تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سوو]:

صفحة 546 - الجزء 19

  ومِن المجازِ: أفأَخَذَهُمُ اللهُ بالسَّنَةِ والسِّنِيْن، أَي الجَدْب والقَحْط؛ ويقالُ: شِدَّة القَحْط.

  يقولون: أَكَلَتْهم السَّنَة، وهذا أَكْثَر اسْتِعْمال لَفْظ السَّنَة بخِلافِ العام كما تقدَّمَ.

  ومنه أَسْنِتُوا: إذا أَجْدَبُوا، أَبْدَلُوا التاءَ مِن الياءِ التي أَصْلها الواو، ووَزْنه افْعَتُوا أَو افْعَلوا كما تقدَّم، قالَ الشاعِرُ:

  لها درج⁣(⁣١) من حَوْلها غَيْر مُسْنت

  ومِن المجازِ: السَّنَةُ الأرضُ المُجْدِبَةُ، على التَّشْبيهِ بالسَّنَة مِن الزَّمان. يقالُ: أَرْضٌ سَنَةٌ؛ ج سِنُونَ، بالكسْر.

  وحكَى اللّحْياني: أَرْضٌ سِنُون، كأنَّهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها أَرْضاً سَنَةً ثم جمعُوهُ على هذا.

  ومِن السِّنِين جَمْع السَّنَة بمعْنَى الجَدْب قوْلُه تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ}⁣(⁣٢)، أَي بالجدوبِ والقحوطِ.

  وسَاناهُ مُساناةً وسِناءً، ككِتابٍ: اسْتَأْجَرَهُ لسَنَةٍ، وعامَلَهُ مُساناةً واسْتأْجَرَهُ مُساناةً كَذلِكَ، كقَوْلكَ مُسانَهَة.

  وأصابَتْهم سَنَةٌ سَنْواءُ، أَي شَدِيدَةٌ.

  والسَّنا: نَبْتٌ، تَقَدَّمَ، واوي، فلذا أَعادَهُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تُجْمَعُ السَّنَةُ أَيْضاً على سُنِيِّ كعُتِيِّ، ومنه قوْلُ الشاعِرِ:

  ما كانَ أزمانُ الهُزال والسِّنىَ⁣(⁣٣)

  قالَ الرَّاغبُ: ليسَ بمرخم وإنَّما جمع فِعْلاً⁣(⁣٤) على فُعولٍ كمائَةٍ ومِئُون⁣(⁣٥).

  وأَرْضٌ سَنْواءُ: أَصابَتْها السَّنَةُ.

  وسَنا سَنا: كلمةٌ حَبَشيَّةٌ جاءَ ذِكْرُها في حديثِ أُمِّ خالِدٍ ومَعْناها حَسَنٌ، تُخَفَّفُ نُونُها وتشدَّدُ؛ ويُرْوى: سَنَهْ سَنَهْ؛ وفي أُخْرى: سَنّاهُ سَنَّاهُ بالتَّشْديدِ والتَّخْفيفِ فيهما، كذا في النهايَةِ.

  [سوو]: والسَّوا⁣(⁣٦)؛ هكذا هو في النُّسخِ بالقَصْرِ والصَّوابُ بالمدِّ، العَدْلُ؛ ومنه قَوْله تعالى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ}⁣(⁣٧)؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  قال الرَّاغبُ: أَي عَدْلٍ مِن الحُكْم، قالَ: ولمعْنَى المعادلة التي فيه [استعمل]⁣(⁣٨) اسْتِعمال العَدْل، قال الشاعر:

  أَبَيْنا فلا نُعْطِي السّواء عَدُوُّنا

  قالَ الأزهريُّ: ومنه قوله تعالى: {إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا}⁣(⁣٩) أَي عَدْلٍ؛ وقال زهيرٌ:

  أَرُوني خُطَّةً لا عَيْبَ فيها ... يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ⁣(⁣١٠)

  والسَّواءُ: الوَسَطُ؛ ومنه قوْله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ}⁣(⁣١١)؛ وكَذلِكَ: {سَواءَ السَّبِيلِ} *.

  وقالَ الفرَّاءُ: سَواءُ السَّبِيلِ قَصْدُه.

  ويقالُ: انْقَطَعَ سَوائِي، أَي وَسَطِي.

  ويقالُ: مَكانٌ سَواءٌ: أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ بينَ الفَرِيقَيْن.

  والسَّواءُ: الغَيْرُ؛ قالَ الأعْشى:

  تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامةِ ناقتِي ... وما عَدَلَتْ عن أَهْلِها السَّوائِكا⁣(⁣١٢)


(١) في مفردات الراغب «سنه»: لها أَرَج ما حولها ..

(٢) سورة الأَعراف، الآية ١٣٠.

(٣) مفردات الراغب «سنه».

(٤) في المفردات: فعلة.

(٥) المفردات: كمائة ومِئِينَ ومؤُنٍ، وكسر الفاء كما كسر في عصيِّ وخففه للقافية.

(٦) في القاموس: «السَّواءُ» بالمد.

(٧) سورة الأنفال، الآية ٥٨.

(٨) زيادة عن المفردات.

(٩) آل عمران الآية ٦٤.

(١٠) ديوانه ط بيروت ص ١٥ برواية:

أرونا سنة لا عيب فيها

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(١١) سورة الصافات، الآية ٥٥.

(*) بسورة القصص: ٢٢ / البقرة: ١٠٨ / المائدة: ١٢ و ٦٠ و ٧٧ / الممتحنة: ١.

(١٢) ديوانه ط بيروت ص ١٣١ برواية: «تجانف عن جلّ من أهلها» والمثبت كرواية اللسان، وفيه رواية أخرى «... عن خلّ اليمامة»، وفي التهذيب كرواية الديوان، وعجزه في الصحاح والمقاييس ٣/ ١١٣ ومعجم البلدان «السواء».