تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عطف]:

صفحة 389 - الجزء 12

  الجَوْهرِيُّ، قال الزمِّخْشَرِيُّ: شُبِّهت بالرِّيحِ في سُرْعَةِ سَيْرِها.

  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: العُصُوفُ: الكُدْرَةُ هكذا في سائِرِ النُّسخِ، وفي العُبابِ الكَدَرُ، وفي اللِّسانِ⁣(⁣١) الكَدّ، فَتأَمَّلْ ذلك، والعيْنُ من العُصُوفِ مَضْمُومةٌ، وإِطلاقهُ يُوهِمُ الفَتْحَ.

  وقال أَيضاً: العُصُوفُ: الخُمُورُ.

  وقال ابنُ فارِسٍ: عَصْفَتُها: رِيحُها إِذا فاحَتْ، زادَ الزَّمَخْشَرِيّ: شُبِّهت فَغْمَةُ رِيحِها بعَصْفَةِ الرِّيحِ.

  وأَعْصَفَ الرَّجُلُ: هَلَك حكاه أَبو عُبَيْدةَ، ونقله الجَوهرِيُّ.

  وأَعْصَفَ الفَرسُ: مَرَّ مَرًّا سَرِيعاً لغةٌ في أَحْصَف، نَقَلَه الجَوْهَريُّ.

  وقال النِّضْرُ: أَعْصَفَت الإِبِلُ: اسْتَدارَتْ حَوْلَ البِئْرِ حِرْصاً على الماءِ، وهي تُثِيرُ التُّرابَ حولَه⁣(⁣٢).

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  العَصْفُ، والعَصْفَةُ، والعَصِيفَةُ، والعُصافَةُ: ما كانَ على ساقِ الزَّرْعِ من الوَرَقِ الَّذِي يَيْبَسُ فيَتَفَتَّتُ⁣(⁣٣)، وقِيلَ: هو وَرَقُه، من غيرِ أَن يُعَيَّنَ بِيُبْسٍ أو غَيْرِه، وقِيلَ: وَرَقُه وما لا يُؤْكَلُ، وبكُلِّ ذلِك فُسِّرَ قولُه تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ}⁣(⁣٤) وقالَ النَّضْرُ: العصْفُ: القَصِيلُ، وقيل: وَرَقُ السُّنْبُلِ، كالعَصِفَةِ، وقِيلَ: ما قُطِعَ منه كالعَصِيفِ، وقِيلَ: هما وَرَقُ الزَّرْعِ الذي يَمِيلُ في أَسْفَلِه، فتَجُرُّه لِيَخِفَّ، وَقِيلَ: العَصْفُ: ما جُرَّ من وَرقِ الزَّرْعِ فأُكِلَ وهو رَطْبٌ، وَقِيلَ: العَصْفُ: السُّنْبُلُ نَفْسُه، وجَمْعُه عُصُوفٌ.

  وَقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: العَصْفانِ: التِّبْنانِ، والعُصُوف: الأَتْبانُ.

  وَاسْتَعْصَفَ الزَّرْعُ: قَصَّبَ.

  وَمَكانٌ مُعْصِفٌ: كثِيرُ التِّبْنِ، عن اللِّحْيانِيّ. والعُصافَةُ: ما عَصَفَتْ به الرِّيحُ.

  وَالمُعْصِفاتُ: الرِّياحُ التي تُثِير السَّحابَ والوَرَقَ.

  وَالعَصْفُ، والتَّعَصُّفُ: السُّرْعَةُ على التَّشْبِيه بذلِك.

  وَأَعْصَفَت النَّاقَةُ في السَّيْرِ: أَسْرَعَتْ فَهِيَ مُعْصِفَةٌ، قال الشّاعِرُ:

  وَمِنْ كُلِّ مِسْحاجٍ إذا ابْتَلَّ لِيتُها ... تَحَلَّبَ منها ثائِبٌ مُتَعَصِّفُ

  يعني العَرَقَ.

  وَقالَ شَمِرٌ: ناقَةٌ عاصِفٌ: سَرِيعَةٌ، وأَنشَدَ قولَ الشَّمّاخِ:

  فأَضْحَتْ بصَحْراءِ البُسَيْطَةِ عاصِفاً ... تُوالِي الحَصَى سُمْرَ العُجاياتِ مُجْمِرَا

  وَنُوقٌ عُصُفٌ: سَرِيعاتٌ، قال رُؤْبَةُ:

  بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ

  وَأَعْصَف الرَّجُلُ: جارَ عن الطَّرِيقِ.

  قال الجَوْهَريُّ: والحَرْبُ تَعْصِفُ بالقَوْمِ: أي تَذْهَبُ بهم، وتُهْلِكُهُم، قال الأَعْشَى:

  في فَيْلَقٍ جأْواءَ مَلْمُومَةٍ ... تَعْصِفُ بِالدَّارِعِ والحاسِرِ⁣(⁣٥)

  وَهو مَجازٌ، وفي العُباب: أَعْصفَت الحَرْبُ بالقَوْمِ: أي ذَهَبَتْ بهم وأَهْلَكَتْهُم، قال: وهذه أَصَحُّ من عَصَفَتْ بهِم.

  وَقالَ اللِّحْيانِيُّ: اعْتَصَفَ لِعِيالِه: إذا كَسَب لَهُم، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ والصّاغانِيُّ، يُقال: عَصَف واعْتَصَف، كما يُقال: صَرَفَ واصْطَرفَ.

  [عطف]: عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً: مالَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَمنه الحَدِيثُ: «فو الله لكأَنَّ عَطْفَتَهُم حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ البَقَرِ على أَوْلادِها».

  وعَطَفَ عليهِ: أَشْفَقَ كتَعَطَّفَ قال شيخُنا: صَرَّحُوا بأَنّ العَطْفَ بمَعْنَى الشَّفَقَةِ مَجازٌ من العَطْفِ بمعنَى الانْثِناءِ ثم


(١) وفي التهذيب أيضاً: الكَدّ.

(٢) في التهذيب: «وهي تطحن التراب حوله وتثيره» وفي التكملة: وهي تطحى.

(٣) في التهذيب: يبس فتفتّت.

(٤) سورة الرحمن الآية ١٢.

(٥) ديوانه ص ٩٦ وصدره فيه:

يجمع خضراء لها سورةٌ

وَفي التهذيب:

في فيلق شهباء ملمومةٍ