[حتر]:
  أَدْخَلَ الهاءَ قال هي للإِلحاق، ودَعْوَى أَنه ليس له مِثالٌ مِن الأُصُول مرْدُودَةٌ؛ لأَن الأُصولَ شائعةٌ، وغيرها(١)، وغايتُه أَن يكون كقَبَعْثَرَى، وحُكْمُهَا مثلُها، ومن العَجِيب أَن المصنِّف اعْتَنَى بمثل هذا الكلام، وتَعَقَّبَه في الحُبَارَى، وأَقَرّه هنا على ما هو عليه؛ غَفْلَةً وتَقْصيراً.
  والحَبَوْكَرُ: الضَّخْمُ المُجْتَمِعُ الخَلْق، يقال: جمَلٌ حَبَوْكَرٌ وحَبَوْكَرَى، عن الليْث، كالحُبَاكِرِيِّ، بالضمّ.
  والحَبَوْكَرُ: الرَّجلُ المُتَقَارِبُ الخَطْوِ القَضِيفُ، أَي النحِيفُ، ج حَبَاكِرُ.
  وحَبْكَرَه - أَي المالَ - حَبْكَرَةً: جَمَعَه وَرَدَّ أَطرافَ ما انْتَثَرَ(٢) منه، كدَمْكَلَه(٣)، وكَمْهَلَه، وحَبْحَبَه، وزَمْزَمَه، وصَرْصَرَه، وكَرْكَرَه، وكَبْكَبَه. كذا في النوَادِر.
  وفيه أَيضاً: يقال: تَحَبْكَرَ الرجلُ في طريقِه، إِذا تَحَيّرَ.
  والحَبَوْكَرَى: المَعْرَكَةُ بعد انقضاءِ الحَرْب، ولو قال: مَعْرَكَةُ الحربِ بعدَ انقضائها كان أَحسنَ.
  والحَبَوْكَرَى: الصَّبيُّ الصغيرُ.
  ومِن أَمثالهم: «وَقَعُوا في أُمِّ حَبَوْكَرٍ».
  ويقال: مَرَرْتُ على حَبَوْكَرَى مِن النّاس، أَي جماعاتٍ من أُمَم شَتَّى. كذا في اللسان، وفي التكْمِلَة: مِن أمْكُنٍ شَتَّى.
  [حتر]: الحَتْرُ: الإِحكامُ والشَّدُّ، كالإِحْتارِ وقد حَتَرَ الشيْءَ يَحْتِرُه: وأَحْتَرَه: أَحْكَمه. وحَتَرَ العُقْدَةَ: أَحْكَمَ عَقْدَها. وكلُّ شَدٍّ حَتْرٌ. وفي التهْذيب: أَحْتَرْت العُقْدَةَ إِحْتاراً، إِذا أَحْكَمْتَها، فهي مُحْتَرَةٌ، وبينهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قد اسْتُوثقَ منه. قال لَبيد:
  وبالسَّفْح من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحَارِبٌ ... شُجَاعٌ وذُو عَقْدٍ مِن القومِ مُحْتَرِ
  واستعاره أَبو كَبِير للدَّيْن، فقال:
  هابُوا لقَومِهم السَّلامَ كأَنَّهمْ ... لمّا أُصِيبُوا أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ
  والحَتْرُ: تَحْدِيدُ النَّظَرِ. وقد حَتَرَه حَتْراً، إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه.
  والحَتْرُ: التَّقْتِيرُ في الإِنفاقِ، كالحُتُورِ، بالضمّ، يقال: حَتَرَ أَهْلَه حَتْراً وحُتُوراً: قتَّرَ عليهم النَّفَقَة، وضيَّقَ عليهم، ومَنَعَهم، قال الشَّنْفَرَى:
  وأُمِّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهم ... إِذا حَتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلّتِ(٤)
  وأَنشدَه ابنُ بَرّيّ هكذا:
  إِذا أَطْعَمَتْهُم أَحْتَرَتْ وأَقَلّتِ(٥)
  والحَتْرُ: الأَكْلُ الشَّدِيدُ. وما حَتَرَ شيئاً؛ أَي ما أَكَلَ شيئاً.
  والحَتْرُ: الإِعطاءُ، أَو تَقْلِيلُه.
  والحَتْرُ: الإِطعامُ، كالإِحتارِ، يقال: حَتَرَ الرَّجلَ حَتْراً: أَعطاه، وأَطْعَمه، وقيل: قَلَّلَ عَطاءَه، أَو إِطعامَه. وحَتَرَ له شيئاً: أَعطاهَ يَسيراً، وما حتَرَه شيئاً؛ أَي ما أَعطاه قليلاً ولا كثيراً.
  وأَحْتَرَ الرجلُ: قَلَّ عَطَاؤُه. وأَحْتَرَ: قَلَّ خَيْرُه، حَكَاه أَبو زَيْد، وأَنشد:
  إِذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً أَيَامَي ... فَنكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَنَاعِ
  أَي تَنَكَّبْ.
  ورَوَى الأَصمعيُّ عن أَبي زَيْدٍ: حَتَرْتُ له شيئاً. بغير أَلفٍ، فإِذا قال: أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ، قاله بالأَلف.
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وغيرها، كذال بخطه، وانظر ما معناه».
(٢) اللسان: انتشر.
(٣) اللسان: ودبكلته. بالباء.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إذا حترتهم أنشده في اللسان بهذه الرواية شاهداً على الإعطاء، وهو ظاهر» ومثله في التهذيب.
(٥) رواية ابن بري، كما في اللسان جاءت شاهداً على قوله: وأحتر القوم فوّت عليهم طعامهم. وأحتر على نفسه وأهله أي ضيق عليهم ومنعهم. قال ابن بري: المشهور: وأم عيالٍ بالنصب والناصب له: شهدت، ويروى وأمِّ بالخفض على واو ربّ. وأراد بأم عيال تأبط شراً.