[قنع]:
  يا أُمَّ أَيْمَنَ»، ووَجَدْتُ في الهَامِشِ ما نَصُّه: الّذِي في الحَدِيثِ: «خَضِّلِي قَنازِعَك» ولا شَكَّ أَنَّ الناسِخَ صَحَّفَه، وقَوْلُه عَلَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ هذَا كانَ لِامُّ سُلَيْمٍ، ولَمْ يَكُنْ لِامُّ أَيْمَنَ، انْتَهَى. قُلتُ: الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ صَحْيحٌ، رُوِيَ مُرْسَلاً مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ، وأَمّا ما أَشَارَ إِلَيْهِ من حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْم فهو صَحِيحٌ أَيْضاً، ونَصُّه: «خَضِّلِي قَنَازِعَكِ» أَمَرَهَا بإِزالَةِ الشَّعَثِ وتَطايُرِ الشَّعَرِ، والتَّنْدِيَةِ بالماءِ أَوْ بالدُّهْنِ.
  وِالقُنْزُعَةُ: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ تُتْرَكُ عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ، وهيَ كالذَّوائِبِ في نَوَاحِي الرَّأْس، أَوْ هِيَ ما ارْتَفَعَ وطَالَ من الشَّعَرِ*، قالَهُ ابنُ فارِس، وبه فُسِّرَ حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ، وقَدْ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَهَلَّ بعُمْرَةٍ، وقَدْ لَبَّدَ، وهُوَ يُريدُ الحَجَّ، فقَالَ: «خُذْ مِنْ قَنَازِعِ رَأْسِكَ» أَي: ممّا ارْتَفَعَ مِنْ شَعَرِكَ وطالَ.
  وِمِنَ المَجَازِ: القُنْزُعَةُ: القِطْعَةُ المَعِرَةُ مِنَ الكَلإِ جَمْعُه: القَنَازِعُ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
  وِقالَ أَيضاً: القُنْزُعة: بَقِيَّةُ الرِّيشِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ القَطَا:
  يَنُؤْنَ ولَمْ يُكْسَيْنَ إِلّا قَنَازِعاً ... مِنَ الرِّيشِ تَنْوَاءَ الفِصَالِ الهَزائِلِ
  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القُنْزُعَةُ: العَجْبُ.
  وِأَيْضاً: عِفْرِيَةُ الدِّيكِ وعُرْفُه، وكذلِكَ قُنْزُعَةُ القُبَّرَةِ.
  وِقالَ اللَّيْثُ: القُنْزُعَةُ مِنَ الحِجَارَةِ: ما هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الجَوْزَةِ.
  قال: والقُنْزُعَةُ: هي الّتِي تَتَّخِذُهَا المَرْآةُ على رَأَسِها.
  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القَنَازِعُ: الدَّواهِي.
  وِقالَ ابنُ فارِسٍ: القَنَازِعُ. مِنَ النَّصِيِّ، والأَسْنَامِ: بَقَاياهُمَا تُشَبَّهُ بقَنازِعِ الشَّعَرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
  سَبَارِيتَ إِلّا أَنْ يَرَى مُتَأَمِّلٌ ... قَنَازِعَ أَسْنَامٍ بِهَا(١) وثَغَامِ
  قالَ ابنُ فارِسٍ: وأَمّا نَهْيُ النَّبِيِّ ÷ عَنِ القَنَازِعِ، كما وَرَدَ في حَدِيثٍ فَهِي أَنْ يُؤْخَذَ الشَّعَرُ ويُتْرَكَ مِنْه مَواضِعُ مُتَفَرِّقَةٌ لا تُؤْخَذُ، وهُوَ كنَهْيِه عَنِ القَزَعِ الّذِي تَقَدَّمَ.
