تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وهه]:

صفحة 119 - الجزء 19

  يا لَيْتَ عَيْناها لنا وَفَاها ... بثمنٍ نُرْضِي به أَبَاها⁣(⁣١)

  انْتَهَى.

  وقالَ ابنُ جنِّي: إذا نَوَّنْتَ فكأنَّك قلْتَ اسْتِطابَةً، وإذا لم تُنَوِّنْ فكأنَّك قلْتَ الاسْتِطابَةَ، فصارَ التَّنْوينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ، وتركُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ.

  وواهاً أَيْضاً: كَلِمةُ تَلَهُّفٍ وتَلَوُّذٍ؛ وقد لا يُنَوَّنُ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: وتقولُ في التَّفْجِيعِ: واهاً ووَاهَ.

  [وهه]: وَهْوَهَ الكَلْبُ في صَوْتِه وَهْوَهَةً: جَزِعَ فَرَدَّدَهُ؛ وكَذلِكَ الرَّجُلُ.

  ووَهْوَهَ العَيْرُ: صَوَّتَ حَوْلَ أُتُنِه شَفَقَةً؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لرُؤْبَة يصِفُ حِماراً:

  مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ وَهْواهُ الشَّفَقْ⁣(⁣٢)

  قالَ أَبو بكْرٍ النَّحويُّ: أَي يُوَهْوِهْ مِنَ الشَّفَقَةِ يداركُ⁣(⁣٣) النَّفَسَ كأَنَّ به بُهْراً.

  ووَهْوَهَتِ المرْأَةُ: صاحَتْ في الحُزْنِ.

  وفَرَسٌ وَهْوَاهٌ⁣(⁣٤) ووَهْوَهٌ: نَشِيطٌ في جَرْيِه حَرِيصٌ عليه، حَديدٌ يكادُ يُفْلِتُ عن كلِّ شيءٍ مِن حِرْصِه ونَزَقِه؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يَصِفُ فَرَساً يصيدُ الوَحشَ:

  وصاحِبي وَهْوَهٌ مُسْتَوْهِلٌ زَعِلٌ ... يَحُولُ دون حِمارِ الوَحْشِ والعَصَرِ⁣(⁣٥)

  والوَهْوَهَةُ في الفَرَسِ: صَوْتٌ في حَلْقِهِ غَلِيظٌ، وهو محمودٌ يكونُ ذلِكَ في آخِرِ صَهِيلِهِ.

  وقالَ أَبو عبيدَةَ: مِن أَصْواتِ الفَرَسِ الوَهْوَهَةُ. وفَرَسٌ مُوَهْوِهٌ: وهو الذي يقطعُ مِن نَفَسِه شِبْهَ النَّهْمِ غَيْر أَنَّ ذلكَ خلقةٌ منه لا يَسْتَعِيْنُ فيه بحَنْجَرَتِهِ؛ قالَ: والنَّهْمُ خُروجُ الصَّوتِ على الإِبْعادِ⁣(⁣٦).

  والمُوَهْوِهَةُ: التي تُرْعَدُ مِن الامْتِلاءِ.

  والوَهُّ: الحُزْنُ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  قالَ: ووَهِّ من هذا وَهِّ، كأُفِّ أُفِّ. ونَصُّه على ما في التكْمِلَةِ: وَهَّ من هذا ووَهِّ، كما تقولُ أُفِّ وأُفِّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَهْوَهَ الأَسَدُ في زَئِيرِهِ، فهو وَهْواهٌ.

  ورجُلٌ وَهْوَهٌ: يُرْعَدُ مِن الامْتِلاءِ.

  ووَهْواهٌ: مَنْخُوبُ الفُؤادِ.

  [ويه]: وَيْه يا فلانُ، وتُكْسَرُ الهاءُ، ووَيْهاً، بالتَّنْوينِ، وهو إغراءٌ وتَحْريضٌ واسْتِحْثاثٌ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ.

  يقالُ: وَيْهاً يا فلانُ، كما يقالُ دُونَكَ يا فلانُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للكُمَيْت:

  وجاءَتْ حوادثُ في مِثْلِها ... يقالُ لمِثْلِيَ وَيْهاً فُلُ!⁣(⁣٧)

  يُريدُ: يا فلانُ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه قَوْلُ حاتِمٍ:

  وَيْهاً! فِدًى لكُمُ أُمِّي وما وَلَدَتْ ... حامُوا على مَجْدِكُم واكْفُوا مَنِ اتَّكَلَا⁣(⁣٨)

  وكُلُّ اسمٍ خُتِمَ به، أَي بوَيْه، كسِيبَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهِ ونَفْطَوَيْهِ، فيه لُغاتٌ مَرَّتْ في «س ي ب».

  قالَ الجوْهرِيُّ: فأَمَّا سِيْبَوَيْه ونحوه مِنَ الأسْماءِ، فهو


(١) اللسان والصحاح وفيها: «يا ليت عينيها» وزاد اللسان شطرين هما:

فاضت دموع العين من جراها ... هي المنى لو أننا نلناها

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٣) عن اللسان وبالأصل: «تدارك».

(٤) في القاموس: وفرسٌ وهوهٌ ووهواهٌ.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب: الإيعاد، بالياء، وبهامشه عن نسخة: الإبعاد كالأصل بالباء الموحدة.

(٧) اللسان والصحاح في «ووه».

(٨) ديوان حاتم الطائي ط بيروت ص ٧٤ برواية: «ويهاً فداؤكم أمي» والمثبت كرواية اللسان.