تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلعت]:

صفحة 109 - الجزء 3

  ولم يُفَسِّرْه ابنُ الأَثِيرِ بغير قوله: ما تَزْعُمُ العربُ مِنْ وَطْئها الرّجلَ [الكريمَ]⁣(⁣١) المقتولَ غَدْراً.

  وقد أَقْلَتَت المرأَةُ والنَّاقَةُ إِقْلاتاً، فهي مُقْلِتٌ، ومِقْلاتٌ، وفي الحديث. «إِنَّ الحَزَاةَ⁣(⁣٢) يَشْتَرِيها أَكايِسُ النّساءِ للخَافِيةِ والإِقْلاتِ». الخَافِيةُ: الجِنّ.

  ويُقَال: شَاةٌ قَلْتَةٌ، بالفتح: ليْسَتْ بحُلْوَةِ اللَّبَنِ، نقله الصاغانيّ.

  والقَلْتَيْنِ برفع النون وخفضها⁣(⁣٣) كالبَحْرَيْن: ة، باليَمَامَةِ، نقله الصاغانيّ ودَارَةُ القَلْتَيْنِ: ع⁣(⁣٤)، قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ:

  سَمِعْتُ بدَارَةِ القَلْتَيْنِ صَوْتاً ... لِحَنْتَمَةَ، الفُؤادُ بِهِ مَضُوعُ⁣(⁣٥)

  وقُلْتَةُ، بالضَّمّ: ة، بِمِصْر من أَعمال المُنُوفِيّة، وقد دَخَلْتُهَا، والعامَّةُ يحرِّكُونَها.

  وأَقْلَتَهُ اللهُ فقَلِتَ أَي أَهْلَكَهُ، وَأَقْلَتَهُ السَّفَرُ البعيدُ أَو أَقْلَتَهُ، إِذا عَرَّضَهُ للهَلَاكِ، وجعله مُشْرِفاً عليه، قاله الكسائيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  قِلاتُ الصَّمَّانِ، قال أَبو منصور: هي نُقَرٌ في رُؤُوس قِفَافِهَا يَمْلَؤُها ماءُ السماءِ فِي الشتاءِ، قال: وقد وَرَدْتُهَا، وهي مُفْعَمَةٌ، فوجدتُ القَلْتَةَ⁣(⁣٦) منها تَأْخُذُ مِلْءَ مائةِ رَاوِيَةٍ وأَقلَّ وأَكْثَرَ⁣(⁣٧)، وهي حُفَرٌ خَلَقَها الله في الصُّخُورِ الصُّمِّ.

  والقَلْتُ أَيضاً: حُفْرَةٌ يَحفِرُهَا ماءٌ وَاشِلٌ يَقْطُر من سَقْفِ كَهْف على حَجَرٍ لَيِّنٍ⁣(⁣٨) فَيُوَقِّبُ علَى مَمَرِّ⁣(⁣٩) الأَحقاب فيه وَقْبَةً مستديرَةً، وكذلك إِنْ كان في الأَرْضِ الصُّلْبَةِ فهو قَلْتٌ.

  ومن المَجَازِ: غاض قَلْتُ عيْنِها، أَي نُقْرَتُهَا. وطَعَنَهُ في قَلْتِ خاصِرَتهِ، أَي حُقِّ وَرِكِهِ، وعن أَبي زَيْد: القَلْتُ المُطْمَئنُّ من⁣(⁣١٠) الخاصِرَة وضَرَبَه في قَلْتِ رُكْبَتِه [وهي]⁣(⁣١١) عَيْنُها، واجْتَمَع الدَّسَمُ في قَلْتِ الثَّرِيدَة، وهي الوَقْبَة، وهي أُنْقُوعَتُهَا.

  والقَلْتُ: ما بين التَّرْقُوَةِ والعُنُقِ، وقَلْتُ الفَرَسِ: ما بين لَهَوَاتِه إِلى مُحَنَّكِهِ. وَقَلْتُ الكَفّ: ما بين عَصَبَةِ الإِبهامِ والسَّبَّابَة، وهي البُهْرَةُ التي بينهما، وكذلك نُقْرَة التَّرْقُوَةِ وقَلْتُ الإِبْهَامِ: النُّقْرَةُ التي في أَسفلِهَا. وقَلْتُ الصُّدْغِ.

  كذا في لِسَانِ العرب، وبعضُها في الأَساسِ والصّحاح.

  والقَلْتَةُ: مَشَقُّ ما بَيْنَ الشَّارِبَيْنِ بِحِيَالِ الوَتَرَةِ، وهي الخُنْعُبَةُ، والنُّونَةُ، والثُّومَة، والهَزْمَةُ، والوَهْدَةُ.

  [قلعت]: اقْلَعَتَّ الشَّعَرُ اقْلِعْتَاتاً واقْلَعَدَّ كلاهما بمعنى جَعُدَ، وقد أَهْمَلَه الجَمَاعة⁣(⁣١٢) وكذا اقْلَعَطَّ، نقله ابنُ القَطَّاع.

  [قلهت]: قَلْهَتٌ، أَهمله الجوهَرِيّ، وهو هكذا بالتّاءِ المُطَوَّلَة في النسخ، وفي بعضها بالمُدَوَّرَةِ ويُقَال فيه: قَلْهَاتٌ أَيضاً، ذكره ابن دُرَيْد في الرباعيّ، وجعل التاءَ أَصليّة: موضِعان، الصّوابُ موضِعٌ، بل مدينة في أَعالي حَضْرَمَوْتَ، وقد وَرَدَهَا ابنُ بَطُّوطةَ، وذكرَهَا في رِحْلَتِه، وفي اللسان قَلْهَةُ وقِلْهَاتٌ موضع⁣(⁣١٣)، كذا حكاه أَهلُ اللُّغَة في الرّباعيّ، قال ابنُ سِيدَه: وأَراه وَهَماً، ليس في الكلام فِعْلالٌ إِلّا مُضَاعَفاً غيرَ الخِزْعَالِ.

  [قنت]: القُنُوتُ: الطَّاعَةُ، هذا هو الأَصلُ، ومنه قوله تعالى: {وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ}⁣(⁣١٤) كذا في المحكم، والصّحاح.

  قُلْتُ: وهو قَوْلُ الشَّعْبِيِّ، وجابِرٍ، وزَيْدٍ، وعَطَاءِ، وسعِيدِ بنِ جُبَيْر، في تفسير قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ}⁣(⁣١٥).


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الحزاة بوزن حصاة. قال ابن الأثير: نبت بالبادية قال: كأنهم كانوا يرون ذلك من قبل الجن، فإذا تبخرن به نفعهن في ذلك».

(٣) القاموس بكسر النون ضبط قلم.

(٤) في معجم البلدان: ديار نمير من وراء ثهلان.

(٥) عن معجم البلدان واللسان، وبالأصل «مصوغ».

(٦) في التهذيب: القلت منها يأخذ.

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وأكبر.

(٨) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «حجر أير». والأير: الصلب.

(٩) اللسان والتهذيب: مرّ الأحقاب.

(١٠) التهذيب واللسان: في.

(١١) زيادة عن الأساس.

(١٢) في اللسان قلعت: أقلعتّ الشعر، كاقلعدّ: جَعُدَ.

(١٣) في اللسان: قلهت وقلهات: موضعان.

(١٤) سورة الأحزاب الآية ٣٥.

(١٥) سورة البقرة الآية ٢٣٨.