تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مسع]:

صفحة 455 - الجزء 11

  وِالْمُزْعَةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ: القِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، أَو النَّفَقَةُ مِنْه، يُقَال: ما عَلَيْهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ، وحُزَّةُ لَحْمٍ، بمَعْنَى، وفي الحَدِيثِ: «لا تَزَالُ المَسْأَلَةُ بالعَبْدِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وما فِي وَجْهِه مِزْعَةُ لَحْمٍ»، أَي قِطْعَةٌ يَسِيرَةٌ مِنْه، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: ما ذُقْتُ مُزَعَةَ لَحْمٍ، ولا حِذْفَةً⁣(⁣١)، ولا حِذْيَةً، ولا لَحْبَةً، ولا حِرْباءَةً، ولا يَرْبُوعَةً، ولا مِلاكاً، ولا مَلُوكاً، بمَعْنًى واحِدٍ.

  وِمِنْ ذلِكَ: الِمُزْعَةُ: اللّحْمَةُ يُضَرَّى بِهَا البَازِي، وهِيَ: القِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ.

  وِالمُزْعَةُ أَيْضاً: الجُرْعَةُ مِنَ الماءِ، يُقَال: ما فِي الإِناءِ مُزْعَةٌ مِنَ الماءِ، أَي: جُرْعَةٌ، الضّمُّ فِيها وفِي القِطْعَةِ مِن اللَّحْمِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، والكَسْرُ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِالمُزْعَةُ: بَقِيَّةٌ مِنَ الدَّسْمِ، أَو القِطْعَةُ من الشَّحْمِ.

  وِالمِزْعَةُ بالكَسْرِ: البَتْكَةُ من الرِّيشِ والقُطْنِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: مِثْلُ المِزْقَةِ⁣(⁣٢) مِنَ الخِرَقِ، قالَ: ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ يَصِفُ ظَلِيماً:

  مِزَعٌ يُطَيِّرُه أَزَفُّ خَذُومُ

  أَي: سَرِيعٌ.

  وِالتَّمْزِيعُ: التَّفْرِيقُ، يُقَال: مَزَّعَ اللَّحْمَ تَمْزِيعاً، فَتَمَزَّعَ، أَي⁣(⁣٣): فَرَّقَه فتَفَرَّقَ، ومِنْهُ قَوْلُ خُبَيْبٍ ¥:

  وِذلِكَ في ذاتِ الإِلهِ، وإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

  وِمِنَ المَجَازِ: هُوَ يَتَمَزَّعُ غَيْظاً، أَيْ: يَتَقَطَّعُ قالَ الجَوْهَرِيُّ: وفِي الحَدِيثِ⁣(⁣٤): «أَنَّهُ غَضِبَ غَضَباً شدِيداً حَتّى تَخَيَّلَ إِلَيَّ أَنَّ أَنْفَه يَتَمَزَّعُ» قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْسَ يَتَمَزَّعُ بشَيْءٍ، ولكِنِّي أَحْسَبُه يَتَرَمَّعُ، وهُوَ أَنْ تَرَاهُ كأَنَّهُ يُرْعَدُ مِنَ الغَضَبِ، ولم يُنْكِرْ أَبُو عُبَيْدٍ أَنْ يَكُونَ التَّمَزُّعُ بمَعْنَى التَّقَطُّعِ، وإِنَّمَا اسْتَبْعَدَ المَعْنَى. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: تَمَزَّعُوهُ بَيْنَهُم، أَي: اقْتَسَمُوهُ ومِنْهُ حَدِيثُ جابِرٍ: «فَقَالَ لَهُمْ: تَمَزَّعُوه» أَي: تَقاسَمُوا به، وفَرِّقُوه بَيْنَكُمْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  فَرَسٌ مِمْزَعٌ، كمِنْبَرٍ: سَرِيعٌ، قالَ طُفَيْلٌ: -

  وِكُلِّ طَمُوح الطَّرْفِ شَقّاءَ شَطْبَةٍ ... مُقَرَّبَةٍ كَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ

  وِالمَزْعِيُّ: السَّيّارُ باللَّيْلِ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

  [مسع]: المِسْعُ، بالكَسْرِ: اسْمُ رِيحِ الشَّمَال، وكذلِكَ النِّسْعُ، نَقَلَه الجوهري عَن الأَصْمَعِيِّ، وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ:

  قَدْ حالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لَهَا بعِضاهِ الأَرْضِ تهْزِيزُ⁣(⁣٥)

  وهكَذا أَنْشَدَهُ الصّاغانِيُّ لَهُ أَيْضاً، ومِثْلُه في الدِّيوانِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ لا للمُتَنخِّلِ، قُلْتُ: وهُو قوْلُ أَبِي نَصْرٍ، والصَّوابُ الأَوَّلُ.

  وِالمَسْعِيُّ، بالفَتْحِ: الرَّجُلُ الكثِيرُ السَّيْرِ، القَوِيُّ عَلَيْهِ نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ فِي هذا التَّرْكِيبِ.

  [مشع]: مَشَعَ، كمَنَعَ: خَلَسَ، ومِنْهُ: ذِئْبٌ مَشُوعٌ، كصَبُورٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَي: خَلَّاسٌ.

  وِقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: مَشَعَ: سارَ سَيْراً سَهْلاً.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٦): مَشَعَ القُطْنَ وغيْرَه مَشْعاً: إِذا نَفَشَهُ بِيَدِه، مِثْلُ مَزَعَه، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، جاءَ بِها الخَلِيلُ.

  قال: والقِطْعَةُ مِنْهُ مِشْعَةٌ، بالكَسْرِ، ومَشِيعَةٌ، كسَفِينَةٍ.

  وِمَشَعَ القِثّاءَ: مَضَغَهُ، قالَ اللَّيْثُ: المَشْعُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكْلِ، كأَكْلِكَ القِثّاءَ، وقِيلَ: المَشْعُ: أَكْلُ القِثّاءِ وغَيْرِه مِمّا لَهُ جَرْسٌ عِنْدَ الأَكْلِ.

  وِمَشَعَ الغَنَمَ: حَلَبَها نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.


(١) عن التهذيب وبالأصل «حذبة».

(٢) عن الصحاح وبالأصل «الخرقة».

(٣) في التهذيب واللسان: أي قطّعه.

(٤) الأصل واللسان، وفي النهاية: وفي حديث معاذ.

(٥) اللسان، ونسبه ابن بري لأبي ذؤيب، والبيت في ديوان الهذليين ٢/ ١٦ في شعر المتنخل برواية «دون دريسيه ... نسع لها» بالنون، وفي شرحه: قال: وسنع ومسع اسم من أسماء الشمال.

(٦) الجمهرة ٣/ ٦١.