[هوه]:
  اسمٌ بُني مع صَوْتِ فجُعِلا اسْماً واحِداً، وكَسَرُوا آخِرَه كما كَسَرُوا غاقٍ لأنَّه ضارَعَ الأصْواتَ، وفارَقَ خَمْسَة عَشَرَ لأَنَّ آخِرَه لم يُضارِعِ الأصْواتَ فيُنَوَّنُ في التَّنْكِيرِ، ومَنْ قالَ: هذا سِيْبَوَيْه ورأَيْتُ سِيبَوَيْه فأَعْرَبَهُ بإعْرابِ ما لا يَنْصَرفُ ثَنَّاه وجَمَعَه، فقال(١): السَّيبَوَيْهانِ والسَّيبَوَيْهُونَ؛ وأَمَّا مَنْ لم يَعْرِبْه فإنَّه يقولُ في التَّثْنِيةِ: ذَوا سِيبَوَيْهِ، وكِلاهُما سِيبَوَيْه، وفي الجميعِ: ذَوُو سِيَبَويْهِ، وكُلّهم سِيبَوَيْهِ.
فصل الهاء مع نفسها
  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  [هده]: الهده: بتَخْفِيفِ الدالِ: مَوْضِعٌ بينَ عَسْفانَ ومكَّةَ، والنِّسْبَةُ إليه هَدَوِيٌّ على غيرِ قِياسٍ؛ ومنهم مَنْ يُشَدِّدُ الدالَ وهو ممدرة أهل مكة، وقد ذُكِرَ في الدالِ.
  [هوه]: رَجُلٌ هُوهَةٌ، بالضَّمِّ: أَي جَبانٌ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
  وَهَهْ: كلمةُ تَذْكِرَة(٢) ووَعِيدٍ(٣)، ويكونُ بمعْنَى التَّحْذيرِ أَيْضاً ولا يُصَرَّفُ منه فِعْلٌ لثقلِه على اللِّسانِ وثقلِه في المَنْطِقِ إلَّا أَنْ يضْطَرَّ شاعِرٌ.
  وقالَ اللَّيْثُ: هَهْ تَذْكِرَةٌ في حالٍ، وتَحْذيرٌ في حالٍ، وحِكايَةٌ لضَحِكِ الضَّاحِكِ في حالٍ. يقالُ: ضَحِكَ فلانٌ فقالَ هاهْ هاهْ.
  قالَ: وتكونُ هاهْ في مَوْضِع آهْ مِن التَّوْجُّعِ مِن قَوْله:
  إذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ ... تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحَزينِ(٤)
  وهَهَّ يَهَهُّ، بالفتْحِ، هَهَّا وهَهَّةً: لَثُغَ واحْتَبَسَ لِسانُه.
  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  الهَوْها، بالقَصْرِ: البِئْرُ التي لا مُتَعَلَّقَ بها ولا مَوْضع لرِجْلِ نازِلِها لبُعْدِ جالِيْها.
  ورجُلٌ هَوْهاةٌ: ضَعِيفُ القَلْبِ.
  وأَيْضاً: الأحْمَقُ.
  ورَجُلٌ هَواهِيَةٌ: جَبَانٌ؛ عن ابنِ السِّكِّيت.
  وقالَ أَبو عبيدٍ: المَوْماةُ والهَوْهاةُ واحِدٌ، والجمِيعُ المَوامِي والهَياهِي.
  وتَهَوَّهَ الرَّجُلُ: تَفَجَّعَ.
  والهَواهِي: ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ. يقالُ: إنَّ الناقَةَ لَتَسِيرُ هَواهِيَ مِن السَّيْرِ؛ قالَ الشاعِرُ:
  تَغالَتْ يَداها بالنَّجاءِ وتَنْتهِي ... هَواهِيَ من سَيْرٍ وعُرْضَتُها الصَّبْرُ(٥)
  ويقالُ: جاءَ فلانٌ بالهَواهِي، أَي بالتَّخالِيطِ والأَباطِيلِ واللّغْو من القَوْلِ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
  وفي كلِّ يومٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً ... إلىَّ وما يُجْدُونَ إلَّا هَوَاهِيا(٦)
  وسَمِعْتُ هَواهِيَةَ القوْمِ: وهو مثل عَزِيفِ الجِنِّ وما أَشْبَهه.
  وهُوهْ: اسمٌ لقارَبْتَ.
  ويَقولُونَ عنْدَ التَّوَجُّعِ والتَّلَهُّفِ: هاهْ وهاهِيه.
  وفي حدِيثِ عَذابِ القَبْر: «هاهْ هاهْ»، هذه كلمةٌ تقالُ في الإيعادِ أَو للتَّوَجُّعِ، فتكونُ الهاءُ الأُولى مُبْدلَةً من هَمْزةِ آه.
  [هيه]: الهَيهُ: مَنْ يُنَحَّى لدَنَسِ ثِيابه؛ حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
(١) عن الصحاح وبالأصل: «فقل».
(٢) في القاموس: تذكرةٌ ووعيدٌ، بالرفع فيهما منونتان، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرهما.
(٣) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من الشارح. ونصها: «وهاه: وَعِيدٌ».
(٤) للمثقب العبدي، المفضلية ٧٦ البيت ٣٥ واللسان والتهذيب، ويروى:
تهوه هاهة الرجل الحزين
وهي رواية التكملة.
(٥) اللسان والتهذيب.
(٦) اللسان والتهذيب والمقاييس ٦/ ٢١.