تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سعع]:

صفحة 210 - الجزء 11

  ما يَنْشَقُّ مُسْتَطِيلاً، وهو السّاطِعُ أَيْضاً.

  وِسَطَعَ لِي أَمْرُكَ: وَضَحَ. عن اللِّحْيَانِيِّ.

  وقال أَبو عُبَيْدَةَ: العُنُقُ السَّطْعَاءُ: الَّتِي طالَتْ، وانْتَصَبَت عَلَابِيُّها، ذَكَرَه في صِفاتِ الخَيْلِ.

  وِسَطَعَ يَسْطَعُ: رَفَعَ رَأْسَه ومَدَّ عُنُقَه، قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيمَ:

  فظَلَّ مُخْتَضعاً يَبْدُو فتُنْكِرُه ... حَالاً، ويَسْطَعُ أَحْيَاناً فيَنْتَصِبُ

  وعُنُقٌ أَسْطَعُ: طَوِيلٌ مُنْتَصِبٌ.

  وِسَطَع السَّهْمُ، إِذا رُمِيَ⁣(⁣١) به فشَخَصَ [في السماءِ] يَلْمَع، قال الشَّمّاخ:

  أَرِقْتُ له في القَوْمِ، والصُّبْحُ سَاطِعٌ ... كما سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَه الغالِي

  شَمَّرَه، أَي أَرْسَلَه.

  وجَمْع السِّطاعِ بمعنى عَمُود الخبَاءِ: أَسْطِعَةٌ وسُطُعٌ، أَنشدَ ابن الأَعْرَابِيّ.

  يَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثَالِ السُّطُعْ

  وِالسِّطَاعُ: العُنُق، على التَّشْبِيهِ بسِطَاعِ الخِبَاءِ.

  ونَاقَةٌ سَاطِعَةٌ: مُمْتَدَّة الجِرَانِ والعُنُقِ، قال ابنُ فَيْدٍ الرّاجِز:

  مَا بَرِحَتْ سَاطِعَةَ الجِرَانِ ... حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمَانِي

  ونَاقَةٌ مَسْطوعَةٌ: مَوْسُومَةٌ بالسِّطَاعِ.

  وإِبِلٌ مُسَطَّعَةٌ: على أَقْدَار السُّطُعِ من عُمُدِ البُيُوتِ، وبه فُسِّرَ قول لَبِيدٍ الَّذِي تَقَدَّمَ.

  وقال اللَّيْث هنا: اسْطَعْتُه، وأَنا أَسْطِيعُه إِسْطَاعاً، ولم يَزِدْ.

  قلت: السِّين لَيْسَتْ بأَصْلِيَّة، وسَيُذْكَرُ في تَرْجَمة: «طوع».

  [سعع]: السَّعِيعُ، كأَمِيرٍ، عن أَبِي عَمْرٍو والسُّعُّ، بالضَّمِّ: الشَّيْلَم، أَو هو الدَّوْسَرُ من الطَّعَامِ، قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وقال غيرُه: قَصَبٌ يكونُ في الطَّعَامِ، أَو الرَّدِئُ منه، قاله ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وقِيلَ: هو الزُّؤَانُ ونَحوهُ مِمّا يُخْرَجُ من الطَّعَامِ، فيُرْمَى به.

  وِقال ابنُ بُزُرْجَ: طَعَامٌ مَسْعُوعٌ، من السَّعِيعِ، وهو الَّذِي أَصابَهُ السَّهَامُ، مثْلُ اليَرَقَانِ، قال: والسَّهَامُ: اليَرَقانُ.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: السَّعْسَعَة: دُعَاءُ المِعْزَى بسَعْ سَعْ، والذِي في الصّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ، يُقَال: سَعْسَعْتُ بالمِعْزَى، إِذا زَجَرْتَها، وقلتَ لها: سَعْ سَعْ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ هكَذَا عن الفَرّاءِ، فالعَجَبُ من المُصَنِّف كيفَ يَتْرُكُ ما هو مُجْمَعٌ عليه.

  وِقال ابنُ دُرَيْدٍ: السَّعْسَعَةُ: اضْطِرابُ الجِسْمِ كِبَراً، يُقَال: سَعْسَعَ الشيْخُ وغيرُه، إِذا اضْطَرَبَ من الكِبَرِ والهَرَمِ. وقال ابنُ عَبّادٍ: السَّعْسَعَةُ: الهَرَمُ، وأَنْشدَ اللَّيْثُ:

  لَمْ تَسْمَعِي يَوْماً له وَعْوَعَهْ ... إِلّا بقَوْلِ: حَاءِ، أَو بالسَّعْسَعَهْ⁣(⁣٢)

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، والفَرّاءُ: السَّعْسَعَةُ: الفَنَاءُ كالتَّسَعْسُعِ قالَ الجَوْهَرِيُّ: تَسَعْسَعَ الرَّجُلُ، أَي: كَبِرَ حَتّى هَرِمَ ووَلَّى، وزاد غيرُه: واضْطَرَب وأَسَنَّ، ولا يَكُون التَّسَعْسُع إِلّا باضْطِرابٍ مع كِبَرٍ، وقد تَسَعْسَعَ عُمْرُه، قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ:

  وِما زالَ يُزْجِي حُبَّ لَيْلَى أَمامَه ... وَلِيدَيْنِ حَتَّى عُمْرُنا قَدْ تَسَعْسَعَا

  ويُقَال: تَسَعْسَع الشَّيْخُ، إِذا قارَبَ الخَطْوَ، واضْطَرَبَ من الهَرَمِ، وقال رُؤْبَةُ يَذْكُرُ امْرَأَةً تُخَاطِبُ صاحِبَةً لها:

  قَالتْ ولَمْ تَأْلُ به أَنْ يَسْمَعَا⁣(⁣٣) ... يَا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعَا


(١) ضبطت عن التهذيب بالبناء للمجهول، والزيادة الآتية عنه، وضبطت في اللسان «رَمَى به».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لم تسمعي إلى آخره، هكذا في الأصل، والشطر الأول من السريع والثاني من الرجز» وصوب محقق المطبوعة الكويتية الشطر الأول على الشكل التالي:

لم تسمعي يوماً لها عن وعوعه

(٣) في التهذيب:

قالت وما تألو به أن ينقعا

والأصل كالديوان / ٨٨ واللسان والصحاح.