تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شوف]:

صفحة 313 - الجزء 12

  يَشْنِفْنَ للنَّظَرِ الْبَعِيدِ كَأَنَّمَا ... إِرْنَانُهَا بِبَوائِنِ الْأَشْطَانِ⁣(⁣١)

  وَيُرْوَى:

  «يَصْهَلْن للشَّبَحِ البَعِيدِ»

  ورِوَايَةُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ:

  «يَشْتَفْنَ» من الاشْتِيَافِ.

  وشَنِفَ له، كَفَرِحَ: أَبْغَضَهُ، وتَنَكَّرَهُ، حَكَاهُ ابْنُ السِّكِيتِ، وهو مِثْلُ شَئِفْتُه، بالهَمْزِ، ومنه الحديثُ⁣(⁣٢): «مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَد شَنِفُوا لكَ»

  فهو شَنِفٌ، ككَتِفٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:

  ولَنْ تُدَاوَى عِلَّةُ الْقَلْبِ الشَّنِفْ

  وَقال آخَرُ:

  وَلَنْ أَزَالَ وإِنْ جَامَلْتُ مُحْتَسِباً ... في غَيْرِ نَائِرَةٍ ضَبًّا لها شَنِفَا⁣(⁣٣)

  أي: مُتَغَضِّباً. وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: شَنِفَ له، وبه: فَطِنَ، وَكذا في البِغْضَةِ، وأَنْشَدَ:

  وَتَقُولُ: قد شَنِفَ الْعَدُوُّ فَقُلْ لَهَا: ... مَا لِلْعَدُوِّ بِغَيْرِنَا لا يَشْنَفُ؟⁣(⁣٤)

  قال ابنُ سِيدَه: والصَّحِيحُ أنَّ شَنِفَ⁣(⁣٥) - في البِغْضَةِ⁣(⁣٥) - مُتَعَدِّيَةٌ بغيرِ حَرْفٍ، وفي الفِطْنَةِ مُتَعَدِّيَةٌ بحَرْفَيْن مُتَعَاقِبَيْن، كما يتَعَدَّى فَطِن بهما، اذا قلتَ: فَطِنَ له، وبِهِ. وقال أَبو زَيْدٍ: شَنِفَ، شَنَفًا: انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ الْعُلْيَا مِن أَعْلَى، فهي شَفَةٌ شَنْفَاءُ.

  والشَّانِفُ: الْمُعْرِضُ، يُقَال: مالِي أَرَاكَ شَانِفاً عَنِّي، وَخَانِفاً. وإِنَّه لَشَانِفٌ عَنَّا بِأَنْفِهِ: أي رَافِعٌ، وهو مَجَازٌ.

  وقال أَبو عمرو: نَاقَةٌ مَشْنُوفَةٌ: أي مَزْمُومَةٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  وشُنَيْفٌ، كَزُبَيْرٍ: تَابِعِيٌّ. وشُنَيْفُ بنُ يَزِيدَ: مُحَدِّثٌ.

  وقال الزَّجَّاجُ: أَشْنَفَ الْجَارِيَةَ، وقال غيرُه: شَنَّفَهَا، تَشْنِيفاً، كلاهما بمْعنًى: جَعَلَ لَهَا شَنْفاً، وَكذلك: قَرَّطَهَا تَقْرِيطاً، فَتَشَنَّفَتْ هي، كما تقول: تَقَرَّطَتْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  شَنَفَ إِليه، يَشْنِفُ، شَنْفاً⁣(⁣٦): نَظَرَ بمُؤْخِرِ العَيْنِ، حكاهُ يَعْقُوبُ.

  وَأَبُو شُنَيْفٍ، كَزُبَيْرٍ: قريَةٌ بمصرَ من أَعْمَالِ الجِيزَةِ.

  وَمن المَجَازِ: شَنَّفَ كلامَه، وقَرَّطَهُ⁣(⁣٧).

  [شوف]: شُفْتُهُ، شَوْفاً: جَلَوْتُهُ، ومنه دِينَارٌ مَشُوفٌ: أي مَجْلُوٌّ، قال عَنْتَرَةُ:

  وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الْمُدَامَةِ بَعْدَ مَا ... رَكَدَ⁣(⁣٨) الْهَوَاجِرُ بِالْمَشُوفِ الْمُعْلَمِ

  يَعْنِي الدِّينَارَ المَجْلُوَّ، أو أَراد بذلك دينارًا جَلاهُ ضَارِبُهُ، وَقيل: عَنَى به قَدَحاً صَافِياً مُنَقَّشاً.

  وشِيفَتِ الْجَارِيَةُ، تُشَافُ: أي زُيِّنَتْ. وَقد شَوَّفَها: زَيَّنَهَا. والشَّوْفُ: الْمَجَرُّ، وَهو الخَشْبَةُ التي تُسَوَّى به* الْأَرْضُ الْمَحْرُوثَةُ.

  والشَّوْفُ: طَلْيُ الْجَمَلِ بِالْقَطِرَانِ، يُقَال: شُفْ بَعِيرَكَ، أي: اطْلِهِ بِالقَطِرَانِ.

  والْمَشُوفُ: هو الْمَطْلِيُّ بِهِ، لأَنَّ الهِنَاءَ يَشُوفُهُ، أي: يَجْلُوه.

  والمَشُوفُ: الجَمَلُ الهَائِجُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وأبو عمرٍو،


(١) نسب البيتان في الصحاح واللسان لجرير، وقد صحح ابن بري في اللسان نسبتهما للفرزدق، ومثله الصاغاني في التكملة بعد ذكره البيت الثاني قال: والبيت للفرزدق لا لجرير.

(٢) في النهاية واللسان: ومنه حديث زيد بن عمرو بن نُفيل: قال لرسول الله ص ما لي أرى ...

(٣) صدره بالأصل.

في غير نائلة صبّاً لها شنفا

وَالمثبت عن التهذيب ١١/ ٣٧٥.

(٤) التهذيب برواية: «لغيرها» بدل «بغيرنا».

(٥) بالأصل: «شنضف في البغة» والمثبت عن اللسان.

(٦) عن اللسان وبالأصل «تشنيفاً».

(٧) زيد في الأساس: حلّاه.

(٨) من معلقته، وبالأصل «ركض الهواجر».

(*) كذا بالأصل، القاموس وسياق الكلام: «بها» بدل «به».