تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فرسكر]:

صفحة 348 - الجزء 7

  [فرسكر]: فارِسْكُورُ⁣(⁣١)، أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ وصاحبُ اللّسَان، وهي ة: كَبِيرَةٌ عامِرَةٌ بمِصْرَ، على شاطئ النِّيلِ، من إِقْلِيم الدَّقهلِيَّة، وقد دَخَلْتُهَا، والنِّسْبَة إِليها فارِسِيّ وفارِسْكُورِيّ. وقد نُسِبَ إِليها جُمْلَةٌ من الأُدَبَاءِ والأَعْيَانِ، ومنهمُ الإِمَامُ المُحَدِّث عزُّ الدَّينِ عَبْدُ العَزِيز بن محمّد بن يُوسُفَ بنِ محمّدٍ الفارِسْكُورِيُّ الشافِعيُّ، وُلِدَ سنة ٨٣٣، وقَدِمَ القاهِرَةَ سنة ٨٤٥، وأَجَازَهُ شيخُ الإِسْلام والجَلَالُ السَّيُوطِيّ، تَرْجَمه محمّدُ بنُ شُعَيْبٍ في «زَهْرِ البَسَاتين».

  [فزر]: فَزَرَ الثَّوْبَ فَزْراً: شَقَّه، فَتَفَزَّرَ، تَشَقَّق وتَقَطَّع وبَلِيَ، وكذا تَفَزَّرَ الحائطُ، وانْفَزَر الثَّوْبُ: مثلُ ذلك.

  ويُقَالُ: فَزَرْتُ أَنْفَ فُلانٍ فَزْراً، أَي ضَرَبْتُه بشَيْءٍ فشَقَقْتُه، فهو مَفْزُورُ الأَنْفِ. ومنه الحديث: «أَنّ رَجُلاً من الأَنْصَارِ أَخَذَ لَحْيَ جَزُورٍ فضَرَبَ به أَنْفَ سَعِيد⁣(⁣٢) فَفَزَرَه».

  وفزَرَ فُلاناً بالعَصَا: ضَرَبَهُ، وقيل: ضَرَبَه بها على ظَهْرِهِ ففَسَخَهُ.

  وفَزِرَ فلانٌ، ظاهرُه أَنّه من بابِ نصَر كالأَوّل، ولَيْسَ كذلك بل هو فَزِرَ - كفَرِحَ - يَفْزَرُ فَزَراً، إِذا خَرَجَ على ظَهْرِه أَو صَدْرِه فُزْرَةٌ، بالضَّمّ، أَي عُجْرَةٌ عَظيمَة، فهو أَفْزَرُ بَيِّنُ الفَزَرِ، وهو الأَحْدَبُ وهو مَفْزُورٌ كذلك.

  والفِزَرُ، كعِنَب: الشُّقُوقُ. والّذي في اللّسَان: والفُزُورُ: الشُّقُوقُ والصُّدُوع. ولعلَّهُ تَصَحَّفَ على المصنّف، فليُنْظَر.

  والجَارِيَةُ الفَزْرَاءُ: المُمْتَلِئَة لَحْماً وشَحْماً، أَو هي الَّتِي قارَبَت الإِدْراكَ، قال الأَخْطَلُ:

  وما إِنْ أَرَى الفَزْرَاءَ إِلَّا تَطَلُّعاً ... وخِيفَةَ يَحْمِيهَا بَنُو أُمِّ عَجْرَدِ

  والفِزْرُ، بالكَسْرِ: لَقَبُ سَعْد بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمِ بنِ مُرّ، وكانَ وَافَى المَوْسِمَ بمِعْزَى فأَنْهَبَها هُنَاكَ وقال: من أَخَذَ منها واحِدَةً فهي له، ولا يُؤْخَذُ منها فِزْرٌ، وهو الاثْنَان فأَكْثَرُ، ومنه المَثَل «لا آتِيكَ مِعْزَى الفِزْرِ»، أَي حَتَّى تَجْتَمِعَ تِلك، وهي لا تَجْتَمِع أَبداً، هذا قولُ ابن الكَلْبِيّ. وقال أَبو عُبَيْدَةَ نَحْوَ ذلك، إِلّا أَنّه قال: الفِزْرُ: هو الجَدْيُ نفسُه، فضَرَبُوا به المَثَل. وقال أَبو الهَيْثَم: لا أَعرِفُه. وقال الأَزهريّ: وما رَأَيْتُ أَحَداً يَعْرِفُه. وقال ابنُ سِيدَه: إِنّمَا لُقِّبَ سعدُ بنُ زيدِ مَنَاةَ بذلك لأَنّه قال لوَلَدِه واحِداً بعد واحِد: ارْعَ هذه المِعْزَى. فَأَبوْا عليه، فنَادَى في الناس أَن اجْتَمِعُوا، فاجْتَمَعُوا. فقال: «انْتَهِبُوها، ولا أُحِلُّ لأَحَدٍ أَكثَرَ من واحدَةٍ، فَتَقطَّعُوها في ساعَة، وتَفَرَّقَتْ في البلاد. فهذا أَصْلُ المَثَلِ. وهو من أَمْثَالهم في تَرْكَ الشَّيْءِ، يُقَال: «لا أَفْعَلُ ذلك مِعْزَى الفِزْرِ». وقال الجوهريّ: الفِزْر: أَبو قَبيلَة من تَميمٍ، وهو سَعْدُ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ. قُلتُ: ويُقَالُ لوَلَدِ سَعْدٍ هذا: الأَبْنَاءُ،⁣(⁣٣) غيرَ كَعْب وعَمْرٍو ابْنَيْ سَعْدٍ، فإِنّ وَلَدَهُمَا الأَجارِبُ⁣(⁣٤)، وتَفْصيلُ ذلك في كُتُب الأَنْسَاب.

  والفِزْر: الأَصْلُ، نقله الصاغانيّ.

  والفِزْرُ: هَنَةٌ كنَبْخَة [تَخرج]⁣(⁣٥) في مَغْرِز الفَخذ دُونَ مُنْتَهَى العانَةِ، كغُدَّةٍ من قُرْحَة تَخْرُجُ بالإِنْسَانِ⁣(⁣٦) أَو جِرَاحَةٍ.

  والفِزْرُ: القَطيعُ من الغَنَم، ومن الضَأْنِ: ما بَيْنَ العَشَرَة إِلى الأَرْبَعِين، أَو ما بَيْنَ الثَّلاثَة إِلى العَشْرَةِ، هكذا في النُّسخ، والّذِي في اللّسان: إِلى العشْرينَ. قال: والصُّبَّة: ما بين العَشْر إِلى الأَرْبَعين من المِعْزَى.

  والفِزْرُ: الجَدْيُ، يقال: لا أَفْعَلُه ما نَزَا فِزْرٌ.

  والفِزْر: ابنُ النَّمِر، وفي التّهْذِيب ابنُ البَبْر، ومِثْلُه في التَّكْمِلَة، وقد تَقَدَّم البَبْر، وبنْتُه: الفِزْرَة، وقيل أُخْتُه، والهَدَبَّسُ أَخُوه، وأُمُّه الفَزَارَةُ كسَحَابَة، وهي أَي الفَزَارَةُ أُنْثَى النَّمِر أَيضاً، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ. وفي التهذيب: والبَبْرُ يقال له: الهَدَبَّس، وأُنْثَاه الفَزَارَةُ. وأَنشد المُبَرّد:

  ولَقَدْ رَأَيْتُ هَدَبَّساً وفَزَارَةً ... والفِزْرَ يَتْبَعُ فِزْرَةً⁣(⁣٧) كالضَّيْوَنِ

  قال أَبُو عُمَر⁣(⁣٨): وسأَلْتُ ثَعْلَباً عن البَيْت فلم يَعْرفْه. قال


(١) في معجم البلدان: الفَارَسْكُر من قرى مصر قرب دمياط من كورة الدقهلية.

(٢) في النهاية: سعد.

(٣) في جمهرة ابن حزم ص ٢١٥ ولد سعد بن زيد مناة: كعب ... وعمرو والحارث وعوافة وجُشم ومالك وعيشمس كلهم يدعون الأبناء حاشا كعب وعمرو فإنهما يدعون البطون.

(٤) عن جمهرة ابن حزم ص ٢١٦ وبالأصل «الأجادب».

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) في التهذيب: «تخرج باليد» وفي اللسان: «تخرج بالرجل».

(٧) في التهذيب: يتبع فزره.

(٨) في التهذيب واللسان: قال أبو عمرو: سألت.