تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مذرق]:

صفحة 441 - الجزء 13

  ولَبَنٌ مَذِقٌ: مَمْذوقٌ. وبه فُسِّرَ الحَدِيث: «بارَكَ لكم في مَذْقِها ومَحْضِها».

  وأَبو مَذْقَةَ: الذِّئبُ، لأَنَّ لونَه يُشبِه لوْن المَذْقَةِ، ولذلك قال:

  جاءُوا بضَيْحٍ هَلْ رَأيْتَ الذِّئْبَ قَطّ

  شَبَّه لون الضَّيْحِ، وهو اللَّبنُ المَخْلُوط، بلَوْنِ الذِّئبِ.

  [مذرق]: مَذْرَقَ بهِ مَذْرَقَةً، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسان. وقالَ ابنُ عبّادٍ: أَي رَمَى به، وكذلِك ذَرَقَ به، والكَلامُ على المِيمِ هنا [هو] بعَيْنِه ما مَرَّ في المَخْرَقَةِ، فتأَمَّلْ.

  [مرق]: المَرْقُ: الطَّعْنُ بالعَجَلَةِ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  والمَرْقُ: إِكْثَارُ مَرَقَةِ القِدْرِ، كالإِمْراقِ. يُقال: مَرَقْتُها أَمرُقُها وأَمْرِقُها مَرْقاً، وأَمْرَقْتُها، أَي: أَكثرتُ مَرَقَها.

  والمَرْقُ: نَتْفُ الصُّوفِ والشَّعَر عن الجِلْدِ. وخَصَّ بَعْضُهم به المَعْطُون إِذا دُفِنِ ليَسْتَرْخِيَ.

  والمَرْقُ: غِناءُ الإِماءِ والسَّفِلَة وهو اسمٌ، كالنَّصْبِ لِغناءِ الرُّكْبانِ.

  والمَرْقُ: الإِهابُ المُنْتِنُ، وهو الَّذي عُطِنَ في الدِّباغ وتُرِكَ حتى أَنْتَنَ، وامَّرَطَ عَنْهُ صُوفُه. قالَ الحارِثُ بن خالِدٍ:

  ساكِناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إِلى القَل ... بِ من السّاكِناتِ دُورَ دِمَشْقِ

  يتضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْ ... كِ ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ⁣(⁣١)

  والمُرْقُ بالضَّمِّ: الذِّئابُ المُمَعَّطَةُ عن ابنِ الأَعرابِيِّ.

  والمِرْقُ بالكَسْرِ: الصُّوفُ المُنْتِنُ، هكذا في النُّسَخِ، وصَوابُه المُنَفَّشُ، كما هو نصُّ ابنِ الأَعرابيِّ.

  ومَرَقُ بالتَّحْريك: ة بالمَوْصِل على مَرْحَلَتيْن منها للقاصِدِ مصر.

  والمَرَق: آفة تُصِيبُ الزّرْعَ نقله الجَوْهرِيُّ. والمَرَقُ من الطَّعام: م معْروف، وهو الذي يُؤْتَدَمُ به، واحدَتُه مرَقةٌ، والمَرَقَة أَخصُّ منه، قالَه الجوهريُّ. وفي الحَدِيثِ: «يا أَبا ذَرٍّ إِذا طَبَخْت مَرَقَةً فأَكثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جِيرانَكَ». وقال ابنُ عَبّادٍ: يُقالُ: أَطعَمَنَا فلانٌ مَرَقَةَ مَرقِيْنِ⁣(⁣٢)، وهي التي تُطبَخ⁣(⁣٣) بلحُوم كَثِيرة.

  ومَرَقَ السَّهْمُ من الرَّمِيَّة مَرْقاً ومُرُوقاً بالضم: خَرَج طرفه من الجَانِبِ الآخَرِ وسائِرُه في جَوْفها. وبه سُمِّيت الخَوارِجِ مارِقَةٌ لِخُرُوجِهم عن الدِّينِ وهو مَجازٌ. وفي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ ¥ وذَكَر الخَوارِجَ: «يَمْرُقُونَ من الدِّين كما يَمْرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّة» أَي: يَجُوزُونَه ويَخْرِقُونَه ويَتَعَدَّونه كما يَخرُقُ السَّهْمُ المَرْمِيَّ به ويَخرُجُ منه. وفي حديث عليٍّ ¥: «أُمِرْتُ بقِتالِ المارِقِينَ» يَعْنِي الخَوارِجَ. وقالَ ابنُ رَشِيقٍ في العُمدة: المُروقُ: سُرْعةُ الخُرُوج من الشَّيءِ. مَرَق الرجلُ من دِينِه، ومن بَيْتِه.

  ويُقال: كانَت امْرَأَةٌ تَغْزُو، قالَ ابنُ بَرِّي: قال المُفَضَّلُ: هي رَقاشِ الكِنانِيَّة كانُوا يتَيَّمنُون برَأْيِها، وكانتْ كاهِنةً لها حَزْمٌ ورَأَيٌ، فأَغارَت طَيِّئٌ - وهِي عليهم - على إِيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ يومَ رَحَى⁣(⁣٤) جابِرٍ، فظَفِرَتْ بهم وغَنِمَت [وسَبَتْ]⁣(⁣٥)، وكانَ فِيمَنْ أَصابَت من إِياد شابٌّ جَمِيلٌ، فاتَّخَذَتْه خادِماً، فرأَتْ عَوْرَتَه، فأَعْجَبتْها، فدَعَتْه إِلى نفسِها فحَبِلَتْ، فذُكِر لَها الغَزْوُ فقالُوا: هذا زمانُ الغَزْوِ فاغزِي إِن كُنتِ تُرِيدِينَ الغَزْوَ فقالَت: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقْ، فأَرسَلْتها مَثَلاً أَي: أَمْهِلِ الغَزْوَ حَتّى يَخْرُجَ الوَلَدُ، ثم جاءُوا لِعادَتهم، فوجَدُوها نُفَساءَ مُرضِعاً قد وَلَدت غُلاماً، فقالَ شاعِرُهم:


(١) التهذيب برواية: النفس بدل القلب، وصماحاً بدل ضماخاً.

(٢) ضبطت في اللسان بصيغة التثنية والمثبت ضبطه عن التهذيب وانظر اللسان «علا» عند قوله:

قد رويت إِلّا دُهيدهينا

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهي التي تطبخ، عبارة الأساس: وهي ماء القدر يعاد عليهم اللحم مرتين فصاعداً» وانظر الحاشية السابقة.

(٤) عن معجم البلدان وبالأصل «رمى جابر» وانظر مجمع الأمثال مثل رقم ١٥٢٨.

(٥) عن مجمع الأمثال.