تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نيح]:

صفحة 243 - الجزء 4

  أَراد النَّوائحَ، قاله الكسائيّ.

  [نيح]: النَّيْحُ، بفتح فسكون: اشتدادُ العَظْمِ بَعْدَ رُطُوبَتهِ من الكَبِيرِ والصَّغِيرِ. وقد نَاحَ يَنِيح، إِذا صَلُبَ واشتَدَّ.

  والنَّيْح: تَمايُلُ الغُصْنِ، كالنَّيَحَانِ، محرَّكَةً وقد ناحَ، إِذا مالَ.

  وعَظْمٌ نَيِّحٌ ككَيِّسٍ: شَدِيدٌ صُلْبٌ. ويقال نَيَّحَ اللهُ عَظْمَه، إِذا شَدَّدَه، يَدْعُو له بِذلك. ويقال أَيضاً: نَيَّحَ الله عَظْمَه، إِذا رَضَّضَه، يدعُو عليه، فهو ضِدّ. والذي في الحديث: «لا نَيَّحَ الله عِظَامَه»، أَي لا صَلَّب منها ولا شَدّ منها.

  وما نَيَّحْتُه بخيرٍ، أَي ما أَعطَيتُه شيئاً.

  والنَّوْحة: القُوَّة، وهي النَّيْحَة أَيضاً.

فصل الواو مع الحاءِ المهملة

  [وتح]: الوَتْحُ، بفتح فسكون المثنّاة الفوقيّة، والوَتَح، بالتحريك، والوَتِح ككَتِف هو: القَلِيلُ التَّافِهُ من الشّيءِ، كالوَتِيحِ، كأَمِير. وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ: قلِيلٌ تافِةٌ. ويقال: وَتَحَ عَطَاءَهُ، كوَعَدَ، وأَوْتحَه ووَتَّحَه تَوْتِيحاً - زادهُ صاحبُ اللسانِ -: أقلّه، فوَتُحَ ككَرُم يَوْتُحُ وَتَاحَةً، بالفتْحِ: ووُتُوحَةً، بالضّم، ووَتْحَةً، بفتْح فسكون، أورده ابن منظور. يقال أَعطَى عَطَاءً وَتحاً.

  وأَوْتَحَ فُلانٌ: قَلَّ مالُه. وأَوْتحَ فُلاناً: جَهَدَه وبَلَغَ منه.

  قال:

  قَرْقَمَهُمْ عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوتَحَا⁣(⁣١)

  هذه روايةُ ثعلب، ورواه ابن الأَعْرَابي «أَوتخا» بالخاءِ المعجمة وفسَّره بما فسّر به ثعلب. واحتمل ابن الأَعْرَابيّ الخاءَ مع الحاءِ، لاقترابهما في المخرَج.

  وما أَغْنَى عَنِّي وَتَحَةً، محرَّكَةً، كقَولك: ما أَغنَى عَنِّي عَبَكَة. وقيل: معناه ما أَغْنَى عنِّي شيئاً.

  * ومما يستدرك عليه:

  طَعَامٌ وَتِحٌ: لا خَيْرَ فِيه، كوَحِتٍ. وشَيْءٌ وَتْحٌ وَعْرٌ، إِتباعٌ له. وفي هامش الصّحاح: الصّواب أَنّه تأْكيد، أَي نَزْرٌ قليل، وهي الوُتُوحَة والوُعُورة، ورَجُلٌ وَتِحٌ ككَتِفٍ، أَي خَسيسٌ، وأَوتَحَ له الشيْءَ، إِذا قَلَّله.

  وتَوتَّحَ الشَّرَابَ: شَرِبَه قليلاً قليلاً، وكذا تَوتَّحَ منه⁣(⁣٢).

  كذا في اللسان.

  [وجح]: الوِجَاحُ، مثلَّثَةً: السِّتْر، يقال ليس دونَه وَجَاحٌ ووِجَاح ووُجَاحٌ، أَي سِتْرٌ. واختار ابن الأَعرابيّ الفتح.

  وحكى اللِّحْيَانيّ: ما دُونَه أُجَاح وإِجاحٌ⁣(⁣٣)، عن الكسائيّ، [وحكَى: ما دونه أَجَاحٌ]⁣(⁣٤)، عن أَبي صَفوانَ، وكلّ ذلك على إِبدال الهمزة من الواو.

  قلت: وقد تقدّم ذلك في الهمزة. وجاءَ فُلانٌ وما عليه وِجَاح أَي شَيْءٌ يَستُره. وتُبْنَى هذه الكلمةُ على الكسرِ في بعضِ اللُّغَات، وقال أَبو خَيْرَة:

  جَوْفَاءَ مَحشُوَّةً في مُوجَح مَعِصٍ

  أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهَازِيلُ⁣(⁣٥)

  المُوجَحُ، بفتح الجيم: الجِلْدُ الأَمْلَسُ. وأَضيافُه: قِرْدانهُ.

  وفي التهذيب: قال ساعدة بن جُؤَيّة الهذَليّ:

  وقد أَشْهَدُ البَيتَ المُحجَّبَ زَانَه

  فِرَاشٌ وخِدْرٌ مُوجَحٌ ولَطَائمُ

  قال: المُوجَحُ: الصَّفِيقُ من الثِّيَابِ الكَثيفُ الغَليظُ، كالوَجِيحِ. وثَوبٌ وَجِيحٌ ومُوجَح: قَويّ وقيل: ضَيِّقٌ مَتِين، والمُوجَح المُلْجَأُ، كأَنّه أُلجِئَ إِلى مَوضعٍ يَسْتُرهُ، قال


(١) الأصل واللسان والتكملة، وفي التهذيب: فرقمهم. وهي لغتان، وقبله فيه:

درادقاً وهي الشيوخ قرّحا

وقرقمهم أساء غذاءهم

(٢) في الصحاح واللسان: وتوتحت من الشراب: شربت شيئاً قليلاً.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أجاح وأجاح بضم الهمزة من الأول وكسرها من الثاني» وهو ما أثبتناه.

(٤) زيادة عن اللسان، وقد نبه إِلى هذا النقص بهامش المطبوعة المصرية.

(٥) البيت في التهذيب ونسب لأبي وجزة، وفيه وفي اللسان: موجع مغص.