تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خبن]:

صفحة 171 - الجزء 18

  وأَبو محمدٍ أَسْعدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَسْعدِ الحَيَّانيُّ سَمِعَ أَبا بَكْرٍ⁣(⁣١) خلفاً الشيرازيّ، وعنه ابنُ السّمعانيّ.

  والحِيْنُ، بالكسْرِ: مَوْضِعٌ بمِصْرَ.

  والحِيْنُ: المَوْتُ.

  وقالوا: هذا حِينُ المَنْزلِ، أَي وَقْت الرُّكُوبِ إلى النُّزُولِ، ويُرْوَى خَيْرُ المَنْزلِ.

  وعامَلَهُ حِياناً، ككِتابٍ، مِن الحِينِ، بمعْنَى الوَقْتِ؛ عن اللّحْيانيّ؛ وكذلِكَ اسْتَأْجره حِياناً عنه أَيْضاً.

  وأَحانَ: أَزْمَنَ.

  وحانَ حِينُ النَّفْسِ: إذا هَلَكَتْ.

  ويَحْسُن في مَوْضِع حِينَ لَمَّا وإذْ وإذا ووَقْت وساعَة ومَتَى، تقولُ: رأَيْتُك لمَّا جِئْت، وحِينَ جِئْتَ، وإذْ جِئْت.

  وهو يَفْعَلُ كذا أَحياناً وفي الأَحايِين.

  وتَحَيَّنْتُ رُؤْيَة فلانٍ: تَنَظَّرْتُه.

  وتَحَيَّنَ الوارِشُ: انْتَظَرَ وقْتَ الأَكْلِ ليدْخلَ.

  وتَحَيَّنَ وقْتَ الصَّلاةِ: طَلَبَ حِينَها.

  وفي حديثِ الجِمارِ: «كنَّا نَتَحَيَّنُ زَوالَ الشمسِ».

  وتحين: اسْتَغْنى، عامِّيَّة؛ وقولُ مُلَيح:

  وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ ... صَدْعٌ بنَفْسِكَ ممن ليس يُنْتَقَدُ⁣(⁣٢)

  يكونُ مِن الحَيْنِ، ومِنَ المِحْنَةِ.

  وحانَتِ الصَّلاةُ: دَنَتْ.

  ونَخْلٌ حيانيٌّ هو نَوْعٌ منه يكونُ بمصْرَ يُؤْكَلُ بسراً، وحَيُّونٌ، كتَنُّورٍ: اسمٌ.

  وأَحانُوا ضيوفَهم كحَيَّنُوهم⁣(⁣٣).

فصل الخاء مع النون

  [خبن]: خَبَنَ الثَّوْبَ وغيرَهُ يَخْبِنُه خَبْناً وخِباناً، بالكسْرِ، زادَ ابنُ سِيدَه: وخُباناً بالضمِّ: عَطَفَه وخاطَهُ ليَقْصُرَ، كما في الصِّحاحِ.

  وفي المحْكَمِ: قلَّصَهُ بالخِياطَةِ.

  وقالَ، اللَّيْثُ: رقَعَ ذُلْذُلَ الثّوْبِ فخاطَهُ أَرْفَعَ مِنْ مَوْضِعِه كي يَتَقَلَّصَ ويَقْصُرَ كما يَفْعل بثوبِ الصَّبيِّ.

  وخَبَنَ الشَّيءَ يَخْبِنُه خَبْناً. وخَبَنَ الطَّعامَ: غَيَّبَهُ وخَبَّأَهُ واسْتَعَدَّهُ للشِّدَّةِ؛ كما في الصِّحاحِ.

  والخُبْنَةُ، بالضَّمِّ: ما تَحْملُه في حِضْنِكَ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ. ومنه حدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنه: «إذا مَرَّ أَحدُكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ منه ولا يتخذْ خُبْنةً».

  قالَ ابنُ الأثيرِ: الخُبْنَةُ والحُبْكةُ في حُجْزةِ السَّراويلِ، والثُّبْنةُ في الإِزارِ.

  وخُبْنَةُ ع. والخَبَناتُ، محرَّكةً: الخَنَباتُ، يقالُ: إنَّه لذو خَبَناتٍ وذو خَنَباتٍ: وهو الذي يَصْلُحُ مرَّةً ويَفْسُدُ أُخْرى؛ كما في الصِّحاحِ.

  ويقالُ: خَبَنَتْه خَبُونُ، كشَعَبَتْه شَعُوبُ: إذا ماتَ.

  والخَبْنُ: إسقاطُ الحَرْفِ الثَّاني في العَرُوضِ، وهو مجازٌ.

  وفي المحْكَمِ: خَبَنَ الشِّعْرَ يخْبِنَه خبْناً: حَذَفَ ثانِيهِ مِن غيرِ أَنْ يَسْكُنَ له شيء إذا كانَ ممَّا يجُوزُ فيه الزحافُ، كحذْفِ السِّيْن مِن مُسْتَفْعِلُن، والفاءُ مِن مَفْعولات، والفاءُ⁣(⁣٤) مِن فاعِلاتُن؛ قالَ: وكلُّه مِنَ الخَبْنِ الذي هو التَّقْليصُ.

  قالَ أَبو إسْحق: إنَّما سُمِّيَ مَخْبُوناً لأَنَّك كأَنَّكَ عَطَفْتَ الجُزْءَ، وإن شِئْتَ أَتْممتَ كما أَنَّ كلَّ ما خَبَنْتَه مِن ثوبٍ أَمْكَنَك إِرسالُه، وإِنَّما سُمِّي خَبْناً، لأنَّ حَذْفَه مع أَوَّلهِ.


(١) في اللباب: أبا بكر بن خلف.

(٢) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠١٦ وفيه «مما» بدل «ممن»، واللسان.

(٣) عبارة الأساس: وقد حيّنوا ضيوفهم وأحانوهم.

(٤) في اللسان: والألف.