تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هضب]:

صفحة 492 - الجزء 2

  وهَزّاب: اسْمُ رَجلٍ.

  [هزرب]: الهَزْرَبةُ، بالزّاي بدل الذَّال، أَهمله الجوهَرِيُّ وصاحِب اللّسان. وقال ابنُ دُرَيْدٍ، وابْنُ القَطَّاع: هو الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ.

  [هسب]: الهَسْب⁣(⁣١)، بالهاءِ والسّين المهْمَلة: أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وصاحب اللِّسان. وقال الصّاغانيّ: كالحَسْبِ بالحاءِ والسّينِ، وَزْناً ومَعْنًى. وقال ابْنُ الأَعْرَابيّ: الهَسْب: الكِفايَةُ.

  [هصب]: الهَصْب، بالهاءِ والصّادِ المهملة: أَهمله الجوهريُّ، وصاحب اللِّسانِ. وقال ابْنُ الأَعرابِيِّ: هو الفِرارُ، نقلَه الصّاغانيُّ.

  [هضب]: هَضبَتِ السَّمَاءُ، تَهْضِب بالكسر: مَطَرَتْ، أَو: دام مَطرُها أَيّاماً، لا يُقْلِعُ.

  وهَضَبَتْهُمْ: بَلَّتْهم بَلًّا⁣(⁣٢) شديداً.

  ورَوْضَة مَهْضُوبَة.

  وهَضَبَ الرَّجلُ: مَشَى مَشْيَ البَلِيدِ من الدَّوَابِّ، نقله الصّاغانيُّ.

  ومن المجاز. هَضَبَ في الحَدِيثِ، أَي: أَفاض واندفعَ فيه فأَكثَرَ؛ وهَضَبَ القومُ في الحَدِيثِ: خاضُوا فيه دُفْعَةً بعدَ دُفْعَةٍ، وارتفعَتْ أَصواتُهم يقال: أَهْضبوا، يا قَوْم، أَي تَكَلَّمُوا. وفي الحديث «أَنَّ أَصحاب رسولِ الله، ، كانوا معه في سَفَرٍ، فَعَرَّسُوا، ولم يَنْتَبِهُوا حتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، والنَّبِيُّ، نائم، فقال⁣(⁣٣): أَهْضِبُوا» معنى⁣(⁣٤) [أَهضبوا] أَي: تَكَلَّمُوا، وأَفِيضُوا في الحدِيث؛ لِكَي يَنتبهَ رسولُ الله، ، بكلامهم. يقال هَضَبَ في الحديث، كَاهْتَضَبَ⁣(⁣٥) إِذا اندَفعَ فيه. كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه، فأَرادَ⁣(⁣٦) أَن يستيقظَ بكلامهم.

  والهَضْبَةُ، بفتح فسكون، ومثلُهُ في التَّهْذِيب والصّحاح، زاد في لسان العرب: والهَضْبُ: الجبَلُ المُنْبَسِطُ وفي أُخْرَى: المُتَبَسِّطُ ينبسط على وجْهِ الأَرْضِ، أَو كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صَخْرَةٍ واحَدَةٍ وقيل: كلُّ صَخْرَةٍ راسِيَةٍ، صُلْبَةٍ، ضَخْمَة: هَضْبَةَ*. أَو هو الطَّوِيل من الجِبَالِ المُمْتَنِع، المنْفَرِد؛ ولا يَكون إِلّا في حُمْرِ الجِبَالِ، تقول: عَلَوْت هَضْبَةً، وهِضَاباً.

  والهَضْبَة: المَطْرَة الدّائمة العظيمةُ القَطْرِ. وقيل: الدُّفْعَةُ منه. وفي حديث لَقِيطٍ: «فأَرْسلَ السَّماءَ بهَضْبٍ» أَي: بمَطَرٍ. وفي وصف بني تَمِيمٍ: «هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ» قال ابْنُ الأَثيرِ: قيل: أَرادَ بالهَضْبَةِ، المطْرةَ الكثيرةَ القَطْرِ. وقيل: أَرادَ به الرّابِيَةَ. وقال أَبو الهَيْثَم: الهَضْبَة: دفْعَة واحدَةٌ من مَطَرٍ ثمّ تَسْكُنُ⁣(⁣٧)، وكذلك جَرْيَةٌ واحِدَة. ج: هِضَبٌ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادِر، وهو جمعُ هَضْبَة المَطَر والجَبَل، وهِضَاب، ككِتابٍ: جمعُ هَضْبَةِ الجَبَل، ويصْلُحُ أَن يكون جمعاً لهَضْبٍ بمعنى المَطَر، كما يُؤخَذُ من كلام الجوهريّ.

  وجج: أي جمعُ الجَمعِ: أَهاضِيبُ. في الصَّحاح عن أَبي زيد: الأَهَاضِيبُ: واحدُها هِضَابٌ، وواحدُ الهِضَابِ: هَضْبٌ، وهي حَلَبَات⁣(⁣٨) القَطْرِ بعدَ القَطْرِ هذا هو الصَّحِيح، ولم يُسمَعْ فيه أَنَّهُ جمعُ أَهْضُبٍ على ما هو مشهور في صِيَغِ مُنْتَهَى الجُمُوع، كما زَعَمَه شيخُنا.

  والأَهاضِبُ في قول الهُذَلِيّ:

  لَعَمْرُ أَبِي عَمْرٍو لقد ساقَهُ المَنَى ... إِلى جَدَثٍ يُورَى له بالأَهاضِب⁣(⁣٩)

  أَراد الأَهاضيبَ، فحذفَ اضطِراراً. وزاد الجوهَرِيُّ وابنُ منظور في جمعِ هَضْبَةِ المَطَرِ والرَّابِية، «هَضْبٌ»، بفتح فسكون. قال شيخُنا: المراد به الجَمعُ اللُّغَوِيُّ، فإِنّه اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ. وزِيدَ: هَضَبٌ، محرَّكَةً، في قول ذِي الرُّمّة:


(١) في القاموس: الهسبُ: الكفاية، كالحسْب.

(٢) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: بللاً.

(٣) في التهذيب واللسان: «فقالوا» وفي النهاية: «فقال عمر».

(٤) في الأصل: «معي» والتصويب والزيادة عن التهذيب.

(٥) في إحدى نسخ القاموس: «وأهضب» ومثله في النهاية.

(٦) «فأراد» أي «عمر» وفي النهاية: فأرادوا.

(*) عن القاموس: أو الجَبَلُ سقطت من المطبوعة المصرية والكويتية.

(٧) في التهذيب: تستنّ.

(٨) اللسان: جلبات.

(٩) «يوري» كذا بالأصل واللسان، خطأ، والصواب: يوزى أي «يسند ويشخص ويرفع له في موضع مرتفع. والمنى ضبطت في اللسان والمنى بضم الميم خطأ، والصواب ما أثبتناه والمنى بفتح الميم هو القدر.