تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كلف]:

صفحة 464 - الجزء 12

  واستَكَفَّ الشَّجَرُ بعضُها إلى بعضٍ: اجْتَمَع، وبه فُسِّرَ قولُ حُمَيْدٍ السابقُ، كما تقَدَّم.

  وَأَكافِيفُ الجَبَلِ: حُيُودُه، قال:

  مُسْحَنْفِرًا من جبالِ الرُّومِ يَسْتُرُه ... مِنْها أَكافِيفُ فِيما دُونَها زَوَرُ⁣(⁣١)

  يصف الفُراتَ وجَرْيَه في جبالِ الرُّومِ المُطِلَّةِ عَلَيه، حتى يَشُقَّ بلادَ العِراقِ قال أَبُو سَعِيدٍ: يُقال: فلانٌ لَحْمُه كَفافٌ لأَدِيمِه: إِذَا امْتَلَأ جِلْدُه بكَبَرِه⁣(⁣٢) بَعْدَ ما كانَ مُكْتَنِزَ اللَّحْمِ، وكانَ الجِلْدُ مُمْتَدّاً مع اللَّحْمِ لا يَفْضُل عنه، وهو مجازٌ.

  وَقَولُه - أَنشدَه ابنُ الأَعرابِيِّ -:

  نَجُوسُ عِمارَةً ونَكُفُّ أُخْرَى ... لَنا حَتّى يُجاوِزَها دَلِيلُ

  رامَ تَفْسِيرَها فقَالَ: نَكُفُّ: نأْخُذُ في كِفافِ أُخْرَى، قال ابنُ سِيدَه: وهذا ليسَ بتَفْسِيرٍ؛ لأَنَّه لم يُفَسِّر الكِفافَ، وقال الجَوْهَرِيُّ في تَفْسير هذا البَيْتِ: يَقُولُ: نَطَأُ قَبيلَةً ونَتَخَلَّلُها، وَنَكُفُّ أَخْرَى: أي نَأْخُذُ في كُفَّتِها، وهي ناحِيتُها، ثم نَدَعُها ونَحْنُ نَقْدِرُ عليها.

  وَالكِفافُ، ككِتابٍ: الطَّوْرُ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ:

  أَحارِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُضِيءُ كِفافاً ويَخْبُو كِفافَا⁣(⁣٣)

  وَكَفَّت الزَّنْدَةُ كَفًّا: صَوَّتَت نارُها عندَ خُرُوجِها، نقلَه ابنُ القَطّاع.

  وَرَجُلٌ كافٌّ، ومَكْفُوفٌ: قد كَفَّ نَفْسَه عن الشّيْءِ. والمُكافَّةُ: المُحاجَزَةُ.

  وَتَكافُّوا: تَحاجَزُوا.

  وَاسْتَكَفَّ الرجلُ: اسْتَمْسَكَ⁣(⁣٤).

  وَيُقال: هو أَضْيَقُ مِنْ كِفَّةٍ⁣(⁣٥).

  وَثَوْبٌ مُكَفَّفٌ: خِيطَ أَطرافُه بحَرِيرٍ⁣(⁣٦).

  وَجِئْتُه في كُفَّةِ اللَّيْلِ: أي أَوَّلِه، وهو مجازٌ.

  [كلف]: الكَلْفُ، بالفتح: السَّوادُ في الصُّفْرَةِ⁣(⁣٧).

  والكِلْفُ، بالكَسْرِ⁣(⁣٨): الرَّجُلُ العاشِقُ المُتَولَّعُ بالشَّيْءِ مع شُغْلِ قَلْبٍ ومشَقَّةٍ.

  والكُلْفُ، بالضّمِّ: جَمْعُ الأَكلَفِ والكَلْفاءِ وسيأْتِي معناهُما.

  والكَلَفُ مُحَرَّكَةً: شَيْءٌ يَعْلُو الوَجْهَ كالسِّمْسِمِ نقله الجَوْهَرِيُّ.

  وَقد كَلِفَ وجْهُه كَلَفاً: إذا تَغَيَّرَ، قال: والكَلَفُ: لَوْنٌ بَيْنَ السَّوادِ والحُمْرَةِ، وهي: حُمْرَةٌ كَدِرَةٌ تَعْلُو الوَجْهَ والاسْمُ الكُلْفَةُ، بالضَّمِّ.

  والأَكْلَفُ: الذي كَلِفَتْ حُمْرَتُهُ فلم تَصْفُ، من الإِبِلِ وَغَيْرِه وفي الصِّحاحِ: الرَّجُلُ أَكْلَفُ، ويُقال، كُمَيْتٌ أَكْلَفُ لِلَّذِي كَلِفَتْ حُمْرَتُه فلم يَصْفُ، ويُرَى في أَطْرافِ شَعَرِه سَوادٌ إلى الاحْتِراقِ ما هُوَ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إذا كانَ البَعِيرُ شَدِيدَ الحُمْرَةِ يَخْلِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ ليس بخالِصٍ، فذلِك الكُلْفَةُ، والبَعيرُ أَكْلَفُ والنَّاقَةُ كَلْفاءُ وأَنشَدَ الصّاغانِيُّ للعَجّاجِ يصِفُ ثَوْرًا:

  فَباتَ يَنْفي في كِناسٍ أَجْوَفَا ... عن حَرْفِ خَيْشُومٍ وخَدٍّ أَكْلَفَا


(١) التهذيب برواية: تستره.

(٢) كذا وردت العبارة بالأصَل وفيها اضطراب، وثمة سقط في الكلام أدّى إلى تشويه وتشويش المعنى وتمام العبارة في التهذيب: إذا امتلأ جلده من لحمه، قال النمر بن تولب:

فضول أراها في أديمي بعدما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل

أراد بالفضول: تغضن جلده لكبره بعد ما ... وانظر اللسان والأساس.

(٣) ديوانه ص ٤٦ برواية: «ويجلو كفافا»، وفسر الكفاف أنه ما تعلّق من السحاب وبرز البرق من خلله.

(٤) في الأساس: واستكف الرمل: استمسك؛ قال النابغة:

بات بحقفٍ من البقّار يحفره ... إذا استكف قليلاً تربه انهدما

(٥) في الأساس: من كفّهِ الحابلِ.

(٦) في الأساس: وثوب مكفّفٌ: له كفائف ديباج يُكفّ بها جيبه وأطراف كمّيه.

(٧) عن القاموس وبالأصل «صفرة».

(٨) ضبطت بالقلم في النهاية واللسان بالتحريك.