تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حبلبس]:

صفحة 237 - الجزء 8

  والحَبَرْقَسُ، أَيْضاً: صِغَارُ الإِبِلِ، كالحَبَرْقَصِ بالصّادِ، وسَيُذْكَرُ في مَوْضِعِه.

  [حبلبس]: الحَبَلْبَسُ، كسَفَرْجَل، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ، وفي اللِّسَان: هو الحَرِيصُ المُقِيمُ اللاَّزِمُ بالمَكَانِ لا يَبْرحُه ولا يُفَارِقُه، وفي بعض النُّسَخِ لا يَبْرَحُ، وأَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيبِ في «ر ع س» فقال الحَبَلَّسُ كعَمَلَّسٍ، والحَبَلْبَس والعُلَابِسُ: الشُّجَاعُ لا يَبْرَحُ مكانه، وأَنشد:

  سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوِي جَلائِيَ أَنَّنِي ... أَرِيبٌ بأَكْنَافِ النَّضِيضِ حَبَلْبَسُ

  ويُرْوَى حَبَلَّسُ، وهذا مُسْتدْرَكٌ على المصنِّفِ والصّاغَانِيِّ وصاحِب اللِّسَانِ، ثمّ رأَيْتُ الصّاغَانِيَّ ذَكَر في العُبَابِ في «حلبس» ما نصُّه: والحبَلْبَسُ: قيل هو الحَلْبَسُ فزادُوا فيه باءً، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو لنَبْهَان. فساقَه، وذكَرَه الجَوْهَرِيُّ أَيضاً في حلبس قالَ: وقد جاءَ في الشِّعْرِ الحَبَلْبِسُ، وأَظُنُّه أَراد الحَلْبَسَ، فزادَ باءً، وأَنَشَد لنبْهَان عن أَبي عَمْرٍو، وفيه: بأَكْناف النفية⁣(⁣١)، فَظَهَر بما ذكَرَه أَنَّ هذِه المادَّة الصَّوابُ كَتْبُهَا بالسّوادِ لا بالحُمْرَةِ. فتَأَمَّلْ.

  [حدس]: الحَدْسُ: الظَّنُّ والتَّخْمِينُ، يُقَال: هو يَحْدِسُ، بالكَسْرِ، أَي يَقُولُ شَيْئاً برأْيِه، وأَصْلُ الحَدْسِ: الرَّمْيُ، ومنه حَدْسُ الظَّنِّ، إِنّمَا هو رَجْمٌ بالغَيْبِ، يقال حَدَسْتُ عَلَيْه ظَنِّي ونَدسْتُه، إِذا ظَنَنْتَ الظَّنَّ ولا⁣(⁣٢) تحُقُّه.

  وقال الأَزْهَرِيُّ: الحَدْسُ: التَّوَهُّمُ في مَعَانِي الكَلامِ والأُمُور، يَحْدِسُ، بالكَسْر، ويَحْدُسُ بالضّمِّ، يُقَال: بَلَغَنِي عن فُلانٍ أَمْرٌ وأَنَا⁣(⁣٣) أَحْدِس فيه، أَي أَقُولُ بالظَّنِّ والتَّوَهُّمِ.

  والقَصْدُ بأَيِّ شَيْءٍ كَانَ ظَنًّا أَو رَأْياً أَو دَهَاءً.

  والحَدْسُ: الوَطْءُ، وقد حَدَسَ برِجْلِه الشيْءَ، إِذا وَطِئَه.

  والحَدْسُ: الغَلَبَةُ في الصِّرَاعِ، يُقَالُ: حَدَسَ بالرَّجُلِ يَحْدِسُه حَدْساً، فهو حَدِيسٌ: صَرَعَه وضَرَبَ به الأَرْضَ، قال مَعدِي كَرِبَ⁣(⁣٤):

  لِمَنْ طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسَا ... تَبَدَّلَ آرَاماً وعِيناً كَوَانِسَا

  تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّبَاءِ وَحيْرَماً ... وأَصْبَحْتُ في أَطْلالِهَا اليَوْمَ جالِسَا

  بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا تَرَى بِه ... من القَوْم مَحْدُوساً وآخَرَ حادِسَا⁣(⁣٥)

  وقالَ اللَّيْثُ: الحَدْسُ: السُّرْعَةُ في السَّيْرِ، قال العَجّاجُ:

  حَتَّى احْتَضَرْنَا بَعْدَ سَيْرٍ حَدْسِ ... إِمَامَ رَغْسٍ في نِصَابٍ رَغْسِ

  مَلَّكَه الله بغَيْرِ نَحْس

  والحَدْسُ: المُضِيُّ على اسْتِقَامَةٍ، وقيل: على طَرِيقَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ، كذا نصُّ العُبَاب، ونَصّ الأَزْهَرِيّ: عَلى غَيْرِ طَرِيقَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ، وقال الأُمَوِيُّ: حَدَسَ في الأَرْضِ وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِسُ، إِذا ذَهَب فيها.

  والحدْسُ: إِضْجَاعُ الشَّاةِ للذَّبْح، عن الصّاغَانِيِّ، وقد حدَسَها وحَدسَ بها.

  والحَدْسُ: إِنَاخَةُ النّاقَةِ، وقدْ حَدَسَهَا وحَدَسَ بِها، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقيل: أَناخها ثمّ وَجَأَ بشَفْرَتِه في نَحْرِهَا، وعن ابنِ دُرَيْدٍ: إِذا وَجَأَ في سَبَلَتِها⁣(⁣٦)، أَي نَحْرِها.

  ومن الأَوّلِ المَثَلُ السائِرُ حدَسَ لَهُم، وروَى أَبو زيد «حَدَسَهُم بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ» أَي ذَبَحَ لهم شاةً مَهْزُولَةً تُطْفِئُ النّارَ ولا تَنْضَجُ. ذَكَرَه أَبو عُبَيْدَةَ، وزاد: أَو سَمِينَةً، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَّه ذَبَحَ لأَضْيَافِه الشَّاةَ سَمِينةً أَطْفَأَتْ من شَحْمِهَا تِلْكَ الرَّضْفَ.

  وقالَ ابنُ كِناسَة: تقولُ العَرَبُ. إِذا أَمْسَى النَّجْمُ قِمَّ الرَّأْسَ، ففي الدّارِ فاخْنِسْ، وفي بَيْتِكَ فاجْلِس،


(١) في الصحاح: بأكناف النضيض.

(٢) في التهذيب: ولم.

(٣) في التهذيب: فأنا.

(٤) في معجم البلدان «عمق» قال عمرو بن معدي كرب.

(٥) الآرام الظباء البيض البطون، والكوانس: المقيمة في أكنستها، والحبيا: موضع. والحيرم: بقر الوحش الواحدة حيرمة.

(٦) السبلة هاهنا النحر، عن التهذيب.