تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لنبن]:

صفحة 516 - الجزء 18

  وتَأْتي للدعاءِ كقَوْلِه:

  لَنْ تزالوا كَذلكُمُ ثم لا زِلْ ... تُ لَكُمْ خالِداً خُلُودَ الجِبالِ⁣(⁣١)

  قيلَ: ومنه قَوْلُه تعالى: قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ⁣(⁣٢).

  ويُلَقَّى القَسَمُ بها كَقَوْلِ أَبي طالِبٍ يمدَحُ سيِّدَنا رَسُول اللهِ :

  واللهِ لَنْ يَصِلُّوا إليك بجَمْعِهم ... حتى أُوَسَّدَ في التُّرابِ دَفِينَا⁣(⁣٣)

  وقد يُجْزَمُ بها كقولِه:

  فَلَنْ يَحْلُ للعَيْنَيْنِ بعدَكِ مَنْظَرُ⁣(⁣٤)

  وهو نادِرٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [لنبن]: لُنبَانُ، بالضمِّ: مَحَلَّةٌ كبيرَةٌ بأَصْبَهانَ، منها: أبو بكْرٍ محمدُ⁣(⁣٥) بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ أَبان العَبْديُّ مُحَدِّثٌ مَشْهورٌ ثِقَةٌ عن ابنِ أَبي الدُّنْيا، وعنه والِدُ أَبي نعيمٍ⁣(⁣٦) الحَافِظُ، تُوفي سَنَة ٣٣٢.

  [لون]: اللَّوْنُ من كلِّ شيءٍ: ما فَصَلَ بينَ الشَّيءَ وغيرِه*.

  ومِن المجازِ: اللَّوْنُ النَّوْعُ والصِّنْفُ والضَّرْبُ، والجَمْعُ أَلْوانٌ.

  وقالَ الرَّاغبُ: الأَلْوانُ يُعَبَّرُ بها عن الأَجْناسِ والأنواعِ؛ يقالُ: أَتَى بأَلْوانٍ مِن الحدِيثِ والطَّعامِ، وتَناوَلَ كذا لَوْناً مِن الطَّعامِ.

  واللَّوْنُ: هَيْئَةٌ كالسَّوادِ والحُمْرَةِ.

  وقال الحراليُّ: اللَّوْنُ تَكْيفُ ظاهِرِ الأشْياءِ في العَيْنِ.

  وقالَ غيرُهُ: هو الكَيْفيَّةُ المُدْركةُ بالبَصَرِ من حُمْرةٍ وصُفْرةٍ وغيرِهِما، والجَمْعُ أَلْوانٌ.

  واللَّوْنُ: الدَّقْلُ من النَّخْلِ، والجَمْعُ أَلْوانٌ. يقالُ: كَثُرت الأَلْوانُ في أَرْضِ بَني فُلانٍ، وهو مجازٌ.

  أو هو جماعَةٌ، عن الأَخْفَشِ، واحِدَتُها لُونةٌ، بالضَّمِّ، وهو كلُّ ضَرْبٍ من النَّخْلِ ما لم يَكُنْ عَجْوة أَو بَرْنيًّا.

  وقالَ الأَخْفَشُ: واحِدَتُها لِينَةٌ، بالكسْرِ، ولكنْ لمَّا انْكَسَرَ ما قَبْلَها انْقَلَبَتِ الواوُ ياءً؛ ومنه قوْلُه تعالى: {ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}⁣(⁣٧).

  وقالَ الفرَّاءُ: كلُّ شيءٍ من النَّخْلِ سِوَى العَجْوةِ فهو مِن اللَّينِ، واحِدَتُه لِينَةٌ، وقيلَ: هو الأَلْوانُ، واحِدَتُها لُونَةٌ، فقيلَ: لِينَةٌ لانْكِسارِ اللامِ، وتُجْمَعُ لِينَةٌ على لِينٍ؛ قالَ:

  تَسْأَلُني اللِّينَ وهَمِّي في اللِّينْ ... واللِّينُ لا تَنْبُتُ إلَّا في الطينْ⁣(⁣٨)

  ويُجْمَعُ لِينٌ على لِيانً، ككِتابٍ: قالَ امْرؤُ القَيْسِ:

  وسالفةٍ كسَحوقِ اللِّيَا ... نِ أَضْرَمَ فيها الغَوِيُّ السُّعُرْ⁣(⁣٩)

  قالَ ابنُ بَرِّي: ورَوَاهُ قَوْمٌ مِن أَهْلِ الكُوفَةِ: كسَحُوقِ اللُّبَانِ، وهو غَلَطٌ، وقد تقدَّمَ البَحْثُ فيه في لبن.

  والمُتلَوِّنُ: من لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحِدٍ، وهو مجازٌ.

  واللَّانُ: بِلادٌ واسِعَةٌ، وأُمَّةٌ في طَرَفِ إرْمِينِيَةَ، وهي مَمْلكةُ صاحِبِ السَّريرِ، وهي ثَمانِيَةُ عَشَرَ أَلْف قَرْيةٍ.

  قالَ ياقوتُ: بِلادُهم مُتاخِمَةٌ للدَّرَبند في جِبالِ القَبَقِ


(١) من شواهد القاموس ومغني اللبيب ص ٣٧٤ ونسبه محققه للأعشى.

(٢) القصص، الآية ١٧.

(٣) من شواهد القاموس ومغني اللبيب ص ٣٧٥.

(٤) من شواهد القاموس، والبيت لكثير عزة، ديوانه ١/ ٦٠ وصدره:

أيادي سبايا عز ما كنت بعدكم

(٥) في معجم البلدان: أبو بكر أحمد بن محمد.

(٦) اسمه عبد الله بن أحمد بن إسحاق.

(*) كذا بالاصل، وفي القاموس: بين الشيء وبين غيره.

(٧) الحشر، الآية ٥.

(٨) اللسان.

(٩) ديوانه ط بيروت ص ١١٢ واللسان والصحاح.