تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كلدح]:

صفحة 185 - الجزء 4

  أَنفُسُها: كَفَحَ بعضُها بعْضاً. قال جَندَلُ بن المثنَّى الحارثيّ:

  فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائجِ

  تكَفُّحُ السَّمَائِمِ الأَواجِجِ

  أَراد الأَواجَّ، ففَكَّ التّضعيفَ للضّرورة.

  وكافَحَه بما ساءَه.

  وأَصابَه من السَّمُومِ لَفْح، ومن الحَرُور كَفْح⁣(⁣١).

  والمكافَحَة: الدَّفْعُ بالحُجَّة، تَشبيهاً بالسَّيف ونحوِه.

  وهذه استدركها شيخُنَا نقلاً مِنْ مُفردات الرّاغب⁣(⁣٢).

  [كلح]: كلَحَ كمَنَعَ يَكْلَح كُلُوحاً وكُلَاحاً، بضمّهما، إِذا تَكشَّرَ في عُبُوس. وقال ابن سيده: الكُلوحُ والكُلاحُ: بُدُوُّ الأَسنانِ عند العُبُوس. كتَكلَّحَ وأَنشد ثعلب:

  ولَوَى التَّكَلُّحَ يَشتِكي سَغَباً

  وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِل السَّغْبِ⁣(⁣٣)

  وأَكْلَحَ واكْلَوَّحَ وهذه من الأَساس⁣(⁣٤) وأَكْلَحْتُه. قال لبيدٌ يَصف السِّهام:

  رَقَمِيّات عليها ناهِضٌ

  يُكْلَحُ الأَرْوَقُ منها والأَيَلّ

  قال الأَزهريّ: وسمعتُ أَعرابياًّ يقول لجَملٍ يَرْغو وقد كشَرَ عن أنيابه: قَبَحَ الله كَلَحَتَه، يعني فمَهُ⁣(⁣٥)، ومن المجاز قولهم: ما أَقْبَحَ كَلَحَتَه وجَلَحَتَه، محرَّكَةً، أَي فَمَه وحَوَالَيْه، قاله ابن سِيده والزَّمَخْشَريّ.

  ومن المجاز: أَصابَتْهُم سَنةٌ كُلَاحٌ. الكُلَاح كغُرَاب وقَطَام: السَّنَةُ المُجدِبة. قال لبيد:

  كانَ غِيَاثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ

  وعِصْمَةً في الزَّمَن الكُلَاحِ

  والكَوْلَحُ، كجَوْهر: الرَّجُل القَبِيحُ⁣(⁣٦). ومن المجاز تَكَلَّحَ، إِذا تَبسَّمَ. ومنه: تكَلَّحَ البَرْقُ، إِذا تَتَابَعَ. وتَكَلُّحُ البرقِ: دَوَامُه واستِسْرارُه في الغَمامةِ البيضاءِ.

  ومن المجاز: دهْرٌ كالِحٌ وكُلَاحٌ، قال الأَزهريّ: أَي شديد. والمُكالحَة: المُشَارَّة.

  وكالَحَ القَمَرُ: لم يَعْدِلْ عن المَنْزِلِ بل استَتَر في الغَمَامة.

  * ومما يستدرك عليه:

  الكالِح: الذي قد قَلصَتْ شَفَتُه عن أَسنانِه نحْو تَرَى من رؤُوس الغَنَم إِذا بَرزَت الأسنانُ وتشمَّرَت الشّفَاهُ، قاله أَبو إِسحاق الزجّاجيّ، وبه فسّر قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ}.⁣(⁣٧)

  والبَلاءُ المُكْلِح الذي يُكْلِحُ النّاسَ بشِدّته، جاءَ ذلك في حديث عليّ⁣(⁣٨). وفي الأساس: كَلْحَ وَجْهَه: عَبَّسَه. وكَلَّحَ في وَجْهِ الصّبيّ والمجنونِ: فَزّعَه. واستدرَك شيخنا الكَلَحَة، وقال: فَسَّرَها جماعةٌ بالهَمِّ. وكلَّحَه الأَمرُ: هَمَّه، وهو غريبٌ في الدواوين.

  قلت: الصواب أَنّه أَكْلَحه الهَمُّ، وقد تَصحَّفَ على شيخنا.

  قال الأَزْهَرِيّ: وفي بَيْضَاءِ بني جَذِيمةَ ماءٌ يقال له كلح، وهو شَرُوبٌ عليه نَخلٌ بَعْلٌ قد رَسَخَت عُرُوقُها في الماءِ.

  [كلتح]: الكَلْتَحَة ضَرْبٌ من المشْيِ وكَلْتَحٌ اسْمٌ.

  ورَجلٌ كَلْتَحٌ: أَحمقُ.

  [كلدح]: الكَلْدَحَة هو الكَلْتَحَة، لضَرْبٍ من المَشْيِ.

  والكَلْدَح بالفتح، وضَبطَه بعضٌ بالكسر: الصُّلْبُ، والعَجُوزُ

  [كلمح]: الكِلْمِح، بالكسر: التُّرَاب يقال: بِفِيهِ الكِلْمِحُ، وسيذكر في كلحم.


(١) عبارة الأساس: وأصابه من السموم كفْحٌ ومن الحَرور لفحٌ.

(٢) لم ترد في مفردات الراغب.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله التكلح، قال في اللسان: التكلح هنا يجوز أن يكون مفعولاً من أجله، ويجوز أن يكون مصدراً للوى لأن لوى يكون في معنى تكلح اه».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وهذه من الأساس، لم أجدها في النسخة التي بيدي» وليست في الأساس المطبوع.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: فمه وأنيابه.

(٦) في الجمهرة ٣/ ٣٦٤ قبيح المنظر.

(٧) سورة «المؤمنون» الآية ١٠٤.

(٨) نصه كما في النهاية: «إِن من ورائكم فتناً وبلاء مكلحاً مبلحاً».