تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خوو]:

صفحة 393 - الجزء 19

  وفي التَّهْذيبِ: هو مِن الكَلامِ أَفْحَشُه.

  وكَلامٌ خَنٍ وكَلِمَةٌ خَنِيَةٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ، وليسَ خَنٍ على الفِعل لأنَّا نَعْلم صخَنِيَت الكَلِمَة، ولكنَّه على النَّسَبِ، كما حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم: رجُلٌ طَعِمٌ ونَهرٌ، ونَظِيرُه كاسٍ إلَّا أنَّه على زِنَةِ فاعِلٍ.

  قالَ سِيبَوَيْه: أَي ذو طَعامٍ وكسْوَةٍ وسَيْرٍ بالنهارِ؛ وأَنْشَدَ:

  لَسْتُ بلَيْليِّ ولكنِّي نَهِرْ

  والخَنايَةُ: فَعَالَةٌ من الخَنَى، وقد ذَكَره القُطامِيُّ فقالَ:

  دَعُوا النَّمْر لا تُثْنُوا عليها خَنايَةً ... فقد أحْسَنَتْ في جُلّ ما بَيَننا النَّمْرُ

  وأَخْنَى الأَسْماء: أَفْحَشها.

  وأَخْنَى به: إذا أَسْلَمه وخَفَر ذمَّتَه.

  وأَخْنَى عليه: أَفْسَدَ.

  [خوو]: والخَوُّ: أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: الخَوُّ الجُوعُ؛ والوَخُّ: الأَلَمُ والقَصْدُ.

  وخَوُّ: كَثِيبٌ بنَجْدٍ؛ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  والخَوُّ: الوادِي الواسِعُ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: كلُّ وادٍ واسِع في جَوِّ سَهْلٍ فهو خَوٌّ.

  وقالَ غيرُهُ: يقالُ وَقَعَ غرسُكَ⁣(⁣١) بخَوِّ، أَي بأَرْضٍ خَوَّار يُتَعَرَّقُ فيه فلا يُخْلِفُ.

  ويَوْمُ خَوِّ لبَني أسَدٍ، م مَعْروفٌ؛ قالَ زهيرٌ:

  لَئِنْ حَلَلْت بخَوِّ في بَني أَسَدٍ ... في دينِ عَمْروٍ وحالَتْ دُونَنا فَدَكُ⁣(⁣٢)

  قالَ أَبو محمدٍ الأَسْود: ومن رَوَاهُ بالجيمِ فقد أَخْطَأَ. وكانَ هذا اليَوْم لهُم على بَني يَرْبوعٍ قَتَل فيه ذُؤابُ بنُ ربيعَةَ عتيبةَ بنَ الحارِثِ.

  وقالَ نَصْر: خَوٌّ وادٍ يفرغُ ماؤُه في ذي العُشَيرةِ لبَني أسَدٍ وأيضاً لبني أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ.

  والخُوَّةُ، بالضَّمِّ: الأَرْضُ الخالِيَةُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الخُوَّةُ: الفَتْرَةُ: ومنه الحدِيثُ: «وأَخَذَ أَبا جَهْلٍ خَوَّةٌ، فلا يَنْطِقُ» ذَكَرَه ابنُ الأثيرِ.

  وخَوَّان: تَثْنِيَّة خَوِّ: غائِطانِ بينَ الدَّهْناء والرَّغام؛ قالَهُ نَصْر؛ وفيه يقولُ القائِلُ:

  وبَيْنَ خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعٌ

  ويقالُ: هُما في دِيارِ بَني تميمٍ؛ وأَنْشَدَ الأصمعيُّ:

  في إثر أظعانٍ عُلَتْ بخَوّيْنْ ... روافعاً نحو خُصُورِ النّعْفَيْنْ

  والخَوَّةُ، بالفتحِ: ماءَةٌ لبَني أَسَدٍ شَرْقي سميراء.

  والخوُّ والخوَّةُ: الأرضُ المُتَطامِنَةُ.

  [خوي]: ي خَوَتِ الدَّارُ خَواءً، بالمدِّ: تَهَدَّمَتْ.

  وفي الصِّحاحِ: أقْوَت، وكذلِكَ إذا سَقَطَتْ.

  وخَوَّتْ، بالتَّشْديدِ، وهذا لم أَره في الأُصُولِ ولعلّه مِن زِيادَةِ النسَّاخ فانْظُرْه، والصَّحيحُ خَوَتْ، وخَوِيَتْ كرَضِيَتْ، خَيّاً، بالفَتْحِ، وخُوِيّاً، كعُتِيِّ، وخَواءً، مَمْدود، وخَوايَةً، كسَحابَةٍ: خَلَتْ مِن أَهْلِها وهي قائِمَةٌ بلا عامِرٍ.

  وقالَ الأَصمعيُّ: خَوَى البيتُ يَخْوي خَواءً إذا ما خَلا مِن أهْلِهِ، انتَهَى؛ وقوْلُ الخَنْساء:

  كان أَبو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى ... ممَّا بَناه الدَّهْرُ دانٍ ظَلِيلْ⁣(⁣٣)


(١) في اللسان: «عرشك».

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٥١ برواية: «... حللت بجوّ بيننا فدك» والمثبت كرواية اللسان.

(٣) ديوانها ط بيروت ص ١١٥ برواية:

إن أبا حسان عرش هوى ... مما بنى الله بكنِّ ظليلْ

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.