تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أري]:

صفحة 150 - الجزء 19

  وإِذا، بالكسْرِ: ظَرْفٌ لمَا يَأْتِي مِنَ الزَّمان؛ وقد تقدَّمَ في حرفِ الذالِ.

  [أري]: ي الإرَةُ، كعِدَةٍ: النَّارُ نَفْسُها. يقالُ: إئْتِنا بإِرَة؛ أَي بنَارٍ؛ نَقَلَهُ شَمِرٌ.

  أَو مَوْضِعُها؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هي حفْرَةٌ تُوقَدُ فيها النَّارُ.

  وقيلَ: هي الحفْرَةُ التي حَوْلها الأَثافيُّ. يقال وَأَرْتُ إِرَةً؛ ومنه الحدِيثُ: «ذُبِحَتْ لرَسُولِ الله ، شاةٌ ثم صُنِعَتْ في الإِرَةِ» وقيلَ: الإرَةُ هي الحفْرَةُ تكونُ وسطَ النارِ يكونُ فيها مُعْظَم الجَمْرِ.

  أَو إرَةُ النَّارِ: اسْتِعارُها وشِدَّتُها؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.

  والإرَةُ: القَديدُ؛ ومنه حدِيثُ بلالٍ: قالَ لنا رَسُولُ اللهِ : «أَمَعَكُم شيءٌ من الإِرَةِ».

  والإِرَةُ: المُعْتَقَرُ⁣(⁣١)، أي مَوْضِعُ العُقْرِ.

  والمُعالَجُ، أَي مَوْضِعُ العلاجِ.

  والإرَةُ: لَحْمٌ يُغْلَى بخَلِّ إغْلاءً فَيُحْمَلُ في السَّفَرِ؛ وبه فُسِّرَ حدِيثُ بلالٍ أَيْضاً.

  وقيلَ: هو اللَّحْمُ المَطْبوخُ في الكرشِ؛ وبه فُسِّر حدِيثُ بريدَةَ: أنَّه أَهْدى لرَسُولِ اللهِ ، إِرَةً؛ وأَصْلُه إِرْيٌ كعِلْم، والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ، ج إِرُونَ، كعِزَوْن؛ كما في الصِّحاحِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: شاهدُهُ لكَعْبٍ أَو لزُهَيْر:

  يُثِرْنَ التُّرابَ على وَجْهِه ... كلَوْنِ الدَّواجِن فَوْقَ الإِرِينا⁣(⁣٢)

  قالَ: وقد يُجْمَعُ الإرَةُ إِرَات؛ قالَ: والإرَةُ عنْدَ الجَوْهرِيِّ مَحْذوفةُ اللَّامِ بدَلِيلِ جَمْعِها على إرِينَ، وكَوْنِ الفِعْلِ مَحْذُوف اللَّامِ. قالَ: وقد تأْتِي الإرَةُ مثْلُ عِدَةٍ مَحْذوفَة الواوِ، تقولُ: وَأَرْتُ إرَةً. قُلْتُ: وجوَّز السَّهيليُّ في الرَّوْضِ: أَنْ يكونَ وَزْنُها علة مِن الاوار، أَوفعة مِن تأرى بالمَكانِ، وصحَّح الثاني مِن وُجُوه على بحثٍ في بعضِها.

  وأَرَتِ القِدْرُ تَأْرِي أرْياً: إذا احْتَرَقَتْ ولَزِقَ بأَسْفَلِها شيءٌ شِبْه الجُلْبةِ السَّوْداءِ من الاحْتِراقِ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: مِثْلُ شاطَتْ.

  وفي المُحْكَم: وذلِكَ إذا لم تشط⁣(⁣٣) ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماءٌ.

  كأَرِيَتْ؛ وهذه عن الفرَّاء.

  وأَرَتِ الدَّابَّةُ مَرْبَطها ومَعْلَفَها أَرْياً: لَزِمَتْه.

  وأَرَتِ الرِّيحُ الماءَ أَرْياً: صَبَّتْه شيئاً بَعْد شيءٍ.

  وأَرَتِ النَّخْلُ تَأْرِي أَرْياً: عَمِلَتِ العَسَلَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي ذُؤَيْب:

  جَوارِسُها تَأْرِي الشُّعُوفَ⁣(⁣٤)

  تَأْرِي تعَسَّل، قالَ: هكذا رَواهُ عليُّ بنُ حمزَةَ، ورَوَى غيرُهُ تَأْوي.

  كَتأَرَّتْ وأُتَرَتْ، قالَ الطِّرمَّاحُ في صِفَةِ دَبْر العَسَلِ:

  إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ بَنَتْ به ... شَريجَيْنِ ممَّا تَأْتَرِي وتُتيِعُ⁣(⁣٥)

  شَريجَيْنِ: ضَرْبَيْن، يَعْنِي من الشَّهْدِ والعَسَلِ، وتَأْتَرِي: تُعَسِّلُ، وتُتيعُ: أَي تقِيءُ العَسَلَ.

  والْتِزاقُ الأَرْي بالعُسَّالةِ: ائْتِرَاؤُه.

  وأَرَى صَدْرُهُ عليَّ اغْتَاظَ، كأَرِيَ؛ كما في المُحْكَم.

  وفي الصِّحاحِ: أَرِيَ صَدْرُهُ، بالكسْرِ، أَي وَغِرَ؛ وهو مجازٌ.


(١) على هامش القاموس عن نسخة: والمُغْتَفِرُ.

(٢) اللسان.

(٣) في اللسان: لم يُسَطْ.

(٤) جزء من بيت أبي ذؤيب، شرح أشعار الهذليين ١/ ٤٩ وتمامه:

جوارسها تأري الشعوف دوائباً ... وتنصبّ ألهاباً مصيفاً كرابها

(٥) اللسان والتهذيب والتكملة برواية «إذا ما تأوت» وجزء من عجزه في المقاييس ١/ ٨٨.