تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زخخ]:

صفحة 273 - الجزء 4

  والتَّرْيِيخ: التَّوْهِين، يقال: ضَرَبُوا فُلاناً حتّى رَيَّخوه، أَي أَوْهَنوه وأَلَانوه. وأَنشد:

  بوقْعِهَا يُريِّخُ المُرَيِّخُ

  والحَسَبُ الأَوفَى وعِزٌّ جُنْبُخُ

  والمُرَيَّخ، كَمُعَظَّم، المُرْداسَنْج ذكره الأَزهريّ هاهنا، وقال اللّيث: ويُسمَّى العُظَيمُ الهَشُّ الوالِجُ أَي الداخل في جَوْفِ القَرْنِ مُرَيَّخَ القَرْنِ، كالمَرِيخ، كأَمِير، هكذا في سائر النَسخ. ج أَمْرِخَة، هكذا نقلَه الأَزهَرِيّ عن الليث في مرخ، فجعلَه مَرِيخاً، وجمَعَه على أَمْرِخَة، وجعلَه في هذا البابِ مُرَيَّخاً بتشديد الياءِ، قال: ولم أَسمعْه لغيره. والذي نقلَه الأَزهريّ عن أَبي خَيْرَة أَنّه قَال: هو المَرِيخُ والمَرِيج، أَي بالخَاءِ والجيم، كلاهما كأَمِيرٍ: القَرْنُ الداخلُ ويجمعان أَمْرِخةً وأَمرِجة. وحكاه أَبو تُرَاب في كتاب الاعتقاب قال: وسأَلْتُ عنه أَبا سَعيد فلم يعرفهما.

  ورِيخٌ، بالكسر: ع بخُراسانَ أَو نَاحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ، منهَا أَبو بكر مُحمَّد بن القاسم بن حَبِيبِ الصّفارُ وذُرِّيَّته المحدِّثون الرِّيخِيُّون، حدّث عن جَدّه، وعنه حَفيدُه أَبو سعد، ومنهم عِصام الدّين أَبو حَفص عُمر بنُ أَحمدَ الصَّفّار، أَحدُ الأَئمّةِ بنَيْسَابُورَ، سمع أَبا بكرِ بن خَلفٍ. وأُختُه عائشةُ بنت أَحمدَ سمِعَتْ من أَبيها، وعنها زَيْنبُ الشَّعرِيّة. وأَبو سعدٍ عبد الله بن عُمَر بن أَحمدَ، مشهور، وابنُه القاسم كذلك، قاله الحافظ في التبصير.

فصل الزاي مع الخاءِ المعجمة

  [زتخ]: زَتَخَ القُرَادُ زُتُوخاً، بالضّمّ إِذا شَبِثَ بمَنْ عَلِقَ به، الصواب فيه أَنَّه بالرّاءِ، وقد تقدّم، ولذا لم يذكره أَحدٌ من الأَئمَّة هنا.

  [زخخ]: زَخَّه يَزُخّه زَخًّا: دَفعَه وأَوقعه في وَهْدَةٍ أَي المكان المنخفض، وفي الحديث: «مثَلُ أَهْل بَيتي مَثَلُ سَفِينةِ نُوحٍ مَنْ تخلّفَ عنها زُخَّ به في النَّار»، أَي دُفِعَ ورُمِيَ. وزَخَّ في قَفَاه: دَفَعَ. وقال ابن دُريد: كلُّ دَفْعٍ زَخٌّ. وزَخَّ في قفاه، أَي دَفَعَ وأَخْرَجَ.

  والزَّخُّ والزَّخَّة: الحِقْدُ والغَضَب والغَيظ. قال صَخْرُ الغَيِّ:

  فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ

  وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وخِيفَا

  ويقال زَخَّ زَيْدٌ زَخًّا، إِذا اغْتَاظَ، قال ابن سيده: وذَكرُوا أَنّه لم يُسمع الزَّخَّة الّتي هي الحِقد والغضب إِلّا في هذا البيتِ.

  وزَخَّ وَثَبَ، وربّمَا وَضَعَ الرَّجلُ مِسْحَاته في وَسط نَهرٍ ثُمَّ يَزُخّ بنفْسِه، أَي يَثِب.

  وزَخَّ بِبَوْلِه زَخًّا: رَمَاهُ ودَفعَه، مثْل ضَخَّ.

  والزَّخُّ: السُرْعَةُ. يقال، زَخَّ الحادِي الإِبلَ: ساقَها سَوْقاً سريعاً واحتَثَّها. والزَّخُّ والنَّخُّ: السَّيرُ العَنيفُ⁣(⁣١)، وقد زَخَّ إِذا سَارَ سَيراً عَنِيفاً. ومن المجاز ما

  رُوِيَ لعليّ بنِ أَبي طالبٍ كرّم الله وَجهَه أَنّه قال:

  أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ له مِزَخَّهْ

  يَزُخُّهَا ثُمّ يَنامُ الفَخَّهْ⁣(⁣٢)

  المِزَخَّة، بكسر الميم وفتحها - وبالفتح صَدّرَ الجوهَرِيّ كأَنّها مَوضِع الزَّخّ، أَي الدَّفْع -: المَرْأَةُ وسُمِّيَت لأَنّ الرَّجلَ يَزُخُّهَا، أَي يُجامِعها كالزَّخَّة، بالفتح، والمَزَخّة، بفتحها: فَرْجُهَا لأَنّهَا مَوْضِعُ الزَّخِّ. وزَخْزَخَهَا زِخْزَاخاً إِذا جَامَعَها، كزَخَّها زخًّا، وهو من ذلك، لأَنّه دَفْع.

  وزَخّت المرأَة بالماءِ تَزُخّ، وزَخّتْه: دَفَعَتْهُ. وامْرَأَةٌ زَخَّاخَةٌ، مشدَّدةً، وزَخَّاءُ، ممدودةً، إِذا كانت تَزُحُّ بالماءِ عِندَ الجِمَاعِ.

  وزَخَّ الجَمْرُ، بالجِيم كما في غير نُسخة، ومثله في الأُمَّهات اللُّغَوِيَة، ويوجد في بعض النُّسخ بالخاءِ المعجمة، وليس بصواب يَزُخّ، بالكسر والضّمّ⁣(⁣٣).


(١) ومنه قول الراجز:

لقد بعثنا حاديا مزخّا

أعجم لا يحسن إِلا نخّا

والنخ لا يُبقي لهن مخّا

(التهذيب - اللسان).

(٢) الفخة أن ينام فينفخ في نومه. الفخيخ: الغطيط. وضبطت مزخة بفتح الميم في الصحاح، وورد شاهداً على المزخة بالفتح: المرأة.

(٣) اقتصر الجوهري على الكسر. وفي التهذيب واللسان: يَزُخّ.