تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فكع]:

صفحة 350 - الجزء 11

  ثمّ تَغْمِزَهَا بإِصْبَعِكَ، وقِيلَ: هُو أَنْ تَضْرِبَ بالكَفِّ، فتُفَقِّعَ وتُصَوِّتَ إِذا انْشَقَّتْ، فتَسْمَعَ لها صَوْتاً⁣(⁣١).

  وِالتَّفْقِيعُ: تَحْمِيرُ الأَدِيمِ يُقَال: فَقِّعُوا أدِيمَكُم، أَي: حَمِّرُوهُ.

  وِالمُفَقِّعَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: طائرٌ أَسْوَدُ، أَبْيَضُ أَصْلِ الذَّنَبِ يَنْقُرُ البَعِيرَ.

  وِالمُفَقَّعُ، كمُعَظَّمٍ: الخُفُّ المُخَرْطَمُ، وفي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: «وعَليْهِم خِفَافٌ لها فُقْعٌ» أَي خَرَاطِيمُ.

  وِتَفاقَعَتْ عَيْنَاه: أَبْيَضَّتَا، من قَوْلِهِمْ: أَبيَضُ فِقِّيعٌ، وقِيلَ: انْشَقَّتَا، من قَوْلهم: انْفَقَع: انْشَقَّ، وقيل: رَمِصَتَا، وبِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قولُ أُمِّ سَلَمَةَ ^ حِينَ جاءَتْهَا امْرَأَةٌ ماتَ زَوْجُها، وقالَت: أَفَأَكْتَحِلُ؟ فقالَتْ: «لا واللهِ، لا آمُرُكِ بما نَهَى الله وَرَسُولُه عَنْه، وإِنْ تَفَاقَعَتْ عَيْنَاكِ».

  وِنبَاتٌ مُتَفَقِّعٌ، إِذا يَبِسَ صَلُبَ فصارَ كالقُرُونِ، ولا يَخْفَى أَنّه تَكْرَارٌ؛ لأَنَّه قد سَبَقَ له ذلِكَ من قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ.

  وِالأَفْقَعُ: الشَّدِيدُ البَيَاضِ، من الفَقَعِ، وهو شِدَّةُ البَيَاضِ، ج: فُقْعٌ، بالضَّمِّ، كأَحْمَرَ وحُمْرٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  جَمْعُ الفَقْعِ، بالفَتْح، بمَعْنَى الكَمْأَةِ: أَفْقُعٌ، وفُقُوعٌ، عن أَبِي حَنِيفَةَ.

  وأَبْيَضُ فُقَاعِيٌّ، بالضَّمِّ: خالِصٌ، ويُقَال للرَّجُلِ الأَحْمَرِ: فُقَاعِيٌّ، وهكَذَا رُوِيَ قَوْلُ الشّاعِرِ الَّذِي تَقَدَّمَ.

  وإِنَّهُ لفَقَّاعٌ، كشَدَّادٍ: ضَرّاطٌ. وقَد فَقَّعَ به تَفْقِيعاً، وهو يُفَقِّعُ بِمفقَعٍ⁣(⁣٢) وبمِفْقاعٍ، إِذا كان شَدِيدَ الضُّرَاطِ.

  وِتَفَقَّعَ الغُلامُ: تَرَعْرَعَ، قال جَرِيرٌ:

  بَنِي مالِكٍ إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ ... يَجُرُّ المَخَازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعَا

  ويُقَال: هذا أُفْقُوعُ طُرْثُوثٍ، وغيرِه مِمّا تَنْفَقِع عَنْهُ الأَرْضُ، أَي تَنْشَقُّ.

  وِالفُقَّاعِيُّ: نِسْبَةً إِلى بَيْع الفُقّاعِ.

  [فكع]: فَكِعَ، كسَمِعَ، فَكْعاً، وفُكُوعاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الفَكْعُ، لم يَذْكُرْهُ الخَلِيلُ، وذَكَرَ قَوْمٌ من أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الفَكْعَ مثلُ الهَكْعِ⁣(⁣٣) سَوَاء، وذَكَر في تَرْكِيبِ «هـ ك ع»، الهَكَعُ، شبِيهٌ بالجَزَعِ، يُقال: هَكَعَ هَكْعاً وهُكُوعاً، إِذا أَطْرَقَ من حُزْنٍ أَو غَضَبٍ، وسَيَأْتِي في مَوْضعه.

  وِقالَ أَيْضاً - في تَرْكِيبِ «هكع» -: ذَهَبَ فما يُدْرَى أَيْنَ هَكَعَ، ومثلُه: فَكَع، كمَنَعَ فيهِمَا، أَيْ أَيْنَ غَدَا.

  قالَ: والهَكْعُ: السُّعَالُ، بلُغَةِ هُذَيْلٍ، ومِثْلُه الفَكْعُ، فهو مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّفِ، وسَيَأْتِي أَيْضاً له ذِكْرٌ في «هـ ك ع».

  [فلع]: فَلَعَهُ، كمَنَعَهُ: شَقَّهُ وشَدَخَه، كفَلَعَ السَّنَامَ بالسِّكِّين.

  أَو فَلَعَه: قَطَعَه بالسَّيْفِ وغَيْرِه، كفَلَّعَهُ تَفْلِيعاً، شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ، فانْفَلَعَ وتَفَلَّعَ، يُقَال ذلِكَ لكُلِّ ما يَشَّقَّقُ، قال طُفيْلٌ الغَنَوِيُّ:

  نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنَا ... كما شُقَّ بالمُوسَى السَّنَامُ المُفَلَّعُ

  وقال شَمِرٌ: يُقَالُ: فَلَخْتُه، وقَفَخْتُه، وسَلَعْتُه، وفَلَعْتُه، كُلُّ ذلِكَ إِذا أَوْضَحْتَهُ.

  وِالفَلْعُ، بالفَتْحِ ويُكْسَر: الشَّقُّ في القَدَمِ وغيْرِهَا وكذلِكَ الفَلْحُ والفَلْجُ ج: فُلُوعٌ وفُلُوحٌ، وفُلُوجٌ.

  وِالفالِعَةُ: الدّاهِيَةُ، ج: فَوَالِعُ.

  وِالفِلْعَةُ، بالكَسْرِ: القِطْعَةُ من السَّنامِ جَمْعُها فِلَعٌ، كعِنَبٍ.

  وِلَعَنَ الله فَلْعَتَها: شَتْمٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وفي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلأَمَةِ إِذا سُبَّتْ: قَبَّحَ الله فِلْعَتَها، يَعْنُونَ مَشَقَّ جَهَازِهَا، أَو ما تَشَقَّقَ من عَقِبِهَا.

  وِمَزادَةٌ مُفَلَّعَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: خُرِزَتْ من قِطَعِ الجُلُودِ.

  نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِسَيْفٌ فَلُوعٌ، كصَبُورٍ: قَطّاعٌ، من فَلَعَه، إِذا قَطَعَه، ج: فُلْعٌ، بالضَّمِّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَفَلَّعَت البَيْضَةُ، وانْفَلَعَتْ: انْفَلَقَتْ، عن ابن فارس.

  وِتَفَلَّعَتْ قَدَمُه: تَشَقَّقَت، نقله الجَوْهريّ.


(١) في التهذيب: صوتاً عالياً.

(٢) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٣) الذي في الجمهرة ٣/ ١٢٧ مثل العَفَك، والذي بالأصل هو رواية نسخة أخرى بهامش الجمهرة. ومثلها في التكملة، أما اللسان فكالجمهرة وضبط اللفظة بفتح فسكون ضبط قلم.