  وِقُنْزُعٌ، كقُنْفُذٍ: جَبَلٌ ذُو شَعَفاتٍ، كأَنَّهَا قَنَازِعُ الرَّأْسِ، بَيْنَ مَكَّةَ حَرَسَها الله تَعَالَى وبَيْنَ السِّرَّيْنِ.
  وِيُقَالُ، إِذا اقْتَتَلَ الدِّيكانِ فهَرَبَ أَحَدُهُمَا: قَنْزَعَ الدِّيكُ، قالَ أَبو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِيِّ: هو قَوْلُ العامَّةِ، ولا يُقَال: قَنْزَعَ، وإِنَّمَا يُقَال: قَوْزَعَ الدِّيكُ: إِذا غُلِبَ، وقال البُشْتِيُّ: قال ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْزَعَ الدِّيكُ، ولا يُقَالُ: قَنْزَعَ، قالَ البُشْتِيُّ: يَعْنِي تَنْفِيشَه بُرَائِلَهُ، وهِيَ قَنَازِعُه، قال الأَزْهَرِيُّ: وقد غَلِطَ في تَفْسِيرِ قَوْزَعَ بمَعْنَى تَنْفِيشِه قَنَازِعَه، ولَوْ كَانَ كَمَا قالَ لَجَازَ قَنْزَعَ، وهذا حرْفٌ لَهِجَ به العَوامُّ(٢) من أَهْلِ العِرَاقِ، تَقُول: قَنْزَعَ الدِّيكُ: إِذا هَرَبَ من الدِّيكِ الّذِي يُقاتِلُه، فوَضَعَهُ أَبُو حاتِمٍ في بابِ المُزالِ(٣) والمُفْسَدِ، وقَالَ: صَوَابُه قَوْزَعَ، ووضَعَهُ ابنُ السِّكِّيتِ في بابِ «ما يَلْحَنُ فيه العامَّةُ» قالَ الأَزْهَرِيُّ: وظَنّ البُشْتِيُّ بحَدْسِه وقِلَّةِ مَعْرِفَتِه: أَنَّهُ مَأْخُوذٌ من القُنْزُعَةِ، فأَخْطَأَ ظَنُّه.
  قُلْتُ: فإِذَنْ كانَ يَنْبَغِي للمُصَنِّفِ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى ذلِكَ؛ لِانَّهَا لُغَةٌ عامِّيَّةٌ، وتَرَكَ ذِكْرَ قَوْزَعَ في «ق ز ع» ففيه نَظَرٌ أَيْضاً.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  القُنْزُعَةُ، بالضمِّ: المَرْأَةُ، وفي التَّهْذِيبِ: القُنْزُعَةُ(٤): المَرْأَةُ القَصِيرَةُ جِدًّا.
  وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: القَنازِعُ: القَبِيحُ مِنَ الكَلامِ كالقَنَاذِعَ، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
  فلَمْ اجْتَعِلْ فِيما أَتَيْتُ مَلامَةً ... أَتَيْتُ الجَمَالَ واجْتَنَبْتُ القَنَازِعَا
  وِالقَنَازِعُ: صِغارُ النّاسِ.
  [قنع]: القُنُوعُ، بالضمِّ: السُّؤالُ، وقيلَ: التَّذَلُّلُ في المَسْأَلَةِ، كذا في الصِّحاحِ، ثُمّ قالَ: وقالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ: إِنَّ القُنُوعَ قَدْ يَكُونُ بمَعْنَى الرِّضا* أَي: بالقِسْمِ واليَسِيرِ من العَطَاءِ، فهو ضِدٌّ قالَ ابنُ بَرِّي: المُرَادُ ببَعْضِ
(*) عبارة القاموس: ما ارتفع من الشعر وطال.
(١) الأصل والديوان وفي التهذيب: «له».
(٢) في اللسان «قزع»: بعض عوام أهل العراق.
(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل واللسان «المذال».
(٤) في التهذيب: «المقنزعة» والأصل كاللسان.
(*) بالقاموس: «الرِّضى» بدل: «الرِّضا».