تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نخز]:

صفحة 156 - الجزء 8

  وأَنْحَزُوا: أَصَابَ إِبلَهم ذلك، أَي النُّحَازُ.

  والنَّحِيزَةُ: الطَّبيعَةُ والنَّحيتَةُ، ويُجْمَعُ على النَّحائِز.

  ومن المَجاز: النَّحِيزَةُ: طَريقةٌ من الأَرض مُسْتَدِقَّةٌ صُلْبَةٌ، أَو طَرِيقةٌ من الرَّمْل سوْدَاءُ مُمْتَدَّةٌ كَأَنَّها خَطٌّ، مستَويَةٌ مع الأَرضِ خَشِنَةٌ لا يكونُ عَرْضُهَا ذِرَاعَيْن، وإِنما هي عَلَامةٌ في الأَرضِ. والجَمْعُ النَّحَائِزُ.

  أَو قِطْعَةٌ منها، كالطِّبَّةِ، مَمْدُودَةٌ في بَطْنِ الأَرْض نَحْواً من مِيلٍ أَو أَكثرَ، تَقُودُ الفَرَاسِخَ وأَقلَّ من ذلك.

  وقال أَبو خَيْرَةَ: النَّحِيزَةُ: الجَبلُ المُنْقادُ في الأَرض.

  وقال غيرُه: النَّحيزَةُ: المُسَنّاةُ في الأَرض، وقيل: مثْلُ المُسَنّاةِ.

  وقيل: هي السَّهْلَةُ.

  وقال الأَزهريُّ: وأَصْلُ النَّحِيزَةِ الطَّريقَةُ المُسْتَدِقَّةُ.

  وكُلُّ ما قالُوا فيها فهو صحيحٌ، وليس باخْتلاف؛ لأَنّهُ يُشَاكلُ بعْضُه بعْضاً.

  وقال أَبو عَمْرٍو: النَّحيزَةُ: نَسيجَةٌ شِبْهُ الحِزَام تكونُ على الفَساطِيط والبُيُوت تُنْسَجُ وَحدَهَا؛ فكأَنَّ النَّحائزَ من الطُّرُق مُشَبَّهَةٌ به. وقال غيرُه⁣(⁣١): النَّحِيزَةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ ثمّ تُخَاطُ عَلَى شَفَةِ الشُّقَّة من شُقَقِ الخِبَاءِ. وقيل: النَّحيزَةُ من الشَّعرِ: هَنَةٌ عرْضُهَا شِبْرٌ، وطَويلَةٌ، يُعَلِّقُونها على الهَوْدَجِ؛ يُزَيِّنُونَه بها، ورُبَّما رَقَمُوها بالعِهْن. وقيل: هي مثْلُ الحِزامِ بَيْضَاءُ.

  والنَّحِيزَةُ: وَادٍ بدِيَار غَطَفَانَ، عن أَبي موسَى.

  والنَّحازُ، كغُرَاب وكِتاب: الأَصْلُ، مثلُ النُّحاس والنِّحَاس.

  وقال الجوهَريُّ: الأَنْحَزَانِ: النُّحَازُ والقَرَحُ، وهما دَاءان يُصيبَان الإِبلَ.

  والمِنْحَازُ - هكذا في النُّسَخ. وفي التَّكْملَة: مِنْحازٌ بالكَسْر -: فَرَسُ عَبّادِ بن الحُصَيْن الحَبَطِيِّ.

  وفي المَثَل أَنْشدَه اللَّيْثُ: دَقَّكَ بالمِنْحَازِ حَبَّ الفُلْفُل⁣(⁣٢) قال الأَصْمَعيُّ: الفاءُ تَصْحِيفٌ، وإِنَّمَا هو القِلْقِل، بقافَيْن. وقال أَبو الهَيْثَم: القَافُ تَصحيفٌ، وإِنّمَا هو الفُلْفُل، بفاءَيْن؛ لأَنَّ حَبَّ القِلْقِلِ بالقَاف لا يُدَقُّ؛ يُضْرَبُ في الإِلْحَاح على الشَّحيح، ويُوضَعُ في الإِدْلالِ والحَمْلِ عليه، كما في كُتُب الأَمْثال.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  النَّحْزُ: الضَّرْبُ بالجُمْع في الصَّدْرِ.

  والرّاكبُ يَنْحَزُ بصَدْره وَاسِطَةَ الرَّحْل، أَي يَضْرِبُها، قال ذو الرُّمَّة:

  إِذا نَحَزَ الإِدلاجُ ثُغْرَةَ نَحْرِه ... به أَنّ مُسْتَرْخِي العمَامَةِ ناعِسُ

  والنَّحَائزُ: الإِبلُ المَضْرُوبَةُ، وَاحدَتُهَا نَحِيزَةٌ.

  ونَحَزَ النَّسِيجَةَ: جَذَبَ الصِّيصَةَ ليُحْكِمَ اللُّحْمَةَ.

  والنَّحْزُ من عُيُوبِ الخَيْلِ: هو أَن تكونَ الوَاهِنَةُ ليستْ بمُلْتَئِمَة، فيعظُمُ ما وَالاها من جِلْدِ السُّرَّة؛ لوُصُول ما في البَطْن إِلى الجِلْد؛ فذلك في مَوْضِع السُّرَّة يُدْعَى النَّحْزَ، وفي غير ذلك المَوْضعِ يُدْعَى الفَتْقَ.

  والنَّحْزُ أَيضاً: السُّعَالُ عامَّةً.

  ونَحِزَ الرَّجلُ: سَعَلَ.

  ونَحْزَةً له: دُعَاءٌ عليه.

  والنَّاحِزُ: أَن يُصيبَ الْمِرْفَقُ كِرْكِرَةَ البَعيرِ فيُقَال: به ناحِزٌ. قال الأَزهَريُّ: لم أَسْمَع النّاحِزَ في باب الضّاغِط لغَير اللَّيْث، وأُراه أَرادَ الحَازَّ فَغَيَّرَه.

  والنَّحِيزَةُ: الطَّريقُ بعَيْنِه؛ شُبِّه بخُطُوطِ الثَّوْبِ.

  [نخز]: نَخَزَه، بالخاءِ المُعْجَمة، أَهملَه الجَوهريُّ.

  وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٣): يُقَال: نَخَزَه بحَديدَة أَو نحوِهَا، كمَنَعَه، إِذا وَجَأَه بها.

  ونخَزَه بكَلمَةٍ: أَوْجَعَه بها، كذا في اللِّسَان والتَّكْملَة.

  [نرز]: النَّرْزُ، أَهملَه الجَوْهَريُّ، وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٤): هو فِعْلٌ مُمَاتٌ، وهو الاسْتخْفَاءُ من فَزَعٍ، زَعَمُوا. قال: وبه


(١) هو قول الأصمعي، كما في التهذيب.

(٢) في القاموس: القلقل بالقافين.

(٣) الجمهرة ٢/ ٢١٨.

(٤) الجمهرة ٢/ ٣٢٧.