تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خبت]:

صفحة 42 - الجزء 3

  يَكادُ من هَيْبَتِنا يَمُوتُ⁣(⁣١)

  وفي الحديث: قال أَنس: «جئتُ إِلى النَّبِيّ، ÷، وعَليْه خمِيصَةٌ⁣(⁣٢) حُوتِيَّةٌ⁣(⁣٣)، قال ابنُ الأَثير: هكذا جاءَ في بعض نُسخِ مُسْلِم، قال: والمحفوظُ جَوْنِيَّة، أَي: سوداء، قال: وأَمّا بالحاءِ، فلا أَعرِفُها، وطالما بحثتُ عنها، فلم أَقِفْ لها على مَعْنىً، وجاءَت في روايةٍ: حَوْتَكِيَّة، منسوبة إِلى الحَوْتكِيّ، وهو الرَّجُلُ القصيرُ الخَطْوِ،⁣(⁣٤) إِلى رجل اسمه حَوْتك.

  وفي الأَساس: الحَيُّوتُ، كتنُّور، وهو ذكرُ الحَيّات. وهو حُوِتيُّ الالْتِقامِ.

  وكَفْرُ الحَوَتَة، محرّكة، من قُرَى مِصْرَ.

فصل الخاءِ المعجمة

  [خاست]، [خاشت]: * خاسْت، بالسّين المهملة، وأَعْجَمَهَا عبدُ الغنِيّ بنُ سعيد: بلْدةٌ صغيرةٌ عندَ أَنْدَرابَ، ببَلْخَ، منها، أَبو صالحٍ الحَكمُ بنُ المُبَارَك، مولى باهِلةَ، عن مالِكٍ، وعنه عبدُ الله ابنُ عبد الرَّحمن السَّمَرْقَنْدِيّ، وأَهلُ بلَدِه، مات سنة ٢١٣⁣(⁣٥)، وهي غير خَسْت الآتية. وقيل: هما واحدٌ، فليُنْظَرْ.

  [خبت]: الخَبْتُ: المُتَّسِعُ من بُطُونِ الأَرْضِ، عربيَّة مَحْضَة. ج: أَخْبَاتٌ، وخُبوتٌ. وقال ابن الأَعْرَابيّ: الخَبْتُ: ما اطْمَأَنّ من الأَرْضِ واتَّسعَ، وقيل: الخَبْتُ: ما اطمأَنّ⁣(⁣٦) من الأَرْضِ وغَمُضَ [فإِذا خَرجتَ منه، أَفضَيتَ إِلى سَعَةٍ]⁣(⁣٧)، وقيل: الخَبْتُ: سَهْلٌ في الحَرَّة⁣(⁣٨). وقيل هو الوادي العميقُ الوَطِئُ. ممدود، يُنْبِتُ ضُرُوبَ العِضَاه. وقيل الخَبْتُ: الخَفِيُّ المُطْمَئنُّ⁣(⁣٩) من الأَرْض، فيه رمْلٌ.

  وأَخْبَتوا: صارُوا في الخَبْت. والخَبْت: ع بالشّامِ. والخَبْتُ: ة بِزَبِيذ، مشهورة في البَرّ.

  والخَبْتُ: ماءَةٌ لِكُلَيْبٍ⁣(⁣١٠) كذا في نسختنا، والّذي في الصَّحاح: ماءٌ لكَلْبٍ، ومثلُه في غير ما نُسَخ ثم إِنَّ هذَا الّذي قاله من أَنه ماءٌ لكَلْب قَيّده غيرُ واحدٍ من أَصحاب الأَخبار والأَماكن أَنَّه بالشّام، لأَنّ بني كَلْبٍ به، فهما واحد.

  ومن المجاز: أَخْبَتَ الرّجلُ للهِ: إِذا خَشَعَ وتَوَاضَعَ، {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ}⁣(⁣١١): اطْمَأَنُّوا إِليه. وهو يُصلِّي بخُشُوعٍ وإِخْباتٍ، وخُضوعٍ وإِنْصات. وقلبُه مُخْبِتٌ.

  وفي اللسان: وخَبَتَ ذِكْرُه: إِذا خَفِيَ، ومنه المُخْبِتُ من النّاس. ورُوِيَ عن مُجَاهد في قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}⁣(⁣١٢)، قال: المُطْمَئِنِّينَ.

  وقيلَ: هم المتواضِعُون. وكذلك في قوله تعالَى: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ}، أَي: تَواضَعُوا، وقيل:⁣(⁣١٣) تَخَشَّعُوا لربِّهم. قال: والعربُ تَجعَلُ «إِلى» في موضع الَّلام. وفيه خَبْتَةٌ: أَي تَواضُعٌ. وفي حديث الدُّعَاءِ: «واجْعَلْنِي لَكَ مُخْبِتاً»، أَي: خاشعاً مُطيعاً.

  وأَصلُ ذلك كلِّه من الخَبْت: المُطْمَئنّ من الأَرض. والخَبِيتُ، كأَمير: الشَّيْءُ الرَّدِيءُ الحَقِيرُ، نقله اللَّيْث؛ وأَنشد للسَّمْأَل اليَهُودِيّ:

  يَنْفعُ الطَّيِّبُ القلِيلُ من الرِّزْ ... قِ ولا يَنْفعُ الكثِيرُ الخَبِيتُ⁣(⁣١٤)

  وسأَل الخليلُ الأَصمعيَّ عن الخَبِيت، في هذا البَيت، فقال له: أَراد الخَبِيث، وهي لغة خَيْبَرَ. فقال له الخليلُ: لو كان ذلك لغتَهم، لقال الكَتِيرُ، وإِنّما كان ينبغي لك أَن تقول: إِنّهم يَقلبون الثّاءَ تاءً في بعض الحروف. وقال أَبو


(١) التهذيب واللسان باختلاف بعض الألفاظ. (٨) وهو قول أبي عمرو. قاله في التهذيب.

(٢) عن النهاية، وبالأصل: خميص. (٩) وهو قول العدوي كما في التهذيب.

(٣) في النهاية: حويتية. (١٠) في إحدى نسخ القاموس: ماءة لكلب.

(٤) في النهاية واللسان: «أو هي منسوبة». (١١) سورة هود الآية ٢٣.

(٥) في المطبوعة الكويتية: «سنة ٣١٣» تصحيف. (١٢) سورة الحج الآية ٣٤.

(٦) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب «تطامن». (١٣) وهو قول الفراء كما في التهذيب واللسان.

(٧) زيادة عن التهذيب. وهو قول شمر. (١٤) كذا بالأصل والتكملة، وفي اللسان نسبه لليهودي الخيبري ونسبه الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية ٨٥ من سورة النساء إلى السموأل.