تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كنف]:

صفحة 466 - الجزء 12

  وقال أَبو زَيْدٍ: كَلِفْتُ منك أَمْرًا، كفرِحَ كَلَفاً.

  وَرَجُلٌ مِكْلافٌ: مُحِبٌّ للنِّساءِ.

  وَهو يَتَكَلَّف لإِخْوانِه الكُلَفَ، والتَّكالِيفَ، الأَخيرُ يحتملُ أَنْ يكونَ جَمْعاً لتَكْلِفَةٍ، زِيدَتْ فيه الياءُ لحاجَتِه⁣(⁣١)، وأَنْ يكونَ جَمْعَ التَّكْلِيفِ، قال زُهَيْرُ بنُ أَبي سُلْمَى:

  سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثَمانِينَ حَوْلاً - لا أَبالَكَ - يَسْأَمِ

  وَجَمْعُ التَّكْلِفَةِ: تكالِفُ، ومنه قولُ الرّاجِز:

  وهُنَّ يَطْوِينَ على التَّكالِفِ ... بالسَّوْمِ أَحْيانًا وبالتَّقاذُفِ

  قال ابنُ سِيدَه: ويَجُوزُ أَنْ يكونَ من الجَمْعِ الَّذِي لا واحِدَ له، ورواهُ ابنُ جِنِّي: «التَّكالُفِ» بضم الّلام، قال ابنُ سِيدَه: وَلَم أَرَ أَحَداً رَواه [بضَمِّ الّلامَ]⁣(⁣٢) غَيْرَه.

  وَذُو كُلافٍ، كغُرابٍ: اسمُ وادٍ في شِعْرِ ابنِ مُقْبلٍ:

  عَفَا مِنْ سُلَيْمَى ذُو كُلافٍ فمَنْكِفُ ... مَبادِي الجَمِيعِ القَيْظُ والمُتَصَيَّفُ

  وَكُلاف أَيضاً: بَلَدٌ بشِقِّ اليَمَنِ، قِيلَ: إِليه نُسِبَ العِنَبُ الكُلافيُّ، كما تَقَدَّم.

  [كنف]: أَنْتَ في كَنَفِ الله تَعالَى، مُحَرَّكَةً: أي في حِرْزِه وَسِتْرِهِ يَكْنُفُه بالكَلاءَةِ وحُسْنِ الولايَةِ، وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ في النَّجْوَى: «يُدْنَى المُؤْمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيامَةِ حَتَّى يَضَعَ عليهِ كَنَفَه» قال ابنُ المُباركِ: يَعْنِي يَسْتُرُه، وقِيلَ: يَرْحَمُه وَيَلْطُفُ به، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يَضَعُ الله عَلَيه كَنَفَه، أي:

  رَحْمَتَه وبِرَّه، وهو تمثِيلٌ لجَعلِه تحتَ ظِلِّ رَحْمَتِه يومَ القِيامةِ.

  وهو أي: الكَنَفُ أَيضا: الجانِبُ قال ابنُ مُقْبلٍ:

  إذا تَأَنَّسَ يَبْغِيها بحاجَتِه ... إِنْ أَيْأَسَتْهُ وإِنْ جَرَّتْ له كَنَفَا

  والكَنَفُ: الظِّلُّ يُقال: هو يَعِيشُ في كَنَفِ فُلانٍ: أيْ في ظِلِّه. والكَنَفُ: النّاحِيَةُ، كالكَنَفةِ مُحَرَّكَةً أَيضاً، وهذه عن أَبي عُبَيْدَةَ، والجَمْعُ: أَكْنافٌ.

  وَأَكْنَافُ الجَبَل والوادِي: نَواحِيهِما حَيْثُ تَنْضَمُّ إِليه، وَفي حَدِيثِ جَرِيرٍ: «قال له: أَينَ مَنْزِلُكَ؟ قال: بأَكْنافِ بِيشَةَ» أي نواحِيها.

  وَكَنَفا الإِنسانِ: جانِباهُ وناحِيتاهُ عن يَمِينِه وشِمالِه، وهُما حِضْناه، وهُما العَضُدان والصَّدْرُ.

  ومن المَجاز: الكَنَفُ من الطّائِرِ: جَناحُه وهُما كَنَفانِ، يُقال: حَرَّكَ الطائِرُ كَنَفَيْهِ، قال ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ يصفُ ناقَتَه:

  وَكأَنَّ عَيْبَتَها وفَضْلَ فِتانِها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ نافِرِ⁣(⁣٣)

  وَقال آخرُ:

  عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأَنَّ عِفاءَها ... سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَليمٍ جافِلِ

  وكَنَفَى كجَمَزَى: ع، كانَ بِهِ وقْعَةٌ وأُسِرَ فِيها حاجِبُ بنُ زُرارَةَ بنِ عُدَسَ التَّمِيمِيُّ.

  وكَنَفَ الكَيّالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَنًا: جَعَلَ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ القَفِيزِ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ يُقال: كِلْهُ ولا تَكْنُفْه، وكِلْهُ كَيْلاً غيرَ مَكْنُوفٍ.

  وكَنَفَ الإِبلَ والغَنَمَ يَكْنُفُها، ويَكْنِفُها من حَدَّيْ نَصَرَ وَضرَب، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، واقْتَصَر على الإِبِل: عَمِلَ لها حَظِيرَةً يُؤْوِيها إِلَيْها لتَقِيهَا الرِّيحَ والبَرْدَ.

  وَقال اللِّحْيانِيُّ: كَنَفَ لإِبِلِه كَنِيفاً: اتَّخَذَه لَها وكَنَفَ عَنْه: عَدَل نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وأَنْشَدَ للقُطامِيِّ:

  فصَالُوا وصُلْنَا واتَّقَوْنَا بماكِرٍ ... ليُعْلَمَ ما فِينَا عن البَيْعِ كانِفُ

  وَهكَذا أَنْشَدَه الصاغانِيُّ أَيْضاً، قال الأَصْمَعِيُّ: ويُرْوَى «كاتِف» قال ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي في شِعْرِه:

  ليُعْلَمَ هَلْ مِنّا عن البَيْعِ كانِفُ


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «لحاجة».

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) المفضليات ص ١٢٩ برواية: «فننان» بدلاً من «فتنان». وفي شرحه: كنفا الظليم: جانباه، وأراد جناحيه.