُ الجَرَّاءُ يَمُرُّ مَرَّ الريحِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  سَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَكَ أي أَدْبَرَ وهَلِكَ. والسَّهْوَكَةُ الصَّرْعُ، وقَدْ تَسَهْوَكَ.

  وفي النَّوادِرِ: يُقالُ: سُهَاكَةٌ مِن خَبَرٍ وَلُهَاوَة بالضمِ فيهما أي تَعِلَّة كالكَذِبِ.

  [سوك]: ساكَ الشيءَ يَسُوكُهُ سَوْكاً دَلَكَهُ ومنه أُخِذَ المِسْوَاكُ وهو مِفْعالٌ منه قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٤). وسَاكَ فَمَهُ بالعُودِ يَسُوكُهُ سَوْكاً وسَوَّكَه تَسْويكاً واسْتاكَ اسْتِياكاً وتَسَوَّكَ قالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ:

  وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبيلِ وَلَذِّةً ... صَهْباءَ سَاكَ بها المُسَحِّرُ فَاهَا⁣(⁣٥)

  ولا يُذْكَرُ العُودُ ولا الفَمُ مَعَهُمَا أي مع الاسْتِياكِ والتَّسَوُّكِ والعُودُ مِسْواكٌ وسِواكٌ بكسرهما وهو ما يُدْلَكُ به الفَمُ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وقَد ذَكَر المِسْوَاك في الشِّعْرِ الفَصِيحِ وأَنْشَدَ:

  إذا أَخذت مسواكها ميحت به ... رضابا كطعم الزنجبيل المعسل⁣(⁣٦)

  قُلْتُ: والسِّوَاكُ جاءَ ذِكْرُه في الحدِيثِ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَة للفَم» أي يُطَهِّرُ الفَمَ، يؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ، وظاهِرُه أنَّ التأنِيْثَ أَكْثَر، وقَدْ أَنْكَرَه الأَزْهَرِيُّ على اللَّيْث: قال اللَّيْثُ: وقِيلَ السِّوَاكُ تؤَنِّثُه العَرَبُ. وفي الحدِيثِ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَة للفمِ». قالَ الأَزْهَرِيُّ: ما سَمِعْتُ أنَّ السِّوَاكَ يؤَنَّثُ، قالَ: وهو عندِي من غُدَدِ اللّيْثِ، والسِّوَاكُ مذَكَّرٌ⁣(⁣٧). وقالَ الهَرَوِيُّ: وهذا مِنْ أَغَالِيطِ اللَّيْثِ القَبيْحَةِ وحَكَى في المُحْكَمِ فيه الوَجْهَيْنِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المِسْوَاكُ تؤَنِّثُه العَرَبُ وتُذَكِّرهُ والتَّذْكيرُ أَعْلَى ج أي جَمْع السِّوَاك سُوُكٌ ككُتُبٍ عن أبي زَيْدٍ قالَ: وأَنْشَدْنيهِ الخَلِيلُ لعَبْدِ الرَّحْمن بن حَسَّان:

  أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ اللِّثا ... تِ تَمْنَحُه سُوُك الإِسْحِلِ⁣(⁣٨)

  وقالَ أبو حَنِيْفَة: ورُبَّما هُمِزَ فقِيلَ: سُؤُكٌ. وفي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ قَؤُولٌ مِنْ قَوْمٍ قُوُلٍ وقُوْلٍ مِثْل سُوُك وسُوْكٍ. والسِّواكُ والتَّساوُكُ السَّيرُ الضَّعيفُ وقِيلَ: هو التَّسَرْوُكُ وهو رَدَاءَةُ المَشْي مِنْ إِبْطَاءٍ أو عَجَفٍ قالَهُ ابنُ السِّكِّيْتِ، يُقالُ: جاءَتِ الإِبِلُ تَسَاوَكُ أي تَمَايَلُ مِن الضَّعْفِ في مَشْيِها. وفي المُحْكَمِ: جاءَتِ الغَنَمُ ما تَساوَكُ أي ما تُحَرِّكُ رُؤوسَها مِن الهزَالِ، ورَوَى حدِيثَ أُمِّ مَعْبَدٍ: «فجاءَ زَوْجُها يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافاً تَساوَكُ هُزالاً» وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعُبَيْدِ اللهِ بن الحُرِّ الجُعْفِيّ:

  إلى اللهِ أَشْكُو ما أَرَى من جيادِنا ... تَسَاوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنَّ قلِيلُ⁣(⁣٩)

  قالَ ابنُ بَرِّيّ: قالَ الآمِدِيّ البَيْتُ لعُبَيْدَة بن هِلَالِ اليَشْكَرِيّ⁣(⁣١٠). وسُوَاكُ: كغُرَابٍ عَلَمٌ والذي ضَبَطَه الحافِظُ والذَّهَبيُّ ككِتابٍ. وفي العُبَابِ: مِثْل ذلِكَ؛ ولكن في


(١) شعراء إسلاميون شعره ص ٣٥٤ واللسان.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٩٩ واللسان والتكملة والصحاح.

(٣) في التكملة: ضرب من الطعام.

(٤) الجمهرة ٣/ ٤٨.

(٥) التهذيب واللسان.

(٦) الجمهرة ٣/ ٤٨ ونسبه لذي الرمة.

(٧) كذا بالأصل ونقل العبارة عن اللسان عن الأزهري، ونصها في التهذيب: ما علمت أحداً من اللغويين جعل السواك مؤنثاً، وهو مذكر عندي.

(٨) الصحاح واللسان والتهذيب.

(٩) اللسان والتكملة والصحاح.

(١٠) وصوّب الصاغاني نسبته إليه بعده في التكملة:

وقد كن مما قد يرين بغبطة ... لهن بأبواب القباب صهيلُ

والبيت في شعر عبيدة في ديوان شعر الخوارج ص ١١٤ وانظر تخريجه فيه.