تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقش]:

صفحة 212 - الجزء 9

  لَيْلاً بِلا عِلْمِ راعٍ، قال الجَوْهَرِيُّ: ولا يَكُونُ النَّفْشُ إِلا بالَّليْلِ، والهَملُ يَكُونُ لَيْلاً ونَهَاراً، وقَدْ أَنْفَشَهَا الرّاعِي: أَرْسَلَهَا لَيْلاً تَرْعَى ونامَ عَنْهَا، وأَنْفَشْتُهَا أنا: تَرَكْتُهَا تَرْعَى بِلا راعٍ، قال الرّاجِزُ:

  اجْرِشْ لَهَا يا ابْنَ أَبِي كِبَاشِ ... فمَا لَهَا الَّليْلَةَ من إِنْفَاشِ

  غَيْرَ السُّرَى وسَائَقٍ نَجَّاشِ⁣(⁣١)

  ونَفشَت هِيَ، كضَرَبَ، ونَصَرَ، وسَمِعَ، الأَخِيرَةُ نَقَلَها الصّاغَانِيُّ عن ابنِ الأَعرابِيِّ، أَي تَفَرَّقَتْ فَرَعَتْ باللَّيْلِ مِنْ غَيِرِ عِلْمٍ، وخَصَّ بَعْضُهم به دُخُولَ الغَنَمِ في الزَّرْعِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {إِذْ} نَفَشَتْ {فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ}⁣(⁣٢).

  وهِيَ إِبِلٌ نَفَشٌ، مُحَرَّكَةً، ونُفَّشٌ، كسُكَّرٍ، ونُفّاشٌ، كرُمّان، ونَوَافِشُ، وقَدْ يَكُون النَّفْشُ في جَمِيعِ الدّوَابِّ، وأَكْثَرُ ما يَكُونُ في الغَنَمِ، فأَمَّا ما يَخُصُّ الإِبِلَ فَعَشَتْ عَشْواً. وقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّفْشُ: خاصٌّ بالغَنَمِ، وقَالَ غَيْرُه: يُقَالُ ذلِكَ لَهَا وللإِبِلِ، ويَدُلّ لهُ الحَدِيثُ: «الحَبَّةُ في الجَنَّةِ مثْلُ كَرِشِ البَعِيرِ يَبِيتُ نَافِشاً»، فجَعَلَ النُّفُوشَ لِلْبَعِيرِ.

  والنَّفَشُ، مُحَرَّكَةً: الصُّوفُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والنَّفَشُ أَيْضاً: الخِصْبُ، عن ابنِ عَبّادٍ يُقَالُ: نَفَشْنَا نُفُوشاً، أَيْ أَخْصَبْنَا.

  والنُّفُوشُ، بالضَّمِّ: الإِقْبَالُ عَلَى الشّيْءِ تَأْكُلُه، وقَدْ نَفَشَ عَلَى الشَّيْءِ، يَنْفُشُه من حَدِّ نَصَرَ.

  والنَّفِيشُ، كأَمِيرٍ، وفي التَّهْذِيبِ: النَّفَشُ، مُحَرَّكَةً: المَتَاعُ المُتَفَرّقُ في الوِعَاءِ والغِرَارَةِ، وكُلُّ شيْءٍ تَرَاهُ مُنْتَبِراً رِخْوِ الجَوْفِ، فهُوَ مُنْتَفِشٌ ومُتَنَفِّشٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ.

  وأَمَةٌ مُنْتَفِشَةُ الشَّعَرِ، أَيْ شَعْثَاءُ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ⁣(⁣٣).

  ومِنَ المَجَازِ: أَرْنَبَةٌ مُنْتَفِشَةٌ، أَي قَصِيرَةُ المارِنِ، أَي مُنْبَسِطَةٌ عَلَى الوَجْهِ كأَنْفِ الزّنْجِيّ، عن ابنِ شُمَيْلٍ، وكَذلِكَ مُتَنَفِّشَةٌ، و في حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ: «وإِنْ أَتاكَ مُتَنَفِّشَ⁣(⁣٤) المَنْخِرَيْنِ» أَيْ وَاسِعَ مَنْخِرَيِ الأَنْفِ، وهُوَ من التَّفْرِيقِ.

  وتَنَفَّشَتِ الهِرَّةُ وانِتَفَشَتْ: ازْبَأَرَّتْ.

  وتَنَفَّشَ الطّائِرُ وانْتَفَشَ، إِذَا رَأَيْتَه قَدْ نَفَضَ رِيشَه، كَأَنَّه يَخَافُ أَوْ يُرْعَدُ، وكَذَا تَنَفَّشَ الضِّبْعانُ، إِذا رَأَيْتَه مُتَنَفِّشَ الشَّعرِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  النَّفَشُ، بالتَّحْرِيك [الرِّيَاءُ]⁣(⁣٥) ومنه قَوْلُهُم: «إِنْ لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فنَفَشٌ»، نقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، والأَزْهَرِيُّ عن المُنْذِرِيِّ عن أَبِي طالِبٍ عَنْه.

  والنَّفَشُ: كثْرَةُ الكَلامِ والدَّعاوَى، نَقَلَه شَيْخُنَا، وهو مَجَازٌ.

  والنَّفّاشُ: المُتَكَبِّرُ، والنَّفَّاجُ والنَّفّاشُ: نَوْعٌ من اللَّيْمُون أَكْبَرُ مَا يَكُونُ.

  والنَّفْشُ النَّدْفُ، وانْتَفَشَ كنَفَشَ.

  ونَفَشَ الرَّطْبَةَ نَفْشاً: فَرَّقَ ما اجْتَمَعَ فِيهَا.

  والتَّنْفِيشُ: مُبَالَغَةٌ في النَّفْشِ.

  [نقش]: النَّقْشُ: تَلْوِينُ الشَّيْءِ بِلَوْنَيْنِ، أَوْ أَلْوَانٍ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، كالتَّنْقِيشِ، وهو النَّمْنَمَةُ، يُقَالُ: نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً، ونَقَّشَه تَنْقِيشاً، فهُوَ مُتَنَقَّشٌ ومَنْقُوشٌ.

  ومِنَ المَجَازِ: النَّقْشُ: الجِمَاعُ، وبه فَسَّرَ أَبُو عَمْرٍو قَوْلَ الرّاجِزِ:

  نَقْشاً ورَبِّ البَيْتِ أَيَّ نَقْشِ

  نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَد:

  هَلْ لَكِ يا خَلِيلَتِي في النَّقْشِ

  والنَّقْشُ: أَنْ يُضْرَبَ العِذْقُ بشَوْكٍ حَتّى يُرْطِبَ، ويُقَال:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: اجرش، هكذا في اللسان أيضاً بهمزة وصل وشين، وهي رواية ابن السكيت. قال في الصحاح: والرواة على خلافه، يعني أن الصواب: أجرس بهمزة قطع وسين آخره» وبالأصل وسائق نجاشي وما أثبت عن التهذيب واللسان.

(٢) سورة الأنبياء الآية ٧٨.

(٣) في الأساس: «وأمة متنفشة الشعر» ولم ترد فيه لفظة: «شعثاء».

(٤) في النهاية واللسان: منتفش.

(٥) زيادة عن التكملة.