تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هصم]:

صفحة 757 - الجزء 17

  وِمُهَشَّمَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ، هكذا ضَبَطَه الحفصيُّ، وقالَ غيرُهُ: كمُحَدِّثٍ، ة باليَمامَةِ لبَني عبدِ اللهِ بنِ الدوليّ، فيها نَخْلٌ ومَحارِث؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  يا رُبَّ بَيْضاً على مُهَشَّمهْ ... أَعْجَبها أَكلُ البَعيرِ اليَنَمهْ⁣(⁣١)

  أَعْجبها أَي حَمَلَها على التَّعجبِ.

  وِالهَشَمْشَمَةُ: الأَسَدُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هَشمَه تَهْشِيماً: كَسَرَه.

  وِالهَشِيمةُ: الشَّجرَةُ البالِيةُ يأْخُذُها الحاطِبُ كيفَ يَشاءُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وأَرْضٌ مُتَهَشِّمةٌ: بالِيةٌ مُتَكَسِّرَةٌ إذا وَطِئْتَ عليها نَفْسِها لا شَجَرِها؛ عن ابنِ شُمَيْلٍ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وإِنَّما تَتَهَشَّمُ الأَرْضُ إذا طالَ عَهْدُها بالمَطَرِ، فإذا مُطِرتْ ذَهَبَ تهشُّمُها؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ لابنِ سَماعَة الذُّهْليّ:

  وِأَخْلَفَ أَنْواءٌ ففي وجهِ أَرْضِها ... قُشَعْرِيرةٌ في جِلْدِها وتَهَشُّمُ⁣(⁣٢)

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: يقالُ للنَّبتِ الذي بَقي مِن عامِ أَوَّلَ هذا نَبْتٌ عاميٌّ وِهَشِيمٌ وحَطِيمٌ وكَلَأٌ هَيْشومٌ: هَشٌّ لَيِّنٌ.

  وِهَشَمَ الناقَةَ هَشْماً: حَلَبَها.

  وقالَ ابنُ شُمَيْل: الهُشومُ مِن الأَرْضِ: المَكانُ المُتَنَقّر منها المُتَصَوّب مِن غِيطانِها في لينِ الأَرْضِ وبُطونِها.

  وكُلُّ غائِطٍ يكونُ وَطِيئاً فهو هَشْمٌ.

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: الهَشْمُ الأَرْضُ المُجْدِبَةُ.

  ويقالُ للرَّجُل الهَرِم: إنَّه لَهَشْمُ أَهْشامٍ.

  وسَمَّوا هَيْشَمَان كرَيْهَقان. والهُشامِيَّةُ: ثلاثُ فِرَقٍ ضَوالّ: أَحَدُها أَصْحابُ هِشامِ ابنِ الحَكَمِ، والثانِيَةُ: أَصْحابُ هِشامِ بنِ سالِمٍ الجَوالِيقي القائِلُ كلّ منهما بالتَّجْسِيمِ، والثالثةُ: أَصْحابُ هِشامِ بنِ عَمْرو القوطيّ وكان يُحَرِّمُ على الناسِ قَوْلَهم: {حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ظانّاً أنَّ الوَكِيلَ يَقْتَضِي موكلاً.

  [هصم]: هَصَمَهُ يَهْصِمُه هَصْماً: كَسَرَه، وكَذلِكَ هَزَمَه.

  وِالهَيْصَمُ، كحَيْدَرٍ: ضَرْبٌ مِن الحِجارَةِ أَمْلَسُ تُتَّخَذُ منه الحِقاقُ، وأَكْثَرُ ما يَتكلَّم به بَنو تَمِيمٍ، ورُبَّما قُلِبَتْ فيه الصادُ زاياً.

  وِالهَيْصَمُ: الرَّجُلُ القوِيُّ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ الأَصْمعيُّ: هو الغَلِيظُ الشَّديدُ الصُّلْبُ.

  وِالهَيْصَمُ: الأَسَدُ، سُمِّي به لشدَّتِه، كالهُصَمِ، كصُرَدٍ ومِنْبَرٍ وشَدَّادٍ وغَشَمْشَمٍ، كلُّ ذلِكَ مِن الهَصْمِ وهو الكَسْرُ.

  وِالهَيْصَمِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الكَرَّامِيَّةِ أَصْحابِ محمدِ بنِ الهَيْصَمِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  نابٌ هَيْصَمٌ: يَكْسِر كلَّ شيءٍ.

  [هضم]: هَضَمَ الدَّواءُ الطَّعامَ يَهْضِمُه هَضْماً: نَهَكَهُ، وهو مجازٌ.

  وأَصْلُ الهَضْمِ شَدْخُ ما فيه رخاوَةٌ، وقيلَ: الانْحِطاطُ، وقيلَ: الكَسْرُ، وقيلَ: النّقْصُ كما بَيَّنَه الرَّاغِبُ وغيرُهُ.

  وِمِن المجازِ: هَضَمَ عليهم، إذا هَجَمَ. يقالُ: ما شَعَروا حتى هَضَمْنا عليهم.

  أَو هَضَمَ فلانٌ على فُلانٍ إذا هَبَطَ عليه.

  وِمِن المجازِ: هَضَمَ فلاناً إذا ظَلَمَهُ وغَضَبَهُ حَقَّه وقَهَرَهُ، كاهْتَضَمَهُ وِتَهَضَّمَه، فهو هَضِيمٌ وِمُتَهَضَّمٌ: مَظْلومٌ؛ عن أَبي عبيدٍ.

  وِالاسْمُ الهَضِيمةُ، وهو أَنْ يَتَهَضَّمَك القومُ شَيئاً، أَي يَظْلمُونَك.


(١) اللسان ومعجم البلدان «مهشمة» باختلاف بعض الألفاظ.

(٢) اللسان والتهذيب.