تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هدأ]:

صفحة 283 - الجزء 1

  مَا كُنْتَ فيه فَانْقَطَعَ عَنْكَ ومنه قولُ بَشَّارٍ وقَصَرَه ولم يَهْمزْه، والأَصلُ الهَمْزُ:

  وَقَضَيْتُ مِنْ وَرَقِ الشَّبَابِ هَجاً ... مِنْ كُلِّ أَحْوَزَ رَاجِحٍ قَصَبُهْ

  والهُجَأَةُ، كَهُمَزَة: الأَحْمَقُ من الرجال والنساءِ.

  والهِجَاءُ، ممدودٌ: تَهْجِئَةُ الحُرُوفِ.

  وتَهَجَّأَ الحَرْفَ بهمزٍ، مثل تَهَجَّاهُ بتبديل.

  [هدأ]: هَدَأَ، كمَنَع يَهْدَأُ هَدْءًا وهُدْوءًا: سَكنَ يكون في الحَرَكَة والصَّوْتِ وغيرِهما، قال ابنُ هَرْمَةَ:

  لَيْتَ السِّبَاعَ لَنَا كَانَتْ مُجَاوِرَةً ... وأَنَّنَا لَا نَرَى مِمَّنْ نَرَى أَحَدَا

  إِنَّ السِّبَاعَ لَتَهْدَى عَنْ فَرَائِسِهَا ... والنَّاسُ لَيْسَ بِهَادٍ شَرُّهُمْ أَبَدَا

  أَرَادَ: لَتَهْدَأُ، وبِهَادِئٍ، فأَبدَلَ الهمزةَ إِبْدَالاً صحيحاً، وذلك أَنه جَعلَها ياءً، فأَلحَقَ هَادِئاً⁣(⁣١) بِرَامٍ وسَام، وهذا عند سيبويه إِنما يُؤْخَذُ سَمَاعاً ولو خَفَّفَها تَخْفِيفاً قياسِيّا لجعلها بَيْنَ بَيْنَ، فكان ذلك يَكْسِرُ البَيْتَ، والكَسْرُ لا يجوز، وإِنما يَجوز الزِّحافُ.

  والاسْمُ الهَدْأَةُ، عن اللِّحيانيِّ.

  وأَهْدَأْتُه: سَكَّنْتُه. ومن المجاز: أَهْدَأْتُ الثَّوْبَ: أَبْلَيْتُه، كذا في الأَساس.

  وهَدَأَ عَنْهُ: سَكَنَ وهَدَأَ بِالمَكَان: أَقَامَ فسَكَن، وتَسَاقَطُوا إِلى بَلَدِ كَذَا فَهَدُؤُوا، أَي أَقامُوا، وهو مجازٌ.

  وهَدَأَ فُلانٌ يَهْدَأُ هُدُوءًا: ماتَ

  وفيْ حَدِيث أُمِّ سُلَيْمٍ قالَتْ لأَبي طَلْحَةَ عن ابْنِها «هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ»

  أَي أَسْكَنُ، كَنَتْ بذلك عن المَوْتِ، تَطْيَيباً لقَلْبِ أَبيه.

  وَلَا أَهْدَأَهُ اللهُ أَي لَا أَسْكَنَ عَنَاءَهُ⁣(⁣٢) تعبه ونصَبَهُ

  وأَتَانَا ولو قال: أَتى، كان أَخْصَرَ بَعْدَ هُدْءٍ بالضم مِنَ اللَّيْلِ أَو العَيْنِ وهَدْءٍ بالفتح وهَدْأَةٍ كتَمْرَةٍ وَمَهْدَإِ كمَسْكَنٍ وَهَدِيء كأَميرٍ وهُدُوءٍ فُعُولٍ، أَي بَعْدَ هَزِيعٍ مِنَ الليْلِ، ويكون هذا الأخيرُ مَصْدَراً وجَمْعاً، ويُرْوَى بَيْتُ عَدِيِّ بن زَيْدٍ:

  شَئِزٌ جَنْبِي كَأَنِّي مَهْدَأً ... جَعَلَ القَيْنُ عَلَى الدَّفِّ الإِبَرْ

  بفتح الميم، نصباً على الظرْفِ أَيْ حِينَ سَكَن الناسُ. وقد هَدَأَ اللَّيْلُ عن سيبويه، وأَتانا وقد هَدَأَت الرِّجْلُ أَي بعد ما سَكَن الناسُ باللَّيْلِ، وأَتانَا بعد ما هَدَأَتِ الرِّجْلُ والعَيْنُ، أَي سَكَنَتْ وسَكَن الناسُ باللَّيْلِ، وأَتانَا وقد هَدَأَتِ العُيُونُ، وأَتانا هُدُوءًا، إِذا جاءَ بعد نَوْمَةٍ، وبعد ما هَدَأَ الناسُ، أَي ناموا، وهو مجازٌ أَو الهَدْءُ بالفتح مِن أَوَّل اللَّيْلِ إِلى ثُلُثِه وذلك ابتداءُ سُكُونِه، وفي حَدِيثِ سَوَادِ بنِ قَارِبٍ «جَاءَني بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليْلِ» أَي بَعْدَ طائِفَةٍ ذهَبَتْ منه.

  وقال أَبو الهَيْثَم: يقال: نَظَرْت إِلى هَدْئِهِ، بالهمز، هو السِّيرَةُ، كالهَدْيِ بالياءِ، وإِنَما أَسْقَطُوا الهمزةَ فجعَلُوا مكانها الياءَ، وأَصْلُهَا الهمزُ، من هَدَأَ يَهْدَأُ إِذا سَكَنَ، ويقال: مَرَرْتُ برجلٍ هَدْئِكَ مِنْ رَجُلٍ، عن الزَّجَّاجيّ، والمعروف هَدّك مِنْ رَجُل، وقد يأْتي.

  والهَدْأَةُ، بِهَاءٍ: ع بَيْنَ الطَّائِفِ وَمَكَّةَ سُئل أَهْلُهَا: لِمَ سُمِّيَتْ هَدْأَةً؟ فقالوا: لأَنَّ المَطَر يُصِيبُها بَعْدَ هَدْأَةٍ من الليل، و: ة بِاعْلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ ويقال في النسبة إِليهما هو هَدَوِيٌّ، شاذٌ عَلى غَيْرِ قِيَاسٍ مِن وَجْهَيْنِ: أَحدهما تَحْرِيك الدَّال، والآخَر قَلْبُ الهمزةِ واواً.

  ومَا لَهُ هِدْأَةُ لَيْلَةٍ، بالكسرِ عن اللحيانيِّ، ولم يُفَسِّرْه قال ابنُ سِيدَه: وعندي أَنَّ معناه قُوتُها أَي ما يَقُوتُه ويُسَكِّنُ جُوعَه أَو سَهَرَهُ أَو هَمَّهُ.

  وهَدِئَ، كفَرِحَ هَدَأَ فَهوَ أَهْدَأُ: جَنِئَ بالجيم، أَي انْحَنَى، يقال: مَنْكِبٌ أَهْدَأُ وأَهْدَأَهُ الكِبَرُ أَو الضَّرْبُ.

  والهَدَأُ، مُحَرَّكَةً: صِغَرُ السَّنَام يَعْتَرِي الإِبلَ مِنْ كَثْرَةِ الحَمْلِ وهو دون الحَنَبِ⁣(⁣٣) والهَدَأَةُ، بهَاءٍ: ضَرْبٌ من العَدْو⁣(⁣٤) نقله الصاغاني والأَهْدَأُ من المَنَاكِبِ: المَنْكِبُ


(١) اللسان: هادياً.

(٢) في القاموس: عناه.

(٣) في اللسان: الجبب. وبهامش المطبوعة المصرية: قوله الحنب الأصمعي: التحنيب في الفرس انحناء وتوتير في الصلب واليدين فإذا كان ذلك في الرجل فهو التجنيب بالجيم. أنظر الصحاح».

(٤) في المقاييس ٦/ ٤٣ العدو السهل.