تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هوه]:

صفحة 120 - الجزء 19

  اسمٌ بُني مع صَوْتِ فجُعِلا اسْماً واحِداً، وكَسَرُوا آخِرَه كما كَسَرُوا غاقٍ لأنَّه ضارَعَ الأصْواتَ، وفارَقَ خَمْسَة عَشَرَ لأَنَّ آخِرَه لم يُضارِعِ الأصْواتَ فيُنَوَّنُ في التَّنْكِيرِ، ومَنْ قالَ: هذا سِيْبَوَيْه ورأَيْتُ سِيبَوَيْه فأَعْرَبَهُ بإعْرابِ ما لا يَنْصَرفُ ثَنَّاه وجَمَعَه، فقال⁣(⁣١): السَّيبَوَيْهانِ والسَّيبَوَيْهُونَ؛ وأَمَّا مَنْ لم يَعْرِبْه فإنَّه يقولُ في التَّثْنِيةِ: ذَوا سِيبَوَيْهِ، وكِلاهُما سِيبَوَيْه، وفي الجميعِ: ذَوُو سِيَبَويْهِ، وكُلّهم سِيبَوَيْهِ.

فصل الهاء مع نفسها

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [هده]: الهده: بتَخْفِيفِ الدالِ: مَوْضِعٌ بينَ عَسْفانَ ومكَّةَ، والنِّسْبَةُ إليه هَدَوِيٌّ على غيرِ قِياسٍ؛ ومنهم مَنْ يُشَدِّدُ الدالَ وهو ممدرة أهل مكة، وقد ذُكِرَ في الدالِ.

  [هوه]: رَجُلٌ هُوهَةٌ، بالضَّمِّ: أَي جَبانٌ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وَهَهْ: كلمةُ تَذْكِرَة⁣(⁣٢) ووَعِيدٍ⁣(⁣٣)، ويكونُ بمعْنَى التَّحْذيرِ أَيْضاً ولا يُصَرَّفُ منه فِعْلٌ لثقلِه على اللِّسانِ وثقلِه في المَنْطِقِ إلَّا أَنْ يضْطَرَّ شاعِرٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ: هَهْ تَذْكِرَةٌ في حالٍ، وتَحْذيرٌ في حالٍ، وحِكايَةٌ لضَحِكِ الضَّاحِكِ في حالٍ. يقالُ: ضَحِكَ فلانٌ فقالَ هاهْ هاهْ.

  قالَ: وتكونُ هاهْ في مَوْضِع آهْ مِن التَّوْجُّعِ مِن قَوْله:

  إذا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ ... تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحَزينِ⁣(⁣٤)

  وهَهَّ يَهَهُّ، بالفتْحِ، هَهَّا وهَهَّةً: لَثُغَ واحْتَبَسَ لِسانُه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الهَوْها، بالقَصْرِ: البِئْرُ التي لا مُتَعَلَّقَ بها ولا مَوْضع لرِجْلِ نازِلِها لبُعْدِ جالِيْها.

  ورجُلٌ هَوْهاةٌ: ضَعِيفُ القَلْبِ.

  وأَيْضاً: الأحْمَقُ.

  ورَجُلٌ هَواهِيَةٌ: جَبَانٌ؛ عن ابنِ السِّكِّيت.

  وقالَ أَبو عبيدٍ: المَوْماةُ والهَوْهاةُ واحِدٌ، والجمِيعُ المَوامِي والهَياهِي.

  وتَهَوَّهَ الرَّجُلُ: تَفَجَّعَ.

  والهَواهِي: ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ. يقالُ: إنَّ الناقَةَ لَتَسِيرُ هَواهِيَ مِن السَّيْرِ؛ قالَ الشاعِرُ:

  تَغالَتْ يَداها بالنَّجاءِ وتَنْتهِي ... هَواهِيَ من سَيْرٍ وعُرْضَتُها الصَّبْرُ⁣(⁣٥)

  ويقالُ: جاءَ فلانٌ بالهَواهِي، أَي بالتَّخالِيطِ والأَباطِيلِ واللّغْو من القَوْلِ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:

  وفي كلِّ يومٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً ... إلىَّ وما يُجْدُونَ إلَّا هَوَاهِيا⁣(⁣٦)

  وسَمِعْتُ هَواهِيَةَ القوْمِ: وهو مثل عَزِيفِ الجِنِّ وما أَشْبَهه.

  وهُوهْ: اسمٌ لقارَبْتَ.

  ويَقولُونَ عنْدَ التَّوَجُّعِ والتَّلَهُّفِ: هاهْ وهاهِيه.

  وفي حدِيثِ عَذابِ القَبْر: «هاهْ هاهْ»، هذه كلمةٌ تقالُ في الإيعادِ أَو للتَّوَجُّعِ، فتكونُ الهاءُ الأُولى مُبْدلَةً من هَمْزةِ آه.

  [هيه]: الهَيهُ: مَنْ يُنَحَّى لدَنَسِ ثِيابه؛ حَكَاه ابنُ الأعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:


(١) عن الصحاح وبالأصل: «فقل».

(٢) في القاموس: تذكرةٌ ووعيدٌ، بالرفع فيهما منونتان، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى جرهما.

(٣) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من الشارح. ونصها: «وهاه: وَعِيدٌ».

(٤) للمثقب العبدي، المفضلية ٧٦ البيت ٣٥ واللسان والتهذيب، ويروى:

تهوه هاهة الرجل الحزين

وهي رواية التكملة.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والتهذيب والمقاييس ٦/ ٢١.