تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حيج]:

صفحة 335 - الجزء 3

  وحكَى الفارِسيُّ عن ابن دِريد⁣(⁣١): حُجْ حُجَيَّاكَ. قال:

  كأَنَّه مقلوبُ موضعِ اللامِ إِلى العَيْنِ.

  * قال شيخنا: وبَقيَ عليه وعلى الجَوْهريّ التنّبيهُ عَلى أَنّ أَحْوَجَ وأَحْوَجْتُه على خِلاف القِيَاس في وروده غير معتلٍّ، نَظير:

  صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ

  البيت، وكان القياس الإِعلال، كأَطاعَ وأَقامَ، ففيه أَنه وَردَ من باب فَعلَ وأَفعَل بمعنًى، وأَنه استُعْمِلَ صحيحاً وقياسُه الإِعلالُ.

  [حيج]: حَاجَ يَحِيجُ حَيْجاً كحَاجَ يَحُوجُ حَوْجاً، إِذا افتقرَ⁣(⁣٢)، عن كُرَاع واللِّحْيَانيّ، وهي نادرةٌ، لأَن أَلفَ الحاجةِ واوٌ، فحكمه حُجْتُ، كما حَكَى أَهلُ اللُّغةِ، قال ابنُ سِيدَهْ: ولو لا حَيْجاً لقُلْت إِن حِجْتُ فَعِلتُ، وإِنه من الواو، كما ذهب إِليه سيبويه في طِحْتُ.

  وأَحْيَجَتِ الأَرْضُ، على خِلاف القِيَاسِ، كأَحْوَجَ، وكان القياس أَحَاجَتْ - بالإِبدال والإِعلال، وقد وردَ كذلك أَيضاً -: أَنْبَتَت الحَاجَ أَو كَثُرَ بها الحَاجُ، أَي الشَّوْك، واحدتُه حاجَةٌ، وإِن أَغفلَه المصنّفُ، وقيل: هو نَبْتٌ مِن الحَمْضِ.

  وفي الحديث «أَنه قال لرجُلٍ شَكَا إِليه الحَاجَةَ: انطلِقْ إِلى هذا الوادي ولا تَدَعْ حَاجاً ولا حَطَباً. ولا تَأْتِني خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً» قال ابنُ سِيدَهْ: الحَاجُ: ضَرْبٌ من الشَّوْكِ، وهو الكَبَرُ، وقِيل: نَبْتٌ غيرُ الكَبَرِ، وقيل: هو شَجَرٌ، وقال أَبو حَنِيفةَ: الحاجُ مِمَّا تَدُوم خُضْرَتُه وتَذْهَبُ عُرُوقُه في الأَرض مَذْهَباً بَعِيداً، ويُتَدَاوَى بِطَبِيخِه، وله وَرَقٌ دِقَاقٌ طِوَالٌ، كأَنَّه مُسَاوٍ للشَّوْك في الكَثْرَة.

  وتَصْغِيرُه حُيَيْجُ⁣(⁣٣)، عن الكسائيّ فهو إِذاً يَائيٌّ، والكسر في مِثله لُغَةٌ فَصِيحةٌ، والجَوْهَريّ، ذَكَره في الواوِ كما أَشرنا إِليه آنفاً، وتبعه هناك المصنِّف.

(فصل الخاءِ) المعجمة مع الجيم

  [خبج]: خَبَجَ يَخْبُجُ خَبْجاً: ضَرَبَ، أَو هو نَوْعٌ مِن الضَّرْبِ بسَيْفٍ أَو بِعصاً، وليس بشديدٍ، والحاءُ لغةٌ.

  وخَبَجَ يَخْبُجُ خَبْجاً وخُبَاجاً: ضَرِطَ ضَرَطاً شَديداً، قال عَمْرُو بن مِلْقَطٍ الطائيّ:

  يَأْبَى لِيَ الثَّعْلَبَتانِ الّذِي ... قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ

  الخُبَاجُ: الضُّرَاطُ، وأَضافه إِلى الأَمَةِ ليكون أَخسَّ لها، وجعلها راعيَةً لكونِهَا أَهْوَنَ مِن التي لا تَرْعَى.

  وفي حديث عُمَرَ، ¥، «إِذَا أُقِيمت الصَّلاةُ وَلَّى الشَّيْطَانُ ولَه خَبَجٌ»، بالتحريكِ، أَي ضُرَاطٌ، ويروى بالحاءِ المهملة، وفي حَدِيث آخَرَ «من قَرَأَ آيَةَ الكُرْسِيّ يَخْرُجُ الشَّيْطَانُ ولَهُ خَبَجٌ كخَبَجِ الحِمَارِ» وقيل: الخَبَجُ: ضُرَاطُ الإِبلِ خَاصَّةً.

  وخَبَجَ بها: حَبَقَ، وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: لا آتِيهِ ما خَبَجَ ابنُ أَتَانٍ. فجعَلُوه للحُمُرِ.

  وخَبَجَ امرأَتَه: جَامَعَ.

  والخَبَاجَاءُ، بالفتحِ ممدوداً: الفَحْلُ الكثيرُ الضِّرَابِ.

  والخَبَاجَاءُ: الأَحْمَقُ، كالخَبجِ، ككَتِفٍ.

  والخُنْبُجَةُ⁣(⁣٤) بضمّ الخَاءِ وسكون النُّون وضمّ الموحّدة مع فتحها⁣(⁣٥): الدَّنُّ، وهو مُعَرَّبٌ عن الفارسيّة وسيأْتي في خنبج الرباعيّ.

  [خبربج]: الخَبَرْبَجُ - هذِه المادّةُ مكتوبةٌ عندنا بالسّواد، وكذا في غيرِهَا من النّسخِ، وشذَّتْ نُسخةُ شيخِنا فإِنّها عنده بالحمرة - بمُوَحَّدَتَيْن هكَذا ضَبَطَه، وهي في الصّحاح واللّسان وغيرهما من الأُمّهات بالموحّدة والنون في كلّ ما سيأْتي، قال شيخُنَا وأَقرَّه مولانا أَحمد أَفندي، ثم وزنه فقال


(١) في اللسان: أبي زيد.

(٢) في التهذيب: إذا احتاج.

(٣) القاموس والتكملة، وفي التهذيب واللسان: حُيَيْجَة.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «خنبجة معرب خمجه أو معرّب خنبك وكلاهما بضم الأول، وتعريبه من الثاني أصوب للمادة كما نبه عليه الأوقيانوس».

(٥) كذا، ولعل الصواب «مع فتح الجيم».