تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وفل]:

صفحة 784 - الجزء 15

  حتى يَجِيء وجُنْحُ الليل يُوغِلُه

  والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ⁣(⁣١)

  واسْتَوْغَلَ الرَّجُلُ: غَسَلَ مَغابِنَهُ وبَواطِنَ أَعْضائِهِ؛ ومنه حَدِيْث عِكْرمة: «من لم يَغْتسِل يومَ الجمعَة فَلْيَسْتَوغِل» أَي فَلْيغْسِل مُعاطِفَ جَسَده وهو اسْتِفْعالٌ مِن الوُغولِ الدُّخول.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الوَغِلُ، ككَتِفٍ: دَعِيُّ النَّسَب.

  وشُرْبٌ واغِلٌ على النَّسبِ، قالَ الجعْدِيُّ:

  فشَرِبْنا غير شُرْبٍ واغِلٍ

  وعَلَلْنا عَلَلاً بعد نَهَلْ⁣(⁣٢)

  وما لَكَ عن ذلِكَ وَغْل أَي بُدٌّ؛ والعَيْنُ أَعْرفُ وقد تقدَّمَ.

  وزَعَمَ يَعْقوب أَنَّه مِن بابِ الإبْدالِ.

  [وفل]: الوَفْلُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي اللِّسانِ والعُبَابِ: هو الشَّيءُ القَليلُ.

  ووَفَلْتُهُ أَفِلُهُ: قَشَرْتُهُ.

  وقالَ الفرَّاءُ: قَصَبٌ وافِلٌ أَي بالِغٌ أَو وافِرٌ، وهذا عن غيرِه، وكَذِلَكَ كلُّ شيءٍ وكأَنَّه مِن الأضْدادِ.

  ووَفَّلْتُه تَوفِيلاً: وَفَّرْتُهُ؛ وقالَ الفرَّاءُ: قَشَرْتُهُ.

  والتَّوْفِيلُ: نَبْتٌ يُسَمَّى المَرْوَ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  [وقل]: وَقَلَ في الجَبَلِ يَقِلُ⁣(⁣٣) وَقْلاً ووُقولاً: صَعَّدَ فيه، كتَوَقَّلَ، فهو وَاقِلٌ ومُتَوَقِّلٌ للصاعِدِ في حُزونَةِ الجِبالِ.

  وفي حَدِيْث أُمٍّ زَرْعٍ: «ليسَ بلبِدٍ فيُتَوَقَّل»؛ التَّوَقُّلُ: الإِسْراعُ في الصُّعودِ.

  وفي حَدِيْث ظَبْيان: «فتَوَقَّلَتْ بنا القِلاص».

  ووَقَلَ يَقِلُ وَقْلاً: رَفَعَ⁣(⁣٣) رِجلاً وأَثْبَتَ أُخْرَى؛ قالَ الأَعْشَى:

  وهِقْلٌ يَقِلُ المَشْيَ

  معَ الرَّبْداءِ والرَّأْلِ⁣(⁣٤)

  وفَرَسٌ وَقِلٌ، ككَتِفٍ ونَدُسَ وجَبَلٍ: صاعِدٌ بينَ حُزونَةِ الجِبالِ، وكذلِكَ الوَعِلُ، قالَ ابنُ أَحْمر:

  ما أَم غفر على دعجاء ذي علقٍ

  ينفي القراميد عنها الأعصم الوقل

  والوَقْلُ: شَجَرُ المُقْلِ عن أَبي عَمْرو، وواحِدَتُه وَقْلَةٌ، أَو الدَّوْمُ: شَجَرُه، والوَقْلُ: ثَمَرُه، والجَمْعُ أَوْقالٌ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْت غير واحِدِ مِن بنِي كِلابٍ يقولُ: الوَقْلُ ثَمَرةُ المُقْل؛ ودلَّ على صحَّتِه قَوْل الجعْدِيّ:

  وكأَنَّ عِيرَهُمُ تُحَثُّ غُدَيَّةً

  دَوْمٌ يَنُوءُ بيانِعِ الأَوْقالِ⁣(⁣٥)

  فالدَّوْمُ: شَجَرُه، وأَوْقالُه ثمَارُه أَو يابسُه. وأَمَّا رَطْبُهُ ما لم يُدْرِك فَبَهْشٌ، نَقَلَه أَبو حَنيفَةَ عن أَبي عبدِ اللهِ الزُّبَيْر بن بكَّارٍ الزُّبَيْرِيّ، ج أَوْقالٌ، قالَ أَبو قيسِ بنُ الأَسْلَتِ:

  لم يَمْنَع الشُّرْبَ منها غيرُ أَن نَطَقَتْ

  حَمامةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ⁣(⁣٦)

  قالَ أَبو حَنيفَةَ: والصَّحيحُ هو الأَوَّل على أَنَّ الشَّجَرَةَ قد تُسَمَّى باسمِ الثَّمَرَةِ.

  والوَقْلَةُ، بهاءٍ: نَواتُهُ، ج وُقُولٌ، كصَخْرَةٍ وصُخُورٍ.

  والوَقَلُ، محرَّكةً: الحِجارَةُ، عن اللّيْثِ.

  وقالَ أَبو حَنيفَةَ: الوَقَلُ الكَرَبُ الذي لم يُسْتَقْصَ فَبَقِيَتْ أُصولُه بارِزَةً في الجِذْعِ فأَمْكَنَ المُرْتَقِي أَنَّ يَرْتَقِيَ فيها، وكلُّه مِن التَّوَقُّلِ الذي هو الصُّعودُ.

  وقالَ غيرُه: فَرَسٌ تَوْقَلَةٌ أَي حَسَنُ التَّوَقُّلِ أَي الصُّعودِ والدُّخولِ في الجَبَلِ أَي بينَ حزونه.

  ويقالُ: رجُلٌ وَقْلَةُ الرأْسِ أَي صغيرُهُ جِدّاً، كما في العُبَابِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:


(١) ديوانه الهذليين ٢/ ١٦ وفيه «وجنّ الليل» واللسان.

(٢) اللسان.

(٣) على هامش القاموس: وقوله: ورفع رجلاً وأثبت أخرى، المصدر منه بهذا المعنى الوقل فقط، كما في اللسان، ا هـ.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٦) اللسان والتكملة والتهذيب باختلاف ألفاظه.