تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سدح]:

صفحة 83 - الجزء 4

  وحَلِفٌ سَحٌّ، أَي مُنْصَبٌّ مُتتابعٌ وطَعْنَة مُسَحْسِحَةٌ: سائلةٌ، وأَنشد.

  مُسَحْسِحَةٍ تَعْلُو ظهورَ الأَناملِ⁣(⁣١)

  وأَرْضٌ سَحْسَحٌ: واسِعَةٌ. قال ابن دريد: ولا أَدرِي ما صِحَّتُهَا.

  ومن المَجاز: استنشدتُه قصيدَةً فسَحَّها عليَّ سَحًّا.

  [سدح]: السَّدْح، كالمَنْعِ: ذَبْحُكَ الشَّيْءَ وبَسْطُكَه على الأَرْضِ. وقال اللّيث: هو ذَبْحُك الحَيوانَ مَمدوداً على وَجْهِ الأَرْضِ. وقد يكون الإِضْجَاعُ على وَجْهِ الأَرْضِ سَدْحاً، نحو القِرْبَةِ المَمْلُوءَةِ المَسْدُوحَةِ. وقال الأَزهريّ: السَّدْحُ والسَّطْحُ واحدٌ، أُبْدِلت الطَّاءُ فيه دَالاً، كما يقال: مَطَّ ومَدَّ، وما أَشبَهَه.

  والسَّدْحُ: الصَّرْعُ بَطْحاً على الوَجْهِ، وقد سَدَحَه فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ: صَرَعه، كسَطَحَه، أَو الإِلْقَاءُ⁣(⁣٢) على الظَّهْرِ لَا يَقَعُ قاعِداً ولا مُتكوِّراً. تقول: سَدَحَه فانْسَدَحَ، وهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ. قال خِدَاش بن زُهَير:

  بين الأَراكِ وبين النّخلِ تَسْدَحُهم

  زُرْقُ الأَسنَّةِ في أَطْرافِها شَبَمُ

  ورواه المُفضَّل: تَشْدَخُهم، بالخاءِ والشِّين المعجمتين.

  فقال له الأَصمعيّ: صارت الأَسِنَّةُ كافرْ كُوباتٍ⁣(⁣٣) تَشْدَخ الرُّؤوس، إِنما هو تَسْدَحُهم. وكان الأَصمعيّ يَعيب من يرويه: تشدخهم، ويقول: الأَسِنَّةُ لا تَشْدَخ، إِنّما ذلك يكون بحجرٍ أَو دَبُّوسٍ أَو عَمود أَو نحوِ ذلك مما لا قَطْعَ له.

  والسَّدْحُ: إِناخةُ النّاقةِ. وقد سَدَحها سَدْحاً: أَنَاخَها، كسَطَحَها. فإِمّا أَن تكون لُغةً وإِمّا أَن تكون بَدَلاً.

  والسَّدْحُ: الإِقامةُ بالمكان. قال ابن الأَعرابيّ: سَدَحَ بالمكان وردَحَ، إِذا أَقام به أَو المَرْعى.

  والسَّدْح: مَلْءُ القِرْبةِ، وقد سَدَحها يسْدَحُها سَدْحاً: مَلأها ووَضَعَها إِلى جَنْبِه. وقِرْبةٌ مَسْدوحةٌ.

  والسَّدْحُ: القَتْلُ، كالتَّسْديح.

  وأَن تَحْظَى المرأَةُ من زوْجِها، قال ابن بُزُرْج: سَدَحَتِ المَرْأَةُ ورَدَحَتْ، إِذا حَظِيَتْ عندَ زَوْجِها ورُضِيتْ.

  وسدْحُ المرأَةِ أَيضاً: أَن تُكْثِر مِن وَلَدِها.

  والسّادِحةُ: السَّحابةُ الشديدةُ الّتي تَصْرَع كلَّ شيْءٍ.

  وفُلانٌ سادِحٌ، أَي مُخْصِبٌ. وسادحٌ: قبيلةٌ قال أَبو ذُؤيب:

  وقد أَكْثَر الوَاشونَ بيْنِي وبيْنَه

  كمَا لمْ يَغِبْ عن غَيِّ ذُبْيَانَ سادِحٌ⁣(⁣٤)

  * ومما يستدرك عليه:

  رأَيته مُنْسدِحاً: مُستلْقِياً مُفَرِّجاً رِجْلَيه؛ كذا في الأَساس واللِّسان، وسيأْتي هذا للمصنّف في «سرح» فليُنْظَر.

  [سرح]: السَّرْحُ: المالُ السائِمُ. وعن اللّيث: السَّرْحُ: المالُ يُسام في المَرْعَى من الأَنعام. وقال غيره: ولا يُسمَّى من المالِ سَرْحاً إِلا ما يُغْدَى به ويُراحُ. وقيل: السَّرْحُ من المالِ: ما سَرَحَ عليك. والسَّرْحُ أَيضاً: سَوْمُ المالِ، كالسُّرُوحِ، بالضّمّ، قال شيخنا: ظاهره أَنه مَصدَرُ المتعدِّي، والصّواب أَنه مصدرُ اللّازمِ كما اقتضاه القياس. والسَّرْحُ: إِسَامَتُها، كالتَّسْريحِ. يقال: سرَحِت الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُروحاً: سامَتْ. وسَرَّحَها هو: أَسامَها، يَتعدَّى ولا يتعَدَّى. قال أَبو ذُؤيب:

  وكان مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً

  حَيْثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ

  تقول: أَرَحْتُ الماشيةَ، وأَنْفَشْتها، وأَسَمْتُها، وأَهْمَلْتُها، وسَرحْتُها سَرْحاً، هذه وَحْدَها بلا أَلِفٍ. وقال أَبو الهَيثم في قوله تعالى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}⁣(⁣٥) قال: يُقال: سَرَحْتُ الماشيةَ: أَي أَخرجتُها بالغَداةِ إِلى المرْعَى، وسَرَحَ


(١) البيت لأبي ذؤيب كما في شرح أشعار الهذليين وصدره:

دلفت له تحت الوغى بمرشة

(٢) في القاموس: والإِلقاء، وفي اللسان والصحاح فكالأصل.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كافر كوبات هو جمع كافر كوب كلمة فارسية معرّبة ومعناها الذي يدق الكافر وهو آلة كالدبوس والعمود كذا بهامش المطبوعة» وبهامش اللسان: هي المقرعة.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله غي كذا في النسخ والذي في اللسان عي بالمهملة.»

(٥) سورة النحل الآية ٦.