تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذغمر]:

صفحة 438 - الجزء 6

  والفِعْلُ ذَعَرَ، كجَعَل، يقال: ذَعَرَه يَذْعَره ذَعْراً فانْذَعَرَ، وهو مُنْذَعِرٌ⁣(⁣١)، وأَذْعَرَه، كلاهما: أَفْزَعَه وصَيَّره إِلى الذُّعْرِ.

  وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابيّ:

  ومِثْل الّذِي لاقَيْتَ إِن كنْتَ صادِقاً ... من الشَّرِّ يَوماً من خَلِيلِكَ أَذْعَرَا

  وفي حديث حُذَيْفة قال له لَيْلَةَ الأَحْزَاب: «قم فَأْتِ القَوْمَ ولا تَذْعَرْهُم عَلَيَّ»، يَعْنِي قُرَيْشاً، أَي لا تُفزِعْهُم، يريد لا تُعْلِمْهُم بنَفْسِك، وامْشِ في خُفْيَة لِئَلَّا يَنْفِرُوا منك. وفي حديث نائلٍ⁣(⁣٢) مَوْلَى عُثْمَانَ «ونحن نَتَرَامَى بالحَنْظَل فما يَزِيدُنا عُمَرُ عَلى أَن يَقُول كَذَاك لا تَذْعَرُوا عَلَيْنَا»، أَي لا تُنَفِّرُوا علينا إِبِلَنا. وقوله: كَذَاك، أَي حَسْبُكم.

  والذَّعَرُ، بالتَّحْرِيكِ: الدَّهَشُ من الحَيَاءِ، عن ابْنِ الأَعْرَابيّ.

  والذُّعَرُ، كصُرَد. الأَمرُ المَخُوفُ، كذا في التَّكْمِلَة، والذي في التَّهْذِيب: أَمْرٌ ذُعَرٌ: مَخُوفٌ، على النَّسَب، ومُقْتَضَاه أَن يَكُون ككَتِفٍ، كما هو ظَاهِرٌ.

  والذُّعَرَة، كتُؤَدَة: طائرٌ، وفي التَّهْذِيب: طُوَيْئِرَةٌ تكونُ في الشَّجَر تَهُزُّ ذَنَبَها دَائِماً لا تَراهَا أَبداً إِلَّا مَذْعُورَةً.

  والذَّعُورُ، كصَبُور: المُتَذَعِّر، هكَذَا في النُّسَخ، وفي المحكم: المُنْذَعِر. والذَّعُور: المرأَةُ التي تُذْعَر من الرِّيبَةِ والكَلامِ القَبِيحِ. قال:

  تَنُولُ بمَعْرُوفِ الحَدِيثِ وإِنْ تُرِدْ ... سِوَى ذَاك تُذْعَرْ مِنْك وهيَ ذَعُورُ

  والذَّعُور: نَاقةٌ إِذَا مُسَّ ضَرْعُها غَارَّتْ، بتَشْدِيد الرَّاءِ⁣(⁣٣)، هكذا وَجَدْناه مَضْبُوطاً في الأُصولِ الصَّحِيحَة.

  وذو الأَذْعارِ لَقَبُ مَلِك من مُلُوك اليَمَنِ، قيل: هو تُبَّعٌ، وقيل: هُوَ عَمْرُو بنُ أَبْرَهَةَ ذِي المَنَارِ جَدّ تُبَّع، كان على عَهْدِ سَيِّدنا سُلَيْمَانَ # أَو قَبْلَه بقَلِيل؛ وإِنما لُقِّب به لأَنَّه أَوْغَلَ في ديَار المغْرِب وسَبَى قوماً وَحِشَةَ الأَشْكالِ وُجُوهُها في صُدُورِهَا فذُعِرَ مِنْهُم الناسُ، فسُمِّيَ ذَا الأَذْعَارِ. وبَعْدَه مَلَكت بِلْقِيس صاحِبَةُ سُلَيْمَانَ #، وزَعَم ابنُ هِشَام أَنها قَتَلَتْه بحِيلَة. أَو لأَنَّه حَمَلَ النَّسْنَاسَ إِلى اليَمَنِ فذُعِرُوا منه، وقال ابن هِشَام: سُمِّيَ به لكَثْرَةِ ما ذُعِرَ منه النَّاسُ لجَوْرِه، وقد ذكَرَه ابنُ قُتَيْبَةَ في المعارف وسَمَّاه العبد بن أَبْرَهَةَ.

  ويقال: تَفَرَّقُوا ذعَارِيرَ، كشَعَارِيرَ وَزْناً ومَعْنًى.

  والذُّعْرَة، بالضَّم: الفِنْدَوْرَة⁣(⁣٤)، وقيل: أُمّ سُوَيْدٍ، وهي الاسِتُ، كالذَّعْرَاءِ.

  ويقال: سَنَةٌ ذُعْرِيَّةٌ، بالضَّمّ، أَي شَدِيدَةٌ.

  وذَعاريرُ الأَنْف: ما⁣(⁣٥) يَخْرُجُ منه كاللَّبَن، نَقَلَه الصَّاغَانيّ.

  والمَذْعُورةُ: الناقةُ المَجْنُونةُ قال الصَّاغَانيّ: هكذا تَقُولُه العرب، كالمُذَعَّرَةِ، يقال: نُوقٌ مُذَعَّرَةٌ، أَي بِهَا جُنُونٌ.

  ورجلٌ مُتَذَعِّرٌ: مُتَخَوِّفٌ، وكذلك مُنْذَعِر.

  ومالِكُ بنُ دُعْرٍ، بالدَّال المهملة وضَبَطَه ابنُ الجَوَّانيّ النَّسَّابة بالمُعْجَمَة، وقد سبق الكَلَامُ عَلَيْه.

  * ومما يستدرك عليه:

  الذَّعْرَة: الفَزْعة.

  ورجلٌ ذَاعِرٌ وذُعَرَة وذُعْرَة: ذو عُيُوبٍ، هكذا حَكاه كُرَاعٌ، وذَكَرَه في هذا الباب، قال: وأَما الدَّاعِر فالخَبِيثُ، وقد تَقَدَّم ذلك.

  وأَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بن عَمْرِو بنِ سُلَيْمَانَ، يُعرَفُ بابْنِ أَبِي مَذْعُور، قال الدّارقُطْنِيّ: ثِقَةٌ، وروَى عنه المَحَامِليّ وغيرُه.

  وسَنَةٌ ذُعْرِيّةٌ، بالضَّمّ، أَي شَدِيدةٌ، عن الصَّاغانِيّ.

  [ذغمر]: الذُّغْمُورُ، بالغَيْن المعجمة، كعُصْفور، أَهملَه الجوهريّ. وقال ابنُ الأَعرابِيّ: هو الحَقُودُ الّذي لا يَنْحلُّ حِقْدُه.

  * ومما يستدرك عليه:

  الذَّغْمَرِيّ بالفَتح: السَّيِّءُ الخُلُقِ، عن ابنِ الأَعْرابيّ، كذا في التَّهْذِيب.


(١) في التهذيب والتكملة: «متذعر» وفي اللسان فكالأصل.

(٢) في اللسان: «نابل» بالباء، وفي النهاية: نائل، كالأصل.

(٣) كذا، وأهمل ضبطها في الأساس، وضبطت بالتخفيف في اللسان.

(٤) هكذا ضبط اللسان.

(٥) التكملة: شيءٌ.