تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جردح]:

صفحة 25 - الجزء 4

  واسْتَجْرَحَ فلانٌ: اسْتَحَقّ أَن يُجْرَحَ؛ كذا في الأساس.

  وفي خطبة عبد الملك: «وَعَظْتكُم فلم تَزْدَادُوا على المَوْعظةِ⁣(⁣١) إِلا اسْتِجْراحاً»، أَي فسَاداً. وقيل: معناه إِلا ما يُكْسِبُكم الجَرْحَ والطَّعْنَ عليكم. وقال ابنُ عون: اسْتجْرَحَتْ هذه الأَحاديثُ. قال الأَزهريّ: ويُرْوَى عن بعضِ التّابعين أَنه قال: كَثُرَتْ هذه الأَحاديثُ واسْتَجْرَحت، أَي فَسَدَتْ وقَلَّ صِحَاحُها، وهو اسْتَفْعَل من جَرَحَ الشَّاهِدَ: إِذا طَعَنَ فيه ورَدَّ قَوْلَه؛ أَرادَ أَنّ الأَحاديثَ كَثُرَتْ حتى أَحْوَجَتْ أَهْلَ العِلْم بها إِلى جَرْحِ بَعْضِ رُوَاتِها ورَدِّ رِوَايتِه كذا في اللِّسان والأَساس.

  وجَرَّاحٌ كشَدّادٍ: عَلَمٌ، وكَنَوْا بأَبِي الجَرّاحِ.

  والجَرَّاحُ: قَرْية من إِقليِم المَنْصورة.

  * ومما يستدرك عليه:

  خاتَمٌ مَرِحٌ، وسِوارٌ جَرِحٌ، وهو القَلِق. وسِكِّينُ جَرِحُ النِّصابِ، به جُرْح؛ كذا في الأَساس⁣(⁣٢). وأَنا أَخشَى أَن يكون مَرجاً، وجَرِجاً بالجيم، وقد تقدّم.

  وفي الحديث⁣(⁣٣): «العَجْماءُ جَرْحُها جُبَارٌ» بفتح الجيم لا غيرُ، على المصدر.

  وجَرَح له من مالِه: قَطَعَ له منه قطْعَةً، عن ابن الأَعرابيّ. وردَّ عليه ثعلبٌ ذلك فقال: إِنما هو: جَزَحَ، بالزاي. وكذلك حكاه أَبو عُبيدٍ.

  [جردح]: جَرْدَح - عُنُقَه: كأَنّه أَطَالَه.

  وفي التهذيب: من النوادِر: يقال: جِرْدَاحٌ وجِرْداحَةٌ من الأَرض، بكسرهما. ونصّ عبارة النّوادِر: جرْدَاحٌ من الأَرض وجَرَدِحَةٌ⁣(⁣٤): وهي إِكامُ الأَرضِ.

  ومنه، غُلامٌ مُجَرْدَحُ الرَّأَس، تشبيهاً بالأَكَمِة.

  [جزح]: جَزَحَ الرَّجلُ كمنَعَ: مَضَى لحاجَتِه ولم يَنْتظِرْ.

  وجَزَحَ له: أَعْطَى عَطاءً جَزِيلاً. أَو جَزَحَ: أَعطَى ولم يُشاوِرْ أَحَداً، كالرَّجل يكون له شَريكٌ فيَغيبُ عنه فيُعطِي من مالِه ولا يَنتظِره.

  وجَزَحَتِ الظِّباءُ: دَخَلتْ كِنَاسَها، أَي مَأْواها. وجَزَحَ الشَّجَرَ: ضَرَبَه ليَحُتَّ وَرَقَه.

  وجَزَحَ له من مَاله جَزْحَةً، بالفتح، وجَزْحاً: قَطَعَ له قِطْعةً. وأَنشد أَبو عَمرٍو لتَميمِ بن مُقْبِل:

  وإِنِّي إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه

  لَمُخْتَبِطٌ من تَالِدِ المالِ جازِحُ⁣(⁣٥)

  هكذا أَوردَه الأَزهريّ وابنُ سيده وغيرُهما، أَي أَقْطع له من مالِي قِطْعةً. ويقال: جزَحَ من مالِه جَزْحاً: أَعطاه شيئاً.

  والجَزَحُ: العَطِيَّةُ.

  واسم الفاعل جازِحٌ. أَنشد أَبو عُبيدةَ لعَدِيّ بن صُبْحٍ يَمْدحُ بكَّاراً:

  يَنْمِي بك الشَّرَفُ الرَّفيعُ وَتَتَّقِي

  عَيْبَ المَذَمَّةِ بالعَطاءِ الجَازِحِ

  ويقال: غُلامٌ جَزِحٌ كجَبَلٍ وكَتِفٍ: إِذا نَظَرَ وتَكايَسَ، أَي صارَ كَيِّساً.

  * ومما يستدرك عليه:

  جِزِحْ، بكسرتين: زَجْرٌ للعَنْزِ المُتصعِّبَة عند الحَلْبِ، معناه: قِرِّي؛ قاله ابن منظور.

  [جطح]: جِطِحْ، بكسرتين مبنّيةً على السُّكون، أَي قِرِّي، تقوله العَرب للغَنم. وفي التّهذيب: يُقال للعَنْز إِذا اسْتَصْعَبَتْ على حَالبِها. وفي نُسخة: اسْتَعْصَتْ، فتَقِرُّ، بلا اشتقاقِ فِعْلٍ، أَو يُقال للسَّخْلَةِ ولا يقال للعَنْز.

  قال كُراع: جِطِّحْ، بشَدّ الطّاءِ وسكون الحاءِ بعدها، زَجْرٌ للجَدْيِ والحَمَل.

  وقال بعضُهم: جِدِحْ، فكأَن الدّال دَخلَتْ على الطّاءِ، أَو الطّاءَ على الدّالِ؛ وقد تقدّم ذكر جدح.


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: بالموعظة بدل على الموعظة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله خاتم مرح الخ كذا بالنسخ وهذا إِنما ذكره صاحب الأساس في مادة ج ر ج ولعل النسخة التي وقعت لم تميز بين المادتين بترجمة فوهم لذلك الشارح».

(٣) في اللسان: «وقول النبي ».

(٤) في التهذيب والتكملة: «جرداح من الأرض وجرداحة» وفي اللسان عن الأزهري: جرداح من الأرض وجرادحة.

(٥) في الصحاح:

وإِني له من تالد المال جازح

وصوّب ابن بري ما أورد في الأصل.