تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غبن]:

صفحة 414 - الجزء 18

  وعينونٌ: نَبْتٌ مَغْربيٌّ يكونُ بالأَنْدَلُس يسهلُ الأَخْلاطَ إذا طُبخَ بالتِّين.

  وعينُ الدِّيك: نباتٌ يُقَارِبُ شَجَرُه شَجَرَ الفلفلِ يكثرُ بجبالِ الدّكْنِ، وأَهْلُ الهنْدِ تصطنعُه لنفْسِها.

  وعينُ الهُدْهُدِ آذان الفأر لنباتٍ.

  وعينُ الهرِّ: حَجَرٌ مَشْهورٌ لا نَفْعَ فيه.

  وعينُ ران: الزعرور.

  والأَعْيَنُ⁣(⁣١): لَقَبُ أَبي بكْرِ بنِ أَبي عتاب بنِ الحَسَنِ ابنِ طريف البَغْدادِيّ المحدِّثِ، تُوفي سَنَة ٢٤٠، ¦.

  وأَبو عليٍّ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ⁣(⁣٢) الطَّالقانيُّ الأَعْينيُّ الشافِعِيُّ المحدِّثُ تُوفي بكرْمان سَنَة نَيِّف وثَلاثِيْن وخَمْسُمائةٍ، ¦

فصل الغين مع النون

  [غبن]: غَبِنَ الشَّيءَ وغَبِنَ فيه، كفَرِحَ، غَبْناً، بالفتْحِ، وغَبَناً، بالتَّحْريكِ: نَسِيَهُ أَو أَغْفَلَهُ وجَهلَهُ.

  أَو غَبِنَ كذا من حقِّه عنْدَ فلانٍ: غَلِط فيه.

  وقالوا: غَبِنَ رَأْيَهُ، بالنَّصْبِ، غَبَانَةً وغَبَناً، محركةً: ضَعُفَ؛ نَصَبُوه على مَعْنى فَعَّلَ، وإن لم يُلْفَظ به، أَو على مَعْنى غَبِنَ في رأْيِه، أَو على التَّمْييزِ النادِرِ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: قوْلُهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كانَ في الأَصْلِ سَفِهَتْ نَفْسُ زيْدٍ ورَشِدَ أَمْرُه، فلمَّا حُوِّلَ الفعْلُ إلى الرَّجُلِ انْتَصَبَ ما بعْدَه بوقُوعِ الفعْلِ عليه، لأنَّه صارَ في معْنَى سَفَّهَ نَفْسَه، بالتَّشْديدِ؛ هذا قَوْلُ البَصْرِيِّين والكِسائي، ويَجوزُ عنْدَهم تقْدِيمُ هذا المَنْصوب كما يَجوزُ غلامَه ضَرَبَ زَيْدٌ. وقالَ الفرَّاءُ: لمَّا حُوِّل الفعْلُ مِن النَّفْسِ إلى صاحِبِها خَرَجَ ما بعْدَه مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أنَّ السَّفَه فيه، وكان حكْمُه أنْ يكونَ سَفِهَ زيدٌ نَفْساً لأنَّ المُفَسِّر لا يكونُ إلَّا نكِرَةً، ولكنَّه تركَ على إضافَتِه ونصبَ كنَصْبِ النّكِرَةِ تَشْبيهاً بها، ولا يجوزُ عنْدَه تقْدِيمه لأنَّ المُفْسِّرَ لا يَتَقَدَّمُ، ومنه قوْلُهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً وطِبْتُ به نَفْساً، والمعْنَى ضاقَ ذَرْعِي به وطابَتْ نفْسِي به؛ فهو غَبِينٌ ومَغْبُونٌ في الرَّأْي والعَقْلِ والدِّيْنِ.

  وغَبَنَهُ في البَيْعِ يَغْبِنُهُ غَبْناً، بالفتْحِ ويُحَرَّكُ؛ أَو الغَبْنُ بالتَّسْكينِ في البَيْعِ وهو الأَكْثَر، وبالتَّحْريكِ في الرَّأْي: إذا خَدَعَهَ ووَكَسَه.

  وقيلَ؛ غَبِنَ في البَيْعِ غَبْناً: إذا غَفَلَ عنه بيعاً كانَ أَو شِرَاءً.

  وقد غُبِنَ الرَّجُل، كعُنِيَ، فهو مَغْبُونٌ؛ والاسْمُ الغَبِينَةُ، كالشَّتِيمَةِ مِن الشَّتْم.

  والتَّغابُنُ: أن يَغْبِنَ بَعْضُهم بَعْضاً.

  ويَوْمُهُ {يَوْمُ التَّغابُنِ}: وهو يَوْمُ البَعْثِ؛ قيلَ: سُمِّي به لأنَّ أَهْلَ الجنَّةِ تَغْبِنُ فيه أَهْلَ النَّارِ بما يَصيرُ إليه أَهْلُ الجنَّةِ مِنَ النَّعِيمِ، ويَلْقَى فيه أَهْلُ النارِ مِنَ العَذابِ، ويَغْبِنُ مَنِ ارْتَفَعَتْ مَنْزلتُه في الجنَّةِ مَنْ كانَ دُونَ مَنْزلتِه، وضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً للشّراءِ والبَيْعِ كما قالَ تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ}⁣(⁣٣) وسُئِلَ الحَسَنُ عن قوْلِه تعالَى: {ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ}⁣(⁣٤)، فقالَ: غَبَنَ أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، أي اسْتَنْقَصُوا عُقولَهم باخْتِيارِهم الكفْرَ على الإِيمانِ.

  ونَظَرَ الحُسَيْنُ⁣(⁣٥) إلى رجُلٍ غَبَنَ آخَرَ في بَيْعٍ فقالَ: إنَّ هذا يَغْبِنُ عقْلَكَ أي يَنْقُصه.

  والغَبَنُ، مُحرَّكةً: الضَّعْفُ والنِّسْيانُ.

  والمَغْبِنُ، كمَنْزِلٍ: الإِبْطُ والرُّفْغُ، ج مَغابِنُ؛


(١) قال ابن الأثير: هذه الصفة لمن في عينه سعة.

(٢) في اللباب: أحمد.

(٣) الصف، الآية ١٠.

(٤) التغابن، الآية ٩.

(٥) في اللسان: الحسن.