تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خبع]:

صفحة 82 - الجزء 11

  ابنُ دُرَيْدٍ: هو النَّمَّامُ. والخَبْرَعَةُ فِعْلُه وهي النَّمِيمَةُ، كَذَا في اللِّسَانِ والعُبَابِ والتَّكْمِلَة.

  [خبع]: خَبَعَ بالمَكَانِ، كمَنَعَ: أَقَامَ به، وخَبَعَ فيه، أَيْ دَخَلَ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ، وخَبَعَ الصَّبِيُّ خُبُوعاً بالضَّمِّ: انْقَطَعَ نَفَسُهُ، وفُحِمَ مِن البُكَاءِ، كما في الصّحاح والمُحْكَم، ونَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ أَيْضاً. وقالَ: فإِنْ كانَ صَحِيحاً فهو مِن البابِ، كَأَنَّ بُكَاءَهُ خُبِيء، قالَ: والخاءُ والبَاءُ والعَيْنُ لَيْسَ أَصْلاً، وذلِكَ أَنَّ العَيْنَ مُبْدَلَة مِن الهَمْزَةِ.

  وِالخَبْعُ: الخُبْءُ، أَي لُغَةٌ فيه. يُقَالُ: خَبَعْتُ الشَّيْءَ، أَيْ خَبَأتُهُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  وفي اللِّسَانِ: وأَمّا الخَبْعُ بمَعْنَى الخَبءِ فعَلَى الإِبْدَالِ، لا يُعتَدُّ بهِ مِن هذَا البَابِ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ لِلْخِباءِ: الخِبَاعُ وأَنْشَدُوا لِذِي الرُّمَّةِ:

  أَعَنْ تَوَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً ... ماءُ الصَّبابَةِ مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُوُم

  يُريدُ: أَأنْ تَوَسَّمْتَ.

  قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو حَاتِمٍ، لِرَجُلٍ من أَهْل اليَمَامَةِ.

  فعَيْنَاشِ عَيْنَاهَا وجِيدُشِ جِيدُهَ ... سِوَى عَنَّ عَظْمَ الساقِ مِنْشِ دَقِيقُ

  يُرِيدُ: «سِوىَ أَنَّ»، قالَ: وأَكْثَرُ رَبِيعَةَ يَجْعَلُ كَافَ المُؤَنَّثِ شِيناً.

  وِعلى هذا قالُوا: امْرَأَةٌ خُبَعَةٌ طُلَعَةٌ، كهُمَزَةٍ أَيْ تَخْتَبِئُ تارَةً وتَبْدُو أُخْرَى. وفي اللِّسَان: أَيْ تَخْبَأُ نَفْسَها مَرَّةً، وتُبدِيهَا مَرَّةً، وهي بِمَعْنَى خُبَأَةٍ «بالهَمْزَة».

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الخُبَعَةُ⁣(⁣١)، كهُمَزَةٍ: المُزْعَةُ مِنَ القُطْنِ، عن الهَجَرِيّ.

  [خترع]: الخُيْتَرُوعُ، كحَيْزَبُونٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللِّسَان. وقالَ الخَارَزْنَجِيّ: هي المَرَأَةُ التي لا تَثْبُتُ عَلَى حَالٍ، كَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عنه، وحَيْزَبُونٌ لَمْ يَذْكُرُهُ المُصَنِّف، وقَدْ نَبَّهنا عَلَيْه في «ح ز ب».

  [ختع]: خَتَعَ الرَّجُلُ، كَمَنَعَ، خَتْعاً وخُتُوعاً: رَكِبَ الظُّلْمَةَ باللَّيْلِ، وَمَضَى فِيهَا عَلَى القَصْدِ، كَمَا يَخْتَعُ الدَّلِيلُ بالقَوْمِ، قالَ رُؤْبَةُ:

  أعْيَتْ أَدِلّاءَ الفَلَاةِ الخُتَّعَا

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَتَعَ عَلَيْهِم، إذا هَجَمَ عَلَيْهِم. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: خَتَعَ: هَرَبَ. قالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ:

  يُلاوِذْنَ مِنْ حَرّ كأَنَّ أوَارَهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهوَ خَتُوعُ

  أَي هَارِبٌ من الحَرِّ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: خَتَعَ: أَسْرَعَ. وخَتَعَت الضَّبُعُ:

  خَمَعَتْ. وقالَ غَيْرُه: خَتَعَ الفَحْلُ خَلْفَ الإبل: إذا قَارَبَ في مَشْيِه.

  وِخَتَعَ السَّرابُ خُتُوعاً: اضْمَحَلَّ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خُتَعٌ، كصُرَدٍ: من أَسْمَاءِ الضَّبُع، ولَيْسَ بثَبَتٍ وقالَ غَيْرُهُ: دَلِيلٌ خُتَعٌ: هو الحاذِقُ فِي الدّلالَةِ الماهِرُ بها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، كالخَتِع، ككَتِفٍ، وجَوْهَرٍ، وصَبُورٍ، يُقَالُ: وَجَدْتُهُ خُتَعَ لا سُكَعَ، أَيْ لا يَتَحَيَّرُ. وذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ الخَوْتَعَ. قالَ ذُو الرُمَّةِ.

  يَهْمَاءُ لا يَجْتَازُهَا المُغَرَّرُ ... كَأَنَّمَا الأَعْلامُ فِيهَا سُيَّرُ

  بِهَا يَضِلُّ الخَوْتَعُ المُشَهَّرُ

  وِالخَوْتَعُ، كجَوْهَرٍ: ضَرْبٌ مِن الذُّبَابِ كِبَارٌ، وقِيلَ: هو ذُبَابُ الكَلْبِ. وقال أَبُو حَنِيفَةَ: ذُبَابٌ أَزْرَقُ يَكُونُ في العُشْبِ، قال الراجِزُ:

  لِلْخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيهِ صاهِلْ ... عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ

  وِالخَوْتَعُ: وَلَدُ الأَرْنَب، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَوْتَعُ: الطَّمَعُ.

  وِبهَاءٍ الخَوْتَعَةُ: هو الرَّجُلُ القَصِيرُ. وفي المَثَلِ: «أَشْأَمُ مِنْ خَوْتَعَةَ»، هو، وفي الصّحاحِ: زَعَمُوا أَنَّهُ رَجُلُ مِنْ بَنِي غُفَيْلَةَ بنِ قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيّ بنِ جَدِيلَةَ بنِ


(١) عن اللسان وبالأصل «والخبأ».