تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشق]:

صفحة 485 - الجزء 13

  أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِي ... كما ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراعِ⁣(⁣١)

  [وشق]: الوَشِيقُ، والوَشِيقَةُ: لَحْمٌ يُقَدَّدُ حتّى يَقِبَّ، أَي: يَبْسَ وتَذْهَبَ نُدُوَّتُه، قاله اللّيث، أَو يُغْلَى في ماءٍ وملح⁣(⁣٢)، ويُرْفَعُ، وقيل: هو أَنْ يُغْلَى إِغلاءَةً ثم يُرْفَع، وزادَ بَعضُهم: ثم يُقَدَّدُ ويُحملُ في الأَسفارِ ولا يَنضَجُ فيَتَهَرَّأ، قالَه أَبو عُبَيدٍ. قالَ: وزَعَم بعضُهم أَنّه بمَنْزِلَة القَدِيدِ لا تَمَسُّه النّارُ. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: هو لَحْم يُطْبَخُ في ماءٍ ومِلْحِ، ثم يُخْرَجُ، فيَصِير في الجُبْجُبَة - وهو جِلْدُ البَعِير يُقَوَّر - ثم يُجعَلُ ذلك اللَّحْم فيه، فيكونُ زاداً لهم في أَسْفارِهم، وهو أَبْقَى قَدِيدٍ يَكونُ، والجمعُ الوَشائِق، ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ ^: «أُهْدِيَتْ له وَشِيقَةُ قَدِيدِ ظَبْيٍ فَرَدَّها». وفي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: «كُنا نَتَزَوَّدُ من وَشِيقِ الحَجِّ».

  وفي حَدِيثِ جَيْشِ الخَبَط: «وتَزَوَّدْنا من لَحْمِه وَشائِقَ». وقالَ جَزْءُ بنُ رَبَاحٍ الباهِليُّ:

  ترُدُّ العَيْنَ لا تَنْدَى عِذاراً ... ويَكثُر عِنْدَ سائِسِها الوَشِيقُ

  وَوَشَقَه يَشِقُه وَشْقاً، وأَشَقَه على البَدَل: قَدَّدَه، كاتَّشَقَه جعله وَشائِقَ. ويقال: اتَّشَقَ وَشِيقَةً اتِّشاقاً: اتَّخَذَها. قالَ حُمام بنُ زَيْدِ مَناةَ:

  إِذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلا تُهدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

  ووَشَق فُلاناً وشقاً: طَعَنَه.

  ووَشَق زَيْدٌ إِذا أَسْرعَ. يقال: مَرَّ يَشِق، أَي: يُسرِع.

  والوَاشِق، كَصَاحِب: القَلِيل من اللَّبَن.

  وأَيضاً: الذّاهِبُ المُضِيءُ، كالوَشَّاقِ كَكَتَّان، نقله الصاغانيّ.

  قال: والوَاشِق: لُغَة في البَاشِق لهذا الطّائر.

  ووَاشِق بِلَا لَام: اسم كَلْب. قال النابِغَةُ الذُّبيانِيّ:

  لمّا رَأَى واشِقٌ إِقْعاصَ صاحِبه ... ولا سَبِيلَ إِلى عَقْلٍ ولا قَوَدِ⁣(⁣٣)

  وواشِقٌ: اسمُ رجلٍ، وهو وَالِدُ بَرْوَع الصَّحابِيَّة ^، وهي زَوْجة هِلالِ بن مُرَّةَ، قِيلَ رُؤاسِيّةٌ، وقيل: أَشْجَعِيَّةٌ، رَوَى عنها سَعِيدُ بنُ المُسَيَّب، وقد ذُكِرَت في «ب ر ع».

  والتَّوشِيقُ: التَّقْطِيعُ والتَّفْرِيقُ.

  وتَواشَقَه القَومُ بأَسُيافِهم: جَعَلُوه وشائِقَ كما يُقْطَع اللَّحْمُ إِذا قُدِّدَ، وقد جاءَ في حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بنِ اليَمانِ⁣(⁣٤) ¥ كاتَّشَقُوه اتِّشاقاً.

  وأَوْشَقَ الشَّيْءُ: نَشِبَ في شَيْءٍ كما يُوشَقُ القُفْل إِذا نَشِبَ فيه المِفْتاح.

  والمَواشِيقُ: أَسْنانُ المِفْتاحِ سُمِّيتْ لذلك.

  والوَشْقُ، بالفَتْح: الرِّعْيُ المُتَفَرِّقُ يقالُ: ليسَ في أَرْضِنا غَيْرُ وَشْق.

  وَوَشْقَة، كحَمْزَة: د، بالأَنْدَلُس.

  والوُشَّقُ كَرُكَّعٍ: لُغَةٌ في الأُشَّقِ لهذا الدَّواءِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الوَشْقُ: العَضُّ، وقد وَشَقَه وَشْقاً: خَدَشَه.

  وسَيْرٌ وَشِيقٌ: خَفِيفٌ سَرِيعٌ.

  وَوَشَقَ المِفْتاحُ في القُفْلِ وَشْقاً: إِذا نَشِبَ.

  والمَوْشِق، كمَجْلِسٍ: قِرابُ القَوْسِ.

  والوَشَق، مُحَرَّكةً: دابَّة تُتَّخَذُ منها الفِراءُ الجَيِّدَةُ، اسْتَدْرَكَه المُحِبُّ ابنُ الشِّحْنَةِ في هامِش قَامُوسِه.

  [وصق]: الوَصِيقُ، كأَمِيرٍ أَهْمَلَه الجوهريُّ وصاحِبُ اللِّسانِ. وقال الصاغانِيُّ: هو جَبَل أَدْناه لكِنانَةَ وشِقُّه الآخرُ لهُذَيْل.

  [وعق]: الوَعِيقُ والوُعاقُ كأَمِير، وغُراب: صَوْت يُسْمَعُ


(١) البيت لعوف بن الأحوص كما في اللسان «ظلف» وفي «وسق» بدون نسبة.

(٢) اللسان: في ماءٍ ملحٍ.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٣٣.

(٤) ونصه في اللسان: «أن المسلمين أخطأوا بأبيه فجعلوا يضربونه بسيوفهم، وهو يقول: أبي أبي، فلم يفهموه حتى انتهى إليهم، وقد تواشقوه بأسيافهم».