تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حجو]:

صفحة 306 - الجزء 19

  فَحَثَا التُّرابُ نَفْسُهُ يَحْثُو ويَحْثِي، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ بَحْثا بالألِفِ وهي نادِرَةٌ، ونَظِيرهُ جَبَا يَجْبا وقَلَا يَقْلا.

  والحَثَى، كالثَّرَى: التُّرابُ المَحْثُوُّ، أَو الحاثِي، وتثنيته حَثَوان وحَثيان.

  وقالَ ابنُ سِيدَه في مَوْضِع آخر: الحَثَى: التُّرابُ المَحْثِيُّ.

  والحَثَى: قُشورُ التَّمْرِ ورَدِيئُه؛ يُكْتَبُ بالياءِ والألِفِ؛ جَمْعُ حَثاةٍ، كحَصَاةٍ وحَصى.

  والحَثَى: التِّبْنُ خاصَّةً، أَو دُقاقُهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:

  تَسأَلُني عن زَوْجِها أَيُّ فَتَى ... خَبُّ جَرُوزٌ وإذا جاعَ بَكَى

  ويَأْكُلُ التمرَ ولا يُلْقِي النَّوَى ... كأَنَّه غِرارَةٌ ملأَئ حَثَا⁣(⁣١)

  أَو حُطامُه؛ عن اللّحْيانيّ.

  أَو هو التِّبْنُ المعْتَزِلُ عن الحَبِّ.

  والحَثْيُ، كالرَّمْيِ: ما رَفَعْتَ به يَدَكَ؛ وفي بعضِ الأُصُولِ يَدَيْكَ.

  وحَثَوْتُ له: إذا أَعْطَيْتُه شيئاً يَسِيراً؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وأَرضٌ حَثْواءُ، كثيرَةُ التُّرابِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: زَعَموا وليسَ بثَبْتٍ.

  والحاثِياءُ: حُجْر من حِجَرَةِ اليَرْبُوعِ، كالنَّافِقاءِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: والجَمْعُ حَوَاثٍ.

  أَو تُرابُه الذي يَحْثُو برِجْلِ مِن نافِقائِهِ؛ عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وأَحْثَتِ الخَيْلُ البِلادَ وأَحاثَتْها: دَقَّتْها.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَّحثاءُ: مَصْدرُ حَثاهُ يَحْثُوه؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. ومِن أَمثالِهم: يا لَيْتني المَحْثِيُّ عليه. يقالُ عنْدَ تَمَنِّي مَنْزلَةِ من يُخْفَى له الكَرامَةُ ويُظْهرُ له الإِهانَةُ وأَصْلُه أَنَّ رجُلاً كانَ قاعِداً إلى امْرأَةٍ فأَقْبَل وَصِيلٌ لها، فلماَّ رأَتْه حَثَتْ في وَجْهِهِ التّرابَ تَرْئِيَةً لجَلِيسِها بأَنْ لا يَدْنُوَ منها فيَطَّلِعَ على أَمْرِهما.

  والحَثْيةُ: ما رَفَعْتَ به يَدَيْك، والجَمْعُ حَثَياتٌ، بالتحْرِيكِ.

  ومنه حدِيثُ الغسل: «كان يُحْثِي على رأْسِه ثَلاثَ حَثَياتٍ، أَي ثَلاثُ غُرَفٍ بيَدَيْه.

  واسْتَحْثُوا: رَمَى كُلُّ واحِدٍ في وَجْهِ صاحِبِه التُّرابَ.

  والحَثَاةُ: أَنْ يُؤْكَلَ الخُبْزُ بِلا أَدَمٍ؛ عن كُراعٍ بالواوِ والياءِ لأنَّ لامَهما يَحْتملهما معاً، ذَكَرَه ابنُ سِيدَه.

  [حجو]: والحِجَا، كإلَى أَي بالكسْرِ مَقْصوراً: العَقْلُ والفِطْنَةُ؛ وأَنْشَدَ الليْثُ للأعْشى:

  إذْ هِيَ مِثْلُ الغُصْنِ مَيَّالَةٌ ... تَرُوقُ عَيْنَيْ ذِي الحِجَا الزَّائِر⁣(⁣٢)

  والحِجَا: المِقْدارُ؛ ج أَحْجاءٌ؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  ليَوْم من الأيَّام شَبَّهَ طُولَهُ ... ذَوُو الرَّأْي والأَحْجاءِ مُنْقَلِعَ الفَجْرِ⁣(⁣٣)

  والحِجَا: بالفتْحِ: النَّاحِيَةُ والطَّرَفُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً ... والكِمْعُ بَيْنَ قَوارِها وحجاها⁣(⁣٤)

  ج أَحْجاءٌ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:

  لا يُحرِزُ المَرْءَ أَحْجاءُ البِلادِ ولا ... تُبْنَى له في السمواتِ السلالِيمُ⁣(⁣٥)


(١) الشطور في اللسان، والثالث والرابع في التهذيب، والرابع في الصحاح والمقاييس ٢/ ١٣٧ ونسبه بحاشيتها للجليح بن شميذ.

(٢) ديوانه ص ١٠٦ واللسان والتهذيب.

(٣) اللسان وفيه: منقلع الصخر.

(٤) اللسان وفيه: بين قرارها.

(٥) التهذيب والمقاييس ٢/ ١٤٢، وفي اللسان والصحاح «لا تحرز» ويروى: أعناء.