تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أشته]:

صفحة 4 - الجزء 3

  أَقْسَمْتُ إِنْ لم يَشْرِ فِيمَنْ يَشْرِي ... ما زالَ مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ

  في حَسَبٍ عالٍ وحُمْقٍ يَحْرِي⁣(⁣١)

  فأطلقَه.

  قال ابنُ بَرِّيّ: معنى يَحْرِي أَي يَنْقُصُ. وقوله: على اسْتِ الدَّهْرِ، يُرِيدُ ما قَدُمَ من الدَّهْرِ؛ قال: وقد وَهِمَ الجَوْهَريّ في هذا الفصْلِ بأن جعَلَ اسْتاً في فصلِ أَسَتَ، وإِنما حقُّه أَن يَذكُرَه في سَتَه، وقد ذكرَهُ أَيضاً هناك. قال: وهو الصَّحِيحُ، لأَن هَمْزَةَ اسْتٍ مُوصولةٌ، بإجماعٍ، وإذا كانت موصولةً فهي زائدةٌ. قال: وقولُه: إِنهم أَبدلُوا من السِّين في أُسِّ التاءَ كما أَبدلُوا من السين تاءً في قَوْلِهم: طَسّ، فقالوا: طَسْت، غَلَطٌ؛ لأَنَّه كان يَجبُ أَنْ يُقَالَ فيه: أَسْتُ الدَّهْر، بقَطْع الهمزة. قال ونَسَبَ هذا القَوْلَ إلى أبي زيدٍ ولَمْ يَقُلْه، وإنمَا ذَكَرَ اسْتَ الدَّهْرِ مع أُسِّ الدَّهْرِ، لاتفاقهما في المعنى لا غير. وأَسْت الكَلْبَةِ، بالفتح الدَّاهيَة، والشِّدَّة، والمَكْرُوه.

  وأَسْتُ المَتْنِ، أَيضاً: الصَّحْرَاءُ الواسِعَةُ. وأَما الأَسْتُ التي بمعنى السافِلَةِ وهي الدُّبُرُ، فإنه يأْتي بيانها في س ت هـ في حرف الهاءِ. وأُسْيُوتُ، بالضَّم⁣(⁣٢): جَبَلٌ قربَ حَضْرَمَوْتَ، مُطِلٌّ على مدينة مِرْبَاط، يُنْبِتُ الداذِيَّ الذي يُصْلَح به النَّبِيذُ، وفيه يكون شَجَرُ اللُّبَانِ، ومنه يُحْمَلُ إِلى سائر الدُّنْيا، بينَه وبين عُمَانَ، على ما قيل، ثلاثُمِائَةِ فَرْسَخٍ. كذا في المُعْجَم. وفي الأساس⁣(⁣٣): من المجاز: ما زال زيدٌ محزوناً على اسْتِ الدَّهْرِ، أي: على وَجْهِهِ.

  وأُسْتِيُّ الثَّوْبِ، بالضَّم: سَدَاهُ. حكى أَبو عليِّ القالِي: قالَ الأصْمَعِيّ: هو الأُزْدِيُّ⁣(⁣٤)، والأُسْتِيُّ. والسَّدَاءُ والسَّتَاءُ لِسَدَى الثَّوْبِ قال: وأَما السَّدَى من النَدَى، فبالدَّال لا غَيْرُ، يقال: سَدِيَتِ الأَرْضُ: إذا نَدِيَتْ. قلتُ: وذكر الرّشاطِيُّ الأُسْتِيَّ. في الأَلف والسين، وقال: هو الأُزْدِيّ والأُسْدِيّ، ويُقَالُ فيه على الإبدال: الأُسْتِيّ، وتَبِعَهُ البُلْبَيْسِيُّ في الأَنساب. ذِكْرُهُ هُنا وَهَمٌ، وَوَزْنُهَا أُفْعُولٌ، فمحلُّه المعتلُّ اللّامِ، ولم يخصِّص في تَوهيمِه صاحبَ، العينِ، ولا غيرَه، حتى يَتَوجَّهَ عليه اعتراضُ شيخِنا، كما لا يَخْفَى، وإِنما الذِي ذكَر الأَسْتَ هنا لُغَةً في الأَسْد - كما تقدَّمَ عن الرِّشاطِي وغيرهِ - ليس بواهمٍ، وهذا قد أغفله شيخُنا كما أَغفله المصنِّفُ مع تَتَبُّعِه.

  وأَسْتَواءُ⁣(⁣٥)، كدَسْتَوَاءَ: مقتضاه أن يكونَ بفتح الأوّل والثالث، ومثله ضبطه الذَّهَبِيُّ، والَّذِي في كتاب الرِّشاطيّ والبُلْبَيْسيّ والمَراصِد: أَن ضَمَّ الأول والثالث لغةٌ⁣(⁣٦) فيه: رُسْتَاقٌ، بالضَّمّ، أي كُورَةٌ كثيرة القُرى بِنَيْسَابورَ، منه أَبو جعفرٍ محمد بن بِسْطَامِ بنِ الحسن الأَديب، والقاضي أبو العَلاءِ صاعِد بن محمدِ بن أَحْمَد بنِ عَبْدِ الله؛ وعمر بن عُقْبَةَ الأَسْتَوَائِيُّ، قال الذهبيُّ: روى عن ابْنِ المُبَارَك، وعنه محمدُ بْنُ أَشْرَسَ [السُّلَمي].

  [أشته]: أَشْتَهُ، بالفتح وسكون الشِّين المُعْجَمة لَقَبُ جَماعةٍ من أَهْلِ أَصْفَهانَ مِنَ المُحَدِّثينَ⁣(⁣٧)، وغَيْرِهم. وهو أَيضاً جَدُّ أَبي مُسْلِمٍ عبد الرَّحْمن بْنِ بِشْرِ بْنِ أَشْتَة المُؤدب الأَصبهَانيّ عن القاضي أبي محمدٍ إسحاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ البُشْتِيّ وغيره.

  [أصت]: أَصَتَتِ الأَرْضُ، تأصِتُ، أَصْتاً، من باب ضرَبَ: إِذا لَمْ يكن فيها بَقْلٌ ولا كلأٌ، قال ابْنُ دُرَيْد: ليس بثَبتٍ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «وأنشده في الأساس هكذا:

من كان لا يدري فإني أدري ... ما زال مجنونا على است الدهر

ذا جسد ينمى وعقل يحري ... هبة لأخوانك يوم النحر»

وردت في الأساس في مادة ستة ...

(٢) في معجم البلدان: «أسيوت بالفتح ثم السكون وياء مضمومة» ومثله في التكملة.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي الأساس الخ ذكره في مادة «ستة».

(٤) في التكملة: الأسْدِي.

(٥) وفي معجم البلدان بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف (أستوا). معناه بلسانهم: المضحاة والمشرقة. وبهامش المطبوعة المصرية: «أستواء بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح المثناة من فوقها أو ضمها وبعدها واو وألف ناحية بنيسابور، انظر تقويم البلدان.»

(٦) عن معجم البلدان.

(٧) في القاموس: جماعة من المحدثين من أهل أصفهان.