تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سندب]:

صفحة 69 - الجزء 2

  وفي الحَدِيثِ في ذِكْرِ المُنَافِقِين: «خُشُبٌ باللَّيْلِ سُخُبٌ بالنَّهَارِ» أَي إِذَا جَنَّ عليهم اللَّيْلُ سَقَطُوا نِيَاماً، فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا⁣(⁣١) على الدُّنْيَا شُحًّا وحِرصاً.

  والسِّخَابُ كَكِتَابٍ: قِلَادَةٌ تُتَّخَذُ من سُكٍّ بالضَّمِ: طِيبٍ مَجْمُوعٍ وقَرَنْفُل ومَحْلَبِ بالكَسْرِ⁣(⁣٢) قد تَقَدَّم بِلَا جَوْهَر، لَيْسَ فِيهَا من اللُّؤلُؤِ والجَوْهَرِ شَيء، وكذا من الذَّهَب والفِضَّةِ. وقال الأَزْهَرِيُّ: السِّخَابُ عِنْد العَرَب: كُلُّ قِلَادَةٍ كَانَتْ ذَات جَوْهَرٍ أَو لم تَكُن. قَالَ الشَّاعِرُ:

  ويومُ السِّخَابِ من أَعَاجِيب رَبِّنَا⁣(⁣٣) ... عَلَى أَنَّه من بَلْدَةِ السُّوءِ أَنجَانِي

  وفي حَدِيثٍ آخر⁣(⁣٤): «فجَعَلَت تُلْقِي القُرطَ والسِّخَابَ قال ابن الأَثِيرِ: هو خَيْطٌ يُنْظَم فِيهِ خَرَزٌ، وتَلْبَسُه الصِّبْيَانُ والجَوَارِي. وفي آخر «أَنَّ قَوْماً فَقَدُوا سِخَاب فَتَاتِهم فَاتَّهَمُوا بِه امْرَأَةً». ومن المَجازِ: وَجَدتُك مَارِثَ⁣(⁣٥) السِّخَابِ أَي كَالصَّبِي لا عِلْمَ لك⁣(⁣٦).

  ج سُخُبٌ كَكُتُبِ سمى به لصَوْتِ خَرَزِه عِنْد الحركَة من السَّخَبِ وَهُو اخْتِلَاط الأَصْوَاتِ، قَالَهُ شَيْخُنَا.

  [سندب]: جَمَلٌ سِنْدَأَبٌ كجِرْدَحْلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ، وقال ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُ أَنِّي سَمِعْتُ: جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ أَي صُلْبٌ شَدِيدٌ. قال الصَّاغَانِيُّ: الهَمْزُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ مِثْلُهُما في سِنْدَأْوٍ، وقِنْدَأْوٍ، وحِنْطَأْوٍ.

  [سذب]: السَّذَابُ⁣(⁣٧) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وهو بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، ذكره ابن الكُتْبِيّ ودَاوُودُ الأَكْمَه وغَيْرهما، مُعَرَّب؛ لأَنّه لا يَجْتَمِع السِّينُ المُهْمَلَة والذَّالُ المُعْجَمَة في كَلِمَةٍ عَربِيَّة. وصرح ابنُ الكُتْبِيّ بتَعْرِيبِها، وهُو خَطَأٌ.

  ويوجد في بَعْضِ كُتُبِ النَّبَات بالدَّالِ المُهْمَلَة وهو الفَيْجَنُ يُونَانِية وهو بَقْلٌ، م. وله خَوَاصُّ وطَبَائِعُ مَعْرُوفَة في كُتُبِ الطِّب.

  وعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّذَابِيُّ: مُحَدِّثٌ عن العَلَاءِ بْنِ سَالِم، كأَنَّه نُسِبَ إِلى بَيْعِهِ.

  والسُّذْبَة بالضم: وِعَاءٌ.

  [سرب]: السَّرْبُ: المَالُ الرَّاعِي، أَعْنِي بالمَالِ الإِبلَ.

  يقال: أُغِير⁣(⁣٨) على سَرْبِ القَوْم. ومنه قولهم: اذْهَبْ فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ. أَي لَا أَرُدُّ إِبِلَك، تذهب⁣(⁣٩) حَيْثُ شَاءَت. أَي لَا حَاجَة لِي فِيكَ. ويقُولُون للمَرْأَةِ عِنْدَ الطَّلَاقِ: اذْهَبِي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَك، فتَطْلُق بِهذهِ الكَلِمَة. وَفِي الصَّحَاح: وكانوا فِي الجَاهِليَّة يَقُولُون في الطَّلَاق. فقَيَّدَه بالجَاهِليَّة، وأَصْلُ النَّدْه الرَّجْز.

  وقال ابن الأَعرابيّ: السّرْبُ: المَاشِيَة كُلُّها، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي ونَقَله ابْنُ هِشَام اللَّخْمِيّ. وجَمْعُه سُرُوبٌ، وقيل أَسْرَابٌ.

  والسَّرْبُ: الطَّرِيقُ. قال ذُو الرُّمَّةِ:

  خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولَاهَا وهَيَّجَهَا ... من خَلْفِها لَاحِقُ الصقْلَيْن هِمْهِيمُ

  قال شَمر: أَكْثَرُ الرِّوَايَة بالفَتْح. قال الأَزْهَرِيّ: وهكَذَا سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ: خَلَّى سَرْبَه أَي طَرِيقَه. وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «إِذَا مَاتَ المُؤْمِنُ يُخَلَّى لَهُ سَرْبُه يَسْرَحُ حَيْثُ شَاءَ».

  أَي طَريقَه ومَذْهَبَه الَّذي يَمُرُّ به، وقالَ أَبو عَمْرو: خَلِّ سِرْبَ الرَّجُلِ، بالكَسْر، وأَنْشَدَ قَولَ ذي الرُّمَّةِ هذا.

  قلت: فالوَاجِب على المُصَنِّف الإِشَارَةُ إِلَى هذَا القَوْل بقَوْله: ويُكْسَر، ولم يَحْتَج إِلى إِعَادَتِه ثانِياً. وسيأْتِي الخِلَافُ فِيه قَرِيباً.

  وقال الفَرَّاءُ في قَوْلِه تَعَالى: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ}


(١) عن النهاية، وبالأصل «تصاخبوا».

(٢) عن القاموس: مَحْلَبٍ بفتح الميم.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يوم السخاب الذي في صحيح البخاري ويوم الوشاح فلعلهما روايتان».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وفي حديث آخر لم يتقدم في هذا الموضع حديث حتى يقال وفي حديث آخر. ولعله كما في اللسان حديث فاطمة - وقد جاء بعده - فألبسته سخاباً - يعني ابنها الحسين -

(٥) عن الأساس وبالأصل «وارث».

(٦) عن الأساس وبالأصل «له».

(٧) بهامش المطبوعة المصرية «سذاب وزان سحاب معرّب سداب بزنة غراب وقد نبه الشهاب على هذا في شفاء الغليل».

(٨) عن اللسان، وبالأصل «أغر».

(٩) كذا بالأصل والصحاح، وفي المقاييس: لتذهب.