تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[علط]

صفحة 341 - الجزء 10

  الصّاغَانِيُّ: وفي صِحَّتِهَا نَظَرٌ، ونَصُّ العُبَاب: أَنا وَاقِفٌ في صِحَّتِه بل بَرِيءٌ من عُهْدَتِه. قلت: ويُؤَيِّد العُزَيْزِيَّ وُرُوُدُ العَنَشَّطِ، كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وغَيرُهُ، وفَسَّرُوه بالسَيِّئِ الخُلُقِ، فهو عَلَى صِحَّتهِ تكونُ الّلامُ بَدَلاً من النُّونِ، ومثلُ هذا كَثِيرٌ، فتأَمَّلْ ذلِك وأَنصِفْ.

[علط]

  العِلَاطُ، ككِتَابٍ: صَفْحَةُ العُنُقِ من كُلِّ شيءٍ، وهُمَا عِلَاطَانِ من الجَانِبَيْن، وفي الصّحاحِ والعُبَاب: العِلَاطَانِ: صَفْحَتَا⁣(⁣١) العُنُقِ من الجَانِبَيْنِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ ¥:

  وما هَاجَ مِنّي الشَّوْقَ إِلاّ حَمامَةٌ ... دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ في حَمَامٍ تَرَنَّمَا

  مِنَ الوُرْقِ حَمّاءُ العِلَاطَيْنِ بَاكَرَتْ ... عَسِيبَ أَشَاءٍ مَطْلَعَ الشَّمْسِ أَسْحَمَا⁣(⁣٢)

  والعِلَاطَانِ من الحَمَامَةِ: طَوْقُهَا في صَفْحَتَيْ عُنُقِهَا بسَوَادٍ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ. وقال غيرُه: العِلَاطَانِ، والعُلْطَتَانِ: الرَّقْمَتان اللَّتَانِ في أَعْنَاقِ القَمَارِيّ. وفي الأَسَاسِ: إِنَّهُ من العِلَاطِ، بمعْنَى السَّمَةِ. وتقول: مَا أَمْلَحَ عِلاطَيْهَا.

  والعِلَاط: خَيْطُ الشَّمْسِ الَّذِي يَتَرَاءَى، قالَهُ اللَّيْثُ، وهو مَجَازٌ.

  والعِلَاطُ: الخُصُومَةُ والشَّرُّ والمُشاغَبَةُ، وهو مَجَازٌ، وبه فُسِّرَ قولُ المَتَنَخِّل الهُذَلِيِّ:

  فَلَا وأَبِيك نَادَى الحيُّ ضَيْفِي ... هُدُوءًا بالمَسَاءَةِ والعِلَاطِ

  أَرادَ: لا وأَبِيكَ لا يُنَادِي الحَيُّ ضَيْفِي هُدُوءًا، أَي بعدَ ساعَةٍ من اللَّيْلِ بالمَسَاءَةِ والشَّرِّ. وأَصْلُ العِلَاط: وَسْمٌ في عُنُقِ البَعِيرِ، يَقُول: إِذا نَزَلَ بي ضَيْفٌ لم يَعْلِطْنِي بعارٍ، أَي لم يَسِمْنِي، كذا في شَرْحِ الدِّيوَانِ. ويُرْوَى: «فلا واللهِ».

  والعِلَاطُ: حَبْلٌ يُجْعَلُ في عُنُقِ البَعِيرِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  قال: وقد عَلَّطَه تَعْلِيطاً: نَزَعَه مِنْهُ، أَي العِلَاطَ من عُنُقِه، هذه حِكَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ.

  والعِلَاطُ: سِمَةٌ في عُرْضِ عُنُقِه، وفي الصّحاحِ: في العُنُقِ بالعَرْضِ، عن أَبِي زَيْدٍ، قال: والسِّطَاعُ بالطُّولِ.

  وفي الرَّوْضِ للسُّهَيْلّي: في قَصَرَةِ العُنُقِ، وقال أَبُو عَلِيٍّ في التَّذْكِرَةِ من كتابِ ابن حَبِيب: العِلَاطُ: يكونُ في العُنُقِ عَرْضاً، ورُبما كانَ خَطًّا وَاحِداً، ورُبما كانَ خَطَّيْنِ، ورُبما كان خُطُوطاً في كُلِّ جَانِبٍ، كالإِعْلِيطِ، كإِزْمِيلٍ.

  وج العِلَاطِ: أَعْلِطَةٌ وعُلُطٌ. الأَخِيرُ ككُتُبٍ.

  وعَلَطَ النّاقَةَ يَعْلِطُ ويَعْلُطُ، من حدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الأَخِيرِ، عَلْطاً، وعَلَّطَها تَعْلِيطاً: وَسَمَها بهِ، شُدِّدَ للكَثْرَةِ، كما في المُحْكَمِ.

  وذلِكَ المَوْضِعُ من عُنُقِه: مَعْلَطٌ، كمَقْعَدٍ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  مُنْتَحَضٍ صَفْحاً صَلِيفَيْ مَعْلَطِه ... يُحْسَبُ في كَأْدائِه ومَهْبِطِهْ

  وأَنْشَدَ أَيْضاً في هذِه الأُرْجُوزَةِ:

  عَلَطْتُه على سَواءِ مَعْلَطِه ... وَخْطَةَ كَيٍّ نَشْنَشَتْ في مَوْخِطِهْ

  وكَذلِكَ مُعْلَوَّطٌ مَفْتُوحَةَ الّلامِ والواوِ المُشَدَّدَةِ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

  بادِي حُجُومِ الدَّأْيِ من مُعْلَوَّطِهْ

  ولكِنَّ الأَخِيرَ مَوْضِعُ اعْلَوَّطَ البَعِيرَ، إِذا تَعَلَّقَ بعُنُقِه، لا مَوْضِعُ السِّمَةِ، من عُنُقِه، كما هُوَ مُقْتَضَى عِبَارَةِ المُصَنِّفِ، ففيه نَظَرٌ لا يَخْفَى، ومن المَجَازِ: عَلَطَ فُلاناً بشَرٍّ يَعْلُطُهِ عَلْطاً، ذَكَرَه بسُوءٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قولَ المُتَنَخِّلِ:

  فلَا والله نادَى الحَيَّ ضَيْفِي ... هُدُوءًا بالمَسَاءَةِ والعِلَاطِ

  يُقَالُ: عَلَطَه بشَرٍّ، إِذا لَطَخَه به.

  وناقَةٌ عُلُطٌ، بضَمَّتَيْنِ: بلا سِمَةٍ، قالَهُ الأَحْمَرُ⁣(⁣٣)، كعُطُلٍ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: بلا خِطَامٍ، قال أَبُو دُوَادٍ الرُّؤاسِي:

  واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوَارِسِ بالدِئْداءِ والرَّبَعَهْ


(١) الأصل واللسان، وفي الصحاح: صَفْقا.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: عسيب، الذي في اللسان: قضيب، وفي التكملة: فروع ا ه» وفي التهذيب أيضاً فروع، وفيه سفعاء بدل حماء، ومثله في الأساس «سفع».

(٣) الأصل والصحاح، وفي التهذيب أبو عبيد